- يتسائل الكثيرُ منا ويقول: ما السبب أننا نتوب من المعاصي والذنوب ثم نعود إليها مرة أخرى؟

السبب أننا لم نتعلم كيف نتوب ، ولذلك...هيا بنا الآن لنتعرف على مَعنَى التوبةِ النَصُوح:

يقولُ اللهُ تعالى : (ياأيها الذين آمنوا تُوبُوا إلى اللهِ توبةً نَصوحاً) ،

قال ابنُ كَثِير رَحِمَهُ اللهُ: التوبة النَصوح هى توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من الذنوب.

وقال الحسن البصري رَحِمَهُ اللهُ: أن تُبغِضَ الذنبَ كما أحبَبتَه وأن تستغفرَ منه إذا ذكرتَه.

- وقد اشترط العلماء شروطاً للتوبة النصوح مأخوذة من الآيات والأحاديث وهى :

 

أولاً: الإقلاع عن المَعصِيَة: 

وذلك بأن تهجر المَعصِيَة بجميع الأسباب التي أوقعتك فيها ، فمثلاً  لابد أن تهجر المكان الذي عصيتَ اللهَ فيه إن استطعتَ ذلك ، وإن لم تستطع (كأن يكون هذا المكان في البيت مثلاً) فلابد أن تستغفر اللهَ فيه وأنت نادم على ما فعلته ، لأن هذا المكان سوف يَشهَدُ عليك يوم القيامة فاجعله يشهد لك أيضاً فتكون المُحَصِلَة: (صِفر)(أي: لا لك ولا عليك) ، وكذلك إن استطعتَ أن تستغفر اللهَ فى كل مكانٍ عصيتَهُ فيه فافعل لكن... بشرط ألا يكون هذا المكان سبباً لوقوعِك فى المَعصِيَة مرة أخرى.

ولابد أيضاً أن تهجر أصدقاء السُوء (الشِلّة) التى أعانتك على فِعل المَعصِيَة ، وهذه نقطة هامة جداً فإنك لن تستطيع الثبات على التوبةِ النَصوح دون تغيير هذه الصُحبَة الفاسدة واستبدالها بصُحبَةٍ صالحة تأخذ بيدِك وتعينُك على فِعل الطاعات واجتناب المعاصى ، ولتعلمْ جيداً أن هذه (الشِلّة) - إن لم تَتُبْ - فهى كفة ودينُكَ فى كفة فلابد أن تُرَجِحَ كفة الدين مهما كَلفكَ الأمر ،

فقد قال الله تعالى : (قل إنْ كان آباؤكُم وأبناؤكُم وإخوانُكُم وأزواجُكُم وعَشِيرَتُكُم وأموالٌ اقترَََفتُمُوها وتِجارةٌ تَخشَوْنَ كَسادَها ومَسَاكِنُ تَرضَونَهَا أحَبَّ إليكم من اللهِ ورسولِهِ وجِهَادٍ فى سبيلِهِ فتَرَبَصُوا حتى يأتيَ اللهُ بأمرهِ واللهُ لا يَهدِى القومَ الفاسقين).

واعلم أنك لابد أن تقوم بإزالة أي مَعصِيَة مَوجُودَة عِندَكَ (يكونُ في استطاعتِكَ أن تُزيلَها)

مثل أن تقوم بمَسْح جميع الأفلام والأغاني الموجودة على الكمبيوتر الخاص بك ،

فإنك إن لم تفعل ذلك وزعمتَ أنك تائب فإنك تكون وَاهِمَاً لأن توبتك هنا تكونُ غيرَ صَحِيحَة ، حيث أنها فقدَتْ شرطَ الإقلاع ، بل ولابد أن تعلم أنك إنْ لم تَقمْ بمَسْح هذه الأشياء فإنك تكون مازلتَ مُصِرّاً على معصية ربك لأنك ستعودُ إليها حَتماً في يوم من الأيام فاحذر من ذلك واعلم أن الله لا يُغيِرُ ما بقومٍ حتى يُغيِرُوا ما بأنفسِهم وأن مَن ترَكَ شيئاً لله عَوّضَهُ اللهُ خيراً منه.

 

ثانياً :الندم على ما فات: 

قال النبى صلى الله عليه وسلم: (الندَمُ توبة) ، وذلك لأنه أعظمُ أسبابها ، فلذلك تَجِد أنه إذا صَحّ ندمُك صَحّتْ توبتك حيث أنه كلما ازداد ندمك وخوفك من ضرر ذنوب الماضي..كلما ازداد اهتمامك بإزالتها من صحيفتك خوفاً من عقاب الله تعالى فتنشغل بذلك عن أي معصيةٍ أخرى.

- وعلامة صِدْقِ ندمِك أن تكرهَ نفسَكَ الأمّارة بالسُوء لأنها هي التي أوقعتك في الذنوب ، فتقول لها: (إنتي السبب..كِفايَة ذنوب كِدَة..هاتضيَعِينى..خلِينَا ننظف اللي فات بالاستغفار والبكاء) ،

كما قال النبى صلى الله عليه وسلم حِينمَا سُئِلَ عن النجاة: (وابْكِ على خطيئتِك).

فلابد أن تجعل الندم يُسَيطِرُ على قلبك بحيث أن قلبك إذا غفلَ عن الطاعة ، ووجدتَهُ يلتفت إلى المَعصِيَة من حينٍ لآخر ويتمنى فعلها مرة أخرى فلابد أولاً أن تعتصم بالله بصِدْقٍ فتقول:

(يارب لو سِبتِنِي هاضِيع..الحَقنِي..أعوذ بك من شر نفسي) ، ثم تتذكر أنك مازلتَ شديدَ الندم على ما فرطتَ فى حَق الله وعلى ما ضاعَ من عُمرِكَ فى المَعصِيَة وأنك مازلتَ لم تنتهِ بعد من

تنظيف ما فات فكيف تطمع فى معصيةٍ أخرى: (أنا ناقِص ذنوب تانى كِفايَة اللى عَندي).


  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 356 مشاهدة
نشرت فى 4 مايو 2011 بواسطة wael85

ساحة النقاش

وائل العدوى

wael85
تعريف بـ (سلسلة يلا نعبد ربنا صح) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ثم أما بعد .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سَلَكَ طريقاً يلتمس فيه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

18,815