اولا :إعداد الحيوانات للتلقيح
لاتلقح الحيوانات إلا إذا كانت في ظروف بيئية حسنة وحالة صحية جيدة.
أما إذا كانت تعاني من سوء التغذية، أو من إصابة طفيلية شديدة، ومن انحراف في الصحة، أو إذا كانت تعيش ظروفاً جوية أو بيئية سيئة ، فيؤجل تلقيحها إلى وقت مناسب.
ذلك أن مثل هذه العوامل تسيء في ذاتها إلى الحيوان وتؤدي إلى هبوط مقاومته،
فإذا لقح على الرغم من سوء ظروفه وحالته العامة فإن معاناته ستزداد سوءً
وبالتالي فإن التلقيح لايحقق أهدافه المفيدة بل ينعكس بآثار ضارة وسيئة.
وتتحرى الشروط الملائمة للتلقيح على النحو التالي:
أولاً: علائم الصحة المناسبة للتلقيح:
وتفحص الحيوانات قبل التلقيح فحصاً عاماً لتبين مدة استعدادها وقدرتها على تلقي اللقاح، وتعد مهيأة للتحصين إذا توفرت لديها الشروط التالية:
1- أن لاتبدي وهناً أو أعراضاً مرضية دالة على الإرهاق وسوء الصحة: كارتفاع درجة حرارتها عن معدلها الطبيعي
[نلحظ في الأحوال الطبيعية تفاوت حرارة الحيوان خلال اليوم، فهي في الحدود الطبيعية الصغرى عند الصباح بينما تبلغ الحدود الطبيعية العظمى في المساء وتزداد بعد الطعام بساعات قليلة. وتهبط نتيجة تناول جرعات كبيرة من السوائل,. ونلاحظ ارتفاع الحرارة كذلك أثناء دورة الشبق (الهياج الحسي) وأثناء فترة الحمل، ومع ارتفاع حرارة الجو، وعند بذل جهد عضلي.].
ويذكر أن درجات الحرارة الطبيعية عند الحيوانات السالمة هي :
أنواع الحيوانات-------------- درجات حرارتها الطبيعية بالمقياس المئوي
الأغنام ------------------------------38.5-40
الماعز ------------------------------38.5-40
الأبقار الفتية حتى عمر سنة---------------- 38.5-40
الأبقار التي تجاوزت السنة ----------------- 37.5-39.5
الخيول والحمير-----------------------------37.5-38.5
البغال -----------------------------------38.8-39
الدجاج ------------------------------------40.5-43
الكلاب -------------------------------------37.5-39
القطط ------------------------------------38-39.5
كذلك ينبغي أن لاتكون الحيوانات المعدة للتلقيح هزيلة أوبادية الخمول ( خلافاً لوضعها المألوف) ،
أو مصابة بأحد الأمراض السارية أو الطفيليية.
فمثل هذه الحيوانات المريضة تعالج أولاً، ومن ثم يجري تحصينها.
2- أن لاتكون متقدمة في الحمل، لأن الأنثى في هذه الحالة تكون مجهدة فيزيولوجياً فإذا لقحت وهي كذلك فإن من المتوقع غالباً أن تجهض.
أما الدواجن فينبغي ترتيب مواعيد مناسبة لتلقيحها، بحيث لايؤثر ذلك على دورة إخصابها.
3- إن يكون الحيوان قد بلغ عمراً ملائماً: بحيث تتمكن أجهزته المختصة من تكوين الأجسام المضادة اللازمة لحماية الجسم.
فالجهاز البطاني الشبكي[يتألف الجهاز البطاني الشبكي Reticulum edothehd system من مجموعة الأنسجة والأعضاء التي تنتج الأجسام المضادة في الجسم، ومنها الكبد ، نقي العظام ، الطحال]
لايكون قادراً على مباشرة وظيفته المناعية هذه إلا عند بلوغ المواليد حداً معيناً من العمر يختلف حسب نوع الحيوان.
