يعتبر مرض التهاب القصبات المعديInfectious Bronchitis ( IB ) من الامراض الوبائية التنفسية الواسعة الانتشار في بقاع العالم . يصيب الدواجن في مختلف الاعمار وممكن ان يصيب الدراج Pheasants . شخص المرض للمرة الاولى في الولايات المتحدة الامريكية مطلع ثلاثينيات القرن الماضي.
وهو مرض تنفسي بالدرجة الأولى لكنه في إناث الدواجن البالغة ممكن أن يصيب القناة التناسلية منتجاً بيضاً ذو نوعية رديئة مصحوباً بانخفاض في الإنتاج. كما أن لبعض عترات المرض الميل لإصابة الكلى وبصورة خاصة في الطيور اليافعة مسبباً التهاب الكلى مصحوباً بهلاكات مرتفعة. ويمكن كذلك عزل الفيروس من أمعاء الدواجن المصابة وبرازها وهو احد مسببات الفرشة الرطبة ومع ذلك فان العلاقة بين عترات الـ(IB) المعوية وحالات الاضطرابات المعوية غير معروفة كلياً بشكل واضح لحد الان .
فايروس ال (IB) والمغايرات Variants :
هذا الفايروس يعود الى مجموعة ال Corona virus متغاير الاشكال وهو من النوع RNA قطره بحدود 100-150 نانوميتر مغلف ولو شوكات Spikes هراوية الشكل وهذه الشوكات مهمة جدا في اصابة الخلايا كما انها لها دور في التحفيز المناعي للمضيف ولهذا يعتمد عليها في فحص التعادل المصلي للفايروس Virus Neutralization المستخدم في التصنيف السيرولوجي وفحص اثباط التلازن الدموي Heam agglutination Inhibition لتشخيص الفايروس كذلك يعتمد عليها في التصنيف الجيني Genotyping كما سنتطرق له لاحقاً.
يمتاز فيروس التهاب القصبات بظهورعتر مغايرة بين فترة واخرى حيث تتطور نتيجة حدوث الطفرات الوراثية او اعادة الارتباط Reassortment بين مختلف عتر هذا الفايروس وهذا يعود الى جينات الشوكات من نوع S1 Spike التي تتغير والعملية الاخيرة تحدث عند اصابة القطيع باكثر من عترة من هذا الفايروس في نفس الوقت .
ولهذا فان العديد من عتر مغايرة قد ظهرت بعد العتر المشهورة Massachusetts & Connecticut مثل عتر Arkansas & Iowa الامريكية ومغايرات اوربيه مثل :D274,D1466 & 793B ( 4/91 or CR88) وآخر ما ظهر من مغايرات جديدة هي عترتي َْ :
QX & Italy02 الصينية ومع ان العترة الايطالية قد ثبتت بهذا الاسم عام 2002 فان الحقيقة تظهر ان هذه العترة المغايرة قد ظهرت للمره الاولى في المانيا عام 2000 في احدى الدراسات للمسح الوبائي وثبت من خلال فحص:-
RT_ PCR بانها نفس السلالة وهي حالياً منتشرة في فرنسا والمانيا وهولندا واسبانيا وتأتي بالمرتبة الثالثة في بريطانيا بعد سلالتي 793Bو Massachusetts على التوالي . اما عترة QX الصينية فقد سجلت عام 1998 من قبل wangوجماعته وقد سجل نمط مصلي يتطابق انتيجينياً معها بنسبة 98.1% في هولندا عام 2004 وسجل تحت اسم D388 .
والسوأل الذي يطرح نفسه هل يجب ان نغير لقاحاتنا تبعا للعترة المغايرة الجديدة ؟
لقد وجد با ن اللقاحات المتوفرة من عترات اخرى قد تفي بالحاجة ضد العترات المتغايرة الحديثة واحياناً قد يلجأ الى دمج لقاحين من عترتين مختلفتين يعطيان بوقت واحد او بينهما 10-14 يوم يحل مشكلة العترة المغايرة الحديثة وذلك لوجود تطابق في جينات Spike S1 بنسب مختلفة ففي احدى الدراسات الحديثة الخاصة بهذه الشوكة للعترة Italy02 وجد ان التطابق الجيني لها مع مناظرتها في عتـــرة 793B بلغ 88.3 % ومناظرتـــــــــــــها في عترة Massachusetts 76.4 %و مناظراتها في عترة Arkansas 80%. لذا اقترح الباحثين في جامعة ليفربول اعطاء لقاحIB MM+ Arkansas strain مفيد ضد عترة Italy02 ورغم انه لا يحوي هذه السلالة و بنسبة حماية 87% للقطيع.او اعطاء لقاح IB primer فانه مفيد بنسبة حماية 89% للقطيع . ان ميكانيكية اعطاء المناعة من سلالات مختلفة غير مفهومة بشكل كامل ويرجعها بعض الباحثين الى ان المناعة تشتمل لبروتينات الفايروس المشتركة وكذلك للمناعة الخلوية Cell Mediated Immunity .
