لن يهزمنى احد


لن يهزمنى احد ولن أنتصر على أحد

قال رجل الأمن المقنع المكلف بمهمة غامضة

أطلَقَ النار على الهواء وقال

على الرصاصة وحدها أن تعرف من هو عدوي

رد عليه الهواء برصاصة مماثلة

لم يكترث المارة العاطلون عن العمل

بمايدور في بال رجل الامن المقنع العاطل مثلهم عن العمل

لكنه يبحث عن حربه الخاصة..

منذ لم يجد سلاما يدافع عنه نظر الى السماء فرآها عارية صافية

وبما انه لا يحب الشعر..

فلم يرى فيها مرآة للبحر

كان جائعا وازداد جوعا حين شم ر ائحة الفلافل..

فأحس بأن بندقيته تهينه

أطلق رصاصة على السماء لعل عنقودا من الجنة يساق عليه

فردت عليه رصاصة مماثلة فأججت حماسته المكبوتة الى القتال..

فاندفع الى حرب متخيلة وقال:

عثرت أخيرا على عمل..انها الحرب

وأطلق النار على رجل أمن مقنع آخر فأصاب عدوه المتخيل

وأصيب هو بجرح طفيف في ساقه وحين

عاد إلى بيته في المخيم متكئا على بندقيته وجد البيت مزدحما بالمعزين فابتسم..

لأنه ظن أنهم ظنوا أنه شهيد حقا وقال:

لم أمت وعندما أخبروه أنه هو قاتل أخيه نظر إلى بندقيته باحتقار وقال:

سأبيعها لأشتري بثمنها كفنا يليق بأخي.

 

للشاعر : محمود درويش

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 621 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2015 بواسطة wa9i3-majala

الواقع بلمسة أدبية

wa9i3-majala
نرجو أن نكون عند حسن الظن دائما وأن يقدرنا الله عز وجل لتحقيق ما نأمله جميعا وبما يعود علينا جميعا بالفائدة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

74,377

فكر بغيرك



Large_1238440534