أما غدة المخرج[Bursa of fabricius ] عند الدواجن،
فإن لها أهمية كبيرة في تشكيل الأجسام المضادة لديها وتكون مهيأة للعمل في وقت مبكر بعد الفقس. ولقد لوحظ هبوط المقاومة وتعطل تشكيل الأجسام المضادة لدى الدواجن التي تصاب غدة المخرج لديها، مما يؤكد دور هذه الغدة في إحداث المناعة.
إن أنسب الأعمار لبدء برامج التلقيح هي التالية :
أنواع الحيوانات------------- أعمارها الملائمة لبدء أول تلقيح
الأغنام والماعز------------ بعد الشهر الثالث
الأبقار---------------------- بعد الشهر السادس
الحيوانات الفرسية---------- بعد الشهر السادس
الدواجن--------------------- من 1-3 أيام
الكلاب والقطط--------------- بعد الشهر الثالث
ثانياً: اثر البيئة في نجاح التحصين:
لاتساعد الظروف البيئية السيئة على نجاح التحصين ، لأنها تضعف مقاومة الحيوان وتجعله غير كفؤ لتلقي اللقاح والتفاعل معه.
فالإرهاق ، والطقس الرديء ، والمساكن العشوائية التي لاتراعى فيها قواعد الصحة، وإهمال التهوية، وانعدام التدفئة، وسوء الرعاية... كلها عوامل بيئية ممرضة تسيء إلى صحة الحيوان وتنعكس بآثار ضارة عليها، وتؤدي إلى اضطرابات في وظائف الأعضاء وإحباط لنشاط الأجهزة المولدة للأجسام المضادة وعلى الأخص الجهاز البطاني الشبكي وغدة المخرج Bursa of fabricius عند الدواجن.
إن اللقاح لن يكون وحده كافياً للوقاية إذا لم تتوفر للحيوان بيئة حسنة تؤمن له شروط استمرار بقائه ككائن حي.
لذلك ينبغي أن توجه العناية إلى تأمين ظروف بيئية مناسبة تضمن عدم إرهاق الحيوان وحسن قيام أعضائه بوظائفها الفيزيولوجية. وينصح بعد إجراء التلقيح قبل التأكد من حسن صحة الحيوان وجودة مقاومته.
ثالثاً: أثر الغذاء والماء:
للغذاء والماء أهمية كبرى في حفظ صحة الكائنات الحية جميعاً، وتوازن وظائفها الفيزيولوجية واستمرار بقائها. وهما مفيدان على الأخص في رفع قدرة جسم الإنسان والحيوان على مقاومة الأمراض, وقد وضعت أسس نظام الحياة هذه منذ النشأة الأولى على وجه الأرض .
وفي القرآن الكريم عدة نصوص تلفت إلى ذلك:
1- فالماء عنصر أساسي في تركيب كل شيء حي.
2- والماء ضروري لإنبات الزرع.
3- ثم أن الماء والزرع مخصصان لتغذية الإنسان والكائنات الحية وحفظ بقائها.
فإذا لم يحظ الكائن الحي بنصيب كاف من الغذاء والماء فإنه:
1- يضعف وتنخفض مقاومته، ولاتستطيع عضويته الاستمرار في أداء مهامها بصورة سوية.
2- تضطرب وظائف أعضائه ويصبح تنفيذها صعباً وشاقاً.
ثم أن تلقيح الحيوانات التي تعاني من الجوع أو العطش يزيد من حالتها سوءً لأن تفاعل الجسم مع اللقاح يحتاج إلى قدرة وهذه لاتتوفر على النحو المطلوب في حالات نقص التغذية والعطش،
فلابد من تأمين هذين العنصرين الأساسيين أولاً ومن ثم مباشرة التلقيح.
رابعاً: أثر أخطاء الرعاية الصحية:
ينبغي أن تتم الرعاية الصحية البيطرية بإشراف الفنيين البيطريين، وحتى لاتؤدي الأخطاء الفنية البيطرية إلى نتائج سيئة.
فاستعمال المضادات الحيوية مثلاً على نحو مخالف للأصول الفنية يؤدي إلى تأثيرات سيئة على الجسم واللقاح، وقد يكون لذلك أثر في تثبيط تكوين الأجسام المضادة. كذلك فإن استعمال المطهرات مع اللقاح قد تؤدي إلى إتلافه فلا تتحصل منه أية فائدة.
ومن أخطاء الرعاية البيطرية
أن تعطى الحيوانات جرعة لقاح أقل من الجرعة النظامية فلايكون لها أي تأثير وقائي.
أو أن تعطى اللقاحات في ظروف غير مناسبة فتنشأ عن ذلك مضاعفات غير مستحسنة.
كذلك فإن تنظيم توقيت استعمال اللقاحات له أهمية كبيرة يعرفها الفنيون البيطريون المتخصصون دون غيرهم ،
فإعطاء المضاد لمرض التهاب غدة المخرج[مرض جمبورو Gumboro Disease ] يؤدي إلى تأثر هذه الغدة التي تنتج الأجسام المضادة اللازمة للمناعة عند الدواجن
وبالتالي فإن التلقيح ضد شبه طاعون الدجاج في نفس التوقيت الزمني لإعطاء اللقاح الأول يؤدي إلى آثار سلبية،
ولابد من تنظيم توقيت إعطاء كل من اللقاحين وفقاً للأصول الفنية لضمان حصول الفائدة المرجوة.
اللقاح المستخدم :
اللقاح مادة حيوية معدة لاستحداث مناعة معينة لدى الجسم الذي يعطى كمية نظامية منه،
له أنواع عديدة يختص كل منها بمرض معين، وأنواعه هذه في تقدم وازدياد مستمر مع تطور البحوث العلمية.
تصنع اللقاحات بطريقة فنية في المعامل المتخصصة بذلك، وتكون معبأة تحت شروط التعقيم التام، ضمن قوارير (حاويات ) زجاجية محكمة الإغلاق كي لا تتلوث فتفسد.
تفتح العبوة عند التلقيح لتستعمل مباشرة وفق التعليمات الفنية الموضوعة من قبل المعمل المنتج، وتكون التعليمات المشار إليها أو بعضها ملصقة على حاوياتها أو مبينة في نشرات مرافقة لها.
يفيد بعض اللقاحات في عطاء المناعة ضد الأمراض الجرثومية مثل الجمرة الخبيثة ، الجمرة العرضية ..
ويفيد بعضها الآخر في التحصين ضد الأمراض الفيروسية مثل : شبه طاعون الدجاج، جدري الغنم. وتكون المادة الرئيسية التي تدخل في صناعتها أما عوامل ممرضة حية لكنها مضعفة بطرق فنية أو ميتة أو منتجات هذه العوامل الممرضة (سمومها).
أولاً: حفظ اللقاحات:
اللقاحات عادة وعلى الأخص الفيروسية منها، مرهفة الحساسية، تتطلب عناية دائمة وحرصاً دقيقاً على توفير الشروط اللازمة لصيانتها والحيلولة دون فسادها وتلفها.
1- أن تحفظ في الجو الملائم لاستمرار فاعليتها ، وأهم هذه الشروط هي: عادة مايلائم كل لقاح في التعليمات المرافقة له، ويشترط غالباً حفظ اللقاحات في برودة مناسبة، سواء عند التخزين أو النقل أو الاستعمال. فعند التخزين يمكن تأمين ذلك بواسطة الثلاجة ( الكهربائية أو المبردة بالثلج) أما أثناء النقل فتستخدم الثلاجات الحقلية، وهي عبارة عن أوعية بلاستيكية أو معدنية مجهزة بجيوب يعبأ فيها الثلج من أجل تبريد ما يوضع ضمن الثلاجة.
وعند عدم توفرها، توضع زجاجات اللقاح المنقول ضمن غلاف نايلون أو في وعاء، ثم توضع مع غلافها، أو الوعاء الذي يحتوي عليها ضمن وعاء أكبر فيه ثلج يغمر به الوعاء الأصغر من جميع جوانبه. ويحكم الإغلاق كي لا يتعرض الثلج أو اللقاحات للهدر أثناء الحركة أو النقل.
2- أن تطبق بدقة تامة التعليمات الفنية الخاصة بها.
3- أن يراعى حفظها بعيدا ً عن النور، عند اشتراط ذلك في التعليمات.
4- أن لا تفتح القوارير التي تحتوي على اللقاح إلا عند الاستعمال مباشرة كي لا تتعرض للتلوث والفساد.
ثانياً: استعمال اللقاحات:
تراعى عند استعمال الملاحظات التالية:
1- لكل لقاح عمر معين تنقضي فاعليته بانتهائه، لذلك ينبغي الانتباه جيداً إلى تاريخ انتهاء فاعلية اللقاح، بحيث يستعمل قبل انقضائها.
2- يلحظ عدم تعرض اللقاح للمؤثرات التي تفقده الفاعلية، كي يكون استعماله مجدياً في تحقيق أهداف التحصين والوقاية، وتراعى على الأخص الاحتياطات التالية:
أ- عندما يحل اللقاح في الماء الفيزيولوجي المهيأ للحقن أو العادي النظيف المعد للشرب ينبغي استعماله دون تأخير لأنه لايعمر طويلاً بعد الحل، بل يفسد خلال فترة قصيرة، ويصبح غير صالح للاستعمال.
ب- يصطحب اللقاح إلى الحقل ضمن أوساط مبردة محفوظة يختارها الفنيون البيطريون حسب الإمكانيات المتاحة بما يؤمن المحافظة على اللقاح مبرداً لحين بدء الاستعمال ويراعى حفظه أثناء الاستعمال الحقلي بعيداً عن النور والحرارة والتلوث.
ج- لاتستعمل المواد المعقمة مع اللقاح لأنها تتلفه، ويلحظ ذلك على الأخص عند استعمال اللقاحات التي تعطى عن طريق الشرب، حيث ينبغي عدم وضع مواد معقمة في المياه التي سيحل بها اللقاح.
3- تطبق التعليمات الفنية الخاصة المتعلقة باللقاح.
ثالثاً: طرق إعطاء اللقاحات:
1- الحقن:
الحقن هو إدخال جرعة نظامية من اللقاح إلى نسيج معين في الجسم كي تمتص وتحدث آثارها الوقائية. ويجري باستعمال محاقن فنية تؤمن بواسطتها الغاية المطلوبة وتكون هذه المحاقن مجهزة في مقدمتها بإبر فولاذية لاتصدأ، قابلة للتبديل, وهي مختلفة الأشكال والأنواع وفق الغرض الذي ستعمل من أجله. فبعضها للحقن في النسيج العضلي، وآخر للحقن تحت الجلد، ومنها مايستعمل خصيصاً للحقن في الأدمة. ويحتاج حقن اللقاحات إلى جهد كبير عندما يكون عدد الحيوانات التي يطلب تلقيحها كبيراً. فمن الصعب بمكان ليس عملياً ، تلقيح عشرات ألوف الدواجن مثلاً وضبط الجرعات النظامية لكل واحدة منها بواسطة محقن عادي.
لذلك فإن تلقيح مثل هذه الأعداد الكبيرة يكون باستعمال محاقن آلية ذاتية الحركة Automatic multidose syringe تفيد في إجراء التلقيح المتعدد المتوالي [For mass vaccination ]
وتجمع بين المزايا التالية:
أ- تجهيزها بخزان يستوعب كميات كبيرة من اللقاح المعد للحقن
ب- قدرتها على معايرة الجرعة النظامية اللازمة للتلقيح آلياً بصورة ذاتية بعد كل تلقيح.
ج- سهولة الاستعمال وعدم التعقيد.
فمثل هذه المحاقن الآلية لايتطلب استعمالها سوى ملء الخزان باللقاح وتعيير مقدار كل زرقة قبل بداية العمل ومن ثم مباشرة التلقيح بإيلاج إبرة المحقن في النسيج المقصود وفقاً لتعليمات اللقاح وعند وصول الإبرة إلى الهدف يجذب زناد المحقن بواسطة أصابع اليد باتجاه المقبض حتى ينقبض عليه، فإذا انتهى الزرق تبسط الأصابع فيعود الزناد إلى وضعه الطبيعي بتأثير النابض الذي يبعده عن المقبض، ويمتص المحقن من الخزان أثناء العودة هذه ، جرعة نظامية جديدة مهيأة للحقن في عضلة جديدة ويتوالى العمل على هذا النحو بصورة آلية...
2- التلقيح بطريقة الوخز:
يمكن إدخال اللقاح إلى الجسم بهذه الطريقة عندما تكون الجرعة النظامية المطلوب إعطاؤها إليه كافية بكميات بسيطة وفق ماتقضي به تعميمات اللقاح، ومثال ذلك التلقيح ضد الدفتريا الجدرية عند الطيور حيث تستعمل لهذه الغاية إبرة ذات فرعين عند طرفها المهيأ لاختراق النسيج.
ويكون التلقيح بأن يحضر محلول اللقاح والطيور التي سيجري تلقيحها، ومن ثم يغطس فرعا طرف الإبرة فيها ليوخز بهما الطرف الغشائي من الجناح وتتكرر العملية على هذا النحو حتى يتم تلقيح كافة طيور القطيع.
3- التلقيح بطريقة التخريش:
تستعمل هذه الطريقة عند الحيوانات للتلقيح ضد جدري الغنم، وتجري على وجه الإلية الأنسي الخالي من الصوف وذلك بتخريش سطح الجلد بواسطة مبضع معقم وأداة مخرشة، (بعد تنظيف الموضع وتطهيره) [يلحظ عدم وضع اللقاح على الموضع قبل جفاف المادة المطهرة حرصاً على عدم تلف اللقاح] ومن ثم وضع اللقاح على المكان المخرش.
إلا أن هذه الطريقة قليلة الشيوع (الانتشار) ، ويغلب الإجراء بطريقة الحقن في الأدمة بديلاً عنها.
4- التلقيح عن طريق جهاز الهضم (بواسطة ماء الشرب) :
تكاد تكون هذه الطريقة خاصة بالدواجن، حيث يمكن بواسطتها تلقيح عدد كبير من الدواجن دون الحاجة إلى مساعدات كبيرة في إنجاز العمل. كما أن هذه الطريقة لاتستدعي الإمساك بالدواجن على التوالي، وتوفر ماينشأ عن ذلك من هياج واضطرابات في المدجنة.
وتراعى عن إجراء التلقيح بهذه الطريقة الملاحظات التالية:
أ- يمنع الماء عن الطيور مدة لاتتجاوز ساعة واحدة إذا كان الطقس حاراً تمتد إلى ساعتين حسب تدني درجة حرارة الجو. وتراعى الدقة التامة في ذلك ، لأن الدجاج وخاصة البياض يتأثر كثيراً بالعطش، فلايجوز أن يمنع عنه الماء أكثر من المادة المبينة أعلاه، لأن ذلك يؤثر على الإنتاج فيظن وهماً بأن اللقاح قد أثر على إنتاج الدواجن ، بينما يكون مرد ذلك في الحقيقة إلى الخطأ في تقدير الزمن الكافي للتعطيش أو الخطأ في ضبط توقيت بدئه وانتهائه.
ب- يحل اللقاح في ماء نقي (صالح لاستهلاك الإنسان) وفقاً للنسب النظامية المقررة في تعليمات استعماله ليقدم مباشرة (بعد الحل) إلى الدواجن العطشى التي ستلقح. ويلاحظ ضرورة استعمال اللقاح المحلول في الماء فترة لاتتجاوز ساعتين على الأكثر بعد الحل.
ج- يحظر وضع المعقمات أو المضادات الحيوية في الماء الذي يحتوي على اللقاح لأن اللقاح وعلى الأخص إذا كان يحتوي على العوامل الممرضة الحية المضعفة سيتأثر ويتلف بهذه المواد.
د- يخصص عدد كافي من المناهل اللازمة لإسقاء جميع الدواجن في وقت واحد.
ه- تستعمل اللقاحات الفيروسية بحرص وعناية، ويلحظ بأن بعضها يؤثر على صحة الإنسان، وقد تحدث آثاراً غير مرغوبة إذا أسيء استعمالها أو إذا انتشرت في الحقل.
ويراعى على الأخص إجراء مايلي:
1- تنظيف الأيدي بعد انتهاء التلقيح، ويحرص بصورة خاصة على عدم وصول لقاح شبه طاعون الدجاج إلى أعين الإنسان.
2- العمل بتأني وهدوء وعدم الاستعجال، ومراعاة لأصول فنية في جميع مراحل العمل.
3- بعد الانتهاء من التلقيح تطهر أو تتلف فنياً عبوات اللقاح (القوارير، الحاويات، وأغطيتها..) تفادياً لانتشار المرض عن طريق البقايا التي تحملها الأوعية.
تحديد توقيت تنفيذ برنامج التلقيح:
يراعى في اختيار توقيت إجراء التلقيح الدوري الظروف الملائمة والشروط الفنية الخاصة بكل لقاح، ويؤخذ بعين الاعتبار على الأخص:
1- أن يكون التوقيت مناسباً ومفيداً في تحقيق الأهداف المطلوبة: وأهمها:
أ- أن تتشكل دورة المناعة عند الحيوانات الملقحة في المواسم المألوفة لحدوث المرض .
ب- أن لاتنشأ عن التلقيح آثار ضارة: فيراعى أن لا يجري التلقيح في الأشهر الأخيرة من الحمل لأنه قد يؤدي إلى الإجهاض، وينصح بعدم إجراء التلقيح في مواعيد النزو والإخصاب حتى لاتضعف الرغبة الجنسية.
ج- أن يجري التلقيح بعد اكتمال نمو الجهاز المسؤول عن تكوين الأجسام المضادة في الجسم (الجهاز البطاني الشبكي) ويعتبر هدراً تلقيح المواليد التي لم تبلغ التوقيت الزمني الصحيح لاكتمال نمو أجهزة الدفاع لديها.
2- يراعى التوقيت المفضل للتلقيح الذي يوصي به المعمل المنتج عادة ويبينه في النشرة المرافقة للقاح أو في بيان ملصق على عبوته.
3- تختار المواعيد الملائمة التي تتحقق فيها الظروف والشروط الملائمة التي ذكرت سابقاً.
4- عند حدوث نشبات مفاجئة للمرض يكون التلقيح حول البؤرة التي ظهر فيها لزامياً. وقد يشمل التلقيح مناطق أوسع من ذلك وفق ماتقتضيه ضرورات الحماية ومنع انتشار المرض.
ويتوقف نجاح التلقيح على حسن التنفيذ وعلى مدى الالتزام بتطبيق الشروط الفنية للتلقيح.
آثار التلقيح
:
ينشأ عن حقن اللقاح في الجسم آثار متعددة يمكن تصنيفها على النحو التالي:
أولاً: الآثار المفيدة:
يتفاعل الجسم في الحالات السوية مع اللقاح، فتتكون لدية بواسطة الجهاز البطاني الشبكي، وغدة المخرج عند الدواجن، خلال بضعة أيام مواد مضادة للعوامل الممرضة وسمومها تدعى الأجسام المضادة Antibodies ويصبح الجسم منيعاً ضد العوامل المرضية التي يختص اللقاح المحقون بتحريض الجسم على إنتاج الأجسام المضادة الخاصة بها عندما تبلغ هذه الأجسام حداً كافياً في الجسم. ويلحظ بهذا الشأن أمران:
أ- أن نجاح التلقيح يقتضي سلامة الأجزاء والأعضاء التي تتفاعل مع اللقاح لإنتاج الأجسام المضادة. لذلك فإن إعطاء اللقاح ليس إجراء كافياً للوصول إلى الهدف المنشود في تحصين الجسم. بل لابد من ملاحظة الإجراءات الوقائية الأخرى والمؤهلات التي تساند عملية التلقيح وأهمها حسن الرعاية، والتغذية الصحيحة والظروف البيئية الملائمة التي سبق بيانها في مطلع هذه البحوث.
ب- قد تنتقل العدوى إلى الجسم قبل أن يتشكل لديه عدد كافي من الأجسام المضادة، فيظهر المرض رغم إعطاء اللقاح. ذلك أن الأجسام المضادة لاتتشكل آنياً عقب إعطاء اللقاح بل لابد من مضي عدة أيام على التلقيح، فإذا نفذت العوامل الممرضة الضارية إلى الجسم قبل اكتمال وسائل الدفاع لديه، فإنها تكون أقوى من مناعته فتظهر علائم المرض مما يجعل مراقبة صحة الحيوانات وتطور تفاعل اللقاح لديها ضرورياً خلال فترة تشكل الأجسام المضادة التي تعقب حقن اللقاح.
ويمكن تشكيل مناعة فورية لدى جسم الإنسان باستعمال المصل الواقي الذي هو عبارة عن أجسام مضادة مهيأة مسبقاً بطريقة فنية لمواجهة العوامل الممرضة وذيفاناتها ، فإذا حقن الجسم بكمية نظامية فإن يغدو منيعاً.
وتثير هذه الظاهرة اقتراحاً باستعمال المصل الواقي بديلاً عن اللقاح والواقع أن لكل منهما أهمية خاصة به، ولايستعمل المصل إلى في الضرورات القصوى التي تتطلب إعطاء الجسم مناعة فورية وقصيرة.
وتوضح المقارنة التالية بعض خصائص كل منهما:
IMAGE 1
ج- ثم أن شرط اكتمال نمو الأجهزة والأعضاء المسؤولة عن تكوين (الأجسام المضادة) أساسي لإحداث المناعة الفعالة المستحدثة، ويعد وهما توقع تكوين أجسام مضادة إذا كان الجسم غضاً وعاجزاً عن التفاعل مع اللقاح.
والواقع أن الأجسام الوليدة الصغيرة تملك مناعة وراثية منقولة إليها عن طريق الأم، ولكن هذه المناعة لاتلبث طويلاً في الجسم، فلابد من التلقيح فور اكتمال نمو أجهزتها المسؤولة عن تكوين المناعة كالجهاز البطاني الشبكي السابق ذكره وغدة المخرج عند الدواجن.
ولقد لحظ مع توسع اكتشاف الظواهر المناعية للفيروسات (الحمات الراشحة) أنه عندما تحاول حمى راشحة ضارية غزو خلية مصابة مسبقاً بحمى راشحة أخرى سواء كانت هذه الحمى الراشحة السباقة في دخول الخلية من نفس النوع أو مختلفة عنه فإن الحمى الراشحة الضارية الثانية لايمكنها التكاثر في هذه الخلية التي تتواجد فيها الحمى الراشحة الأولى نظراً لأن هذه الحمى الراشحة التي تشغل الخلية تثبط فاعلية الحمى الراشحة الغازية وتمنع تكاثرها في نفس الخلية.
وقد اعتمدت هذه الظاهرة[التي تسمى ظاهرة التدخل الفيروسية Viral interference phenomenon ] في الوقاية من أمراض شبه طاعون الدجاج والطاعون البقري، حيث تحقن في الحيوان جرعة نظامية من فيروسات حية ذات ضراوة ضعيفة (كفيروسات متداخلة) فإذا تعرض الجسم للفيروس الضاري الممرض من نفس النوع فإن هذا الأخير لايمكنه غزو خلايا الجسم أو التكاثر فيها نتيجة لظاهرة التداخل هذه[وتسمى ظاهرة التداخل المتماثل والمتجانس Homogenous interference ]. فالمناعة هنا لاتتكون اعتماد على تشكل الأجسام المضادة بل اعتماداً على ظاهرة التداخل الفيروسية.
نشرت فى 8 إبريل 2012
بواسطة veteranian
ربحي اسماعيل سعيفان
طبيب بيطري ومتخرج من جامعه القاهره سنه 1983 واعمل الان في مديريه الزراعه في معبر كرم ابو سالم في فلسطين وعملت في وزاره الزراعه في المملكه العربيه السعوديه لمده 14 عام0 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
495,203
ساحة النقاش