واحياناً قد لايفيد معها الا استحداث لقاح حديث من ذات المغاير الجديد حيث لا تصمد اللقاحات المتوفرة ضد عترة مغايرة نشات فتكون ممرضة والمناعة الحاصلة للقطعان من التلقيح باللقاحات المتوفرة غير ذي جدوىً ولهذا يتطلب عزل العترة المغايرة الجديدة وتشخيصها ومن ثم تحضير لقاح ضدها مثال ما حصل مع عترة 793 B والتي ظهرت عام 1980 و كان يجب ان يصنع لقاح خاص بها لعدم وجود لقاح فعال ضدها من بقية العترات في حينها . ولكن بشكل عام ولحسن الحظ معظم المغايرات الجديدة لا تصمد بوجه اللقاحات المتوفرة.
تمييز العترات الحديثة :
يعتمد تحديد عترات الفايروس وتمييزها على تصنيفين رئيسيين هما التصنيف السيرولجي والتصنيف الجيني ، التصنيف السيرولوجي ،ويتم ذلك بواسطة اختبارات معادلة الفايروس Virus Neutralization بامصال مضادة مختلفة لتشخيصه .
وهذه الفحوصات تتم في اجنة بيض مخصبة او وسط زرعي حاوي لجزء من الرغامي
Tracheal organ culture (TOC) . وبهذه الطرق يمكن تحديد انماط مصلية معروفة مثل:
D274 &793B , Massachusetts
ويتم الفحص الاول بعزل الفايروس من خلال مسحات او انسجة مصابة والحقن في بيض مخصب بعمر 9-11 يوم في تجويف الالنتويك والفايروس يسبب موت وتقزم الاجنة ولكن يحدث ذلك بالتمرير الثاني او الثالث. ويثبط او يعادل بعد ذلك الفايروس بالمصل للسلالات المعروفة اعلاه لتثبيت اي السلالات هي المعزولة.
او يستعاض عن الاجنة المخصبة بالطريقةالثانية (TOC) والتي يستخدم فيها قطعة مستعرضة صغيرة من الرغامي مستخلصة من جنين دجاج بعمر 19 -20 يوماً ومحضونة في وسط زرعي مغذي. حقن الفايروس سيسبب وقف حركة الاهداب الموجودة على بطانة الرغامي وهذا يمكن مراقبته من خلال المجهر فيما اضافة المصل المضاد المطابق للعترة سيثبط الفايروس من تاثيره ويمكن بذلك تحديد العترة التي يمثلها الفايروس.
ويجب العلم بان الفايروس كي يعطي ظاهرة وقف حركة الاهداب لابد ان يمر بالعديد من التمريرات .
ومن الجدير بالذكر فان طريقة الاستشعاع المناعي هي احدى الطرق المعتمدة لتحديد عترات هذا الفايروس .
ان الطرق اعلاه تحتاج الى عزل الفايروس و نحتاج لذلك وقتاً طويلاً قد يستغرق اسابيع.
لذلك فان كثير من المختبرات تلجأ الى الفحص الجيني .
تجدر الاشارة الى ان استخدام فحص الايلايزا Elisa هو تقنية سريعة للغاية ودقيقة في تحديد الاصابة ومعيار الاجسام المضادة للاصابة واللقاح والمناعة المكتسبة من الامهات الا انها لا تخدم تحديد الانماط المصلية وكذلك الحال بالنسبة لفحص اثباط التلازن (HI)والذي يجب ان يعامل مع جهاز النبذ المركزي عالي القدرة Ultracenterfuge والمعاملة مع انزيم ال phospholipase C . فهذا الفحص له قدرة محدودة في تمييز الاجسام المضادة لمختلف الانماط المصلية مع انه سريع .
الفحص الجيني :
ويتم ذلك عبر الطرق المسماة بالطرق الجزيئية Molecular Methods وخير ما يمثلها هو فحص Polymarase chain reaction (PCR) او بالشكل الاكثر حداثة ال RT- PCR والذي يعتمد على انزيم الاستنساخ العكسي Reverse transcriptase لانتاج مستنسخ من DNA من جينوم الفايروس . وهذا الفحص يستخدم في الكثير من المختبرات لسرعته( 1-2) يوم ودقته في التشخيص ويمكن ان يجرى على مسحة جافة تترك في درجة الحرارة الاعتيادية خلال اجراء الفحص.
وهو يعتمد على التمييز بين المتسلسلات الجينية الدقيقة Tiny sequences في السلسلة الجينية للفايروس وخاصة لهذا الفيروس في السلسلة الجينية لتتابع البروتين لمنطقة spike S1 فيمكن ان يشخص النمط الجيني لانها المنطقة الجينية التي يتغاير بها الفايروس .أن التتابع الجيني يمكن ان يحدد بسهولة كما تسهل مقارنته مع العترات المثبتة.
هذه الطريقة مهمه للدراسات الوبائية ولكنها لا تجهزنا بفايروس حي لدراسات اخرى او لحفظ العترة لغرض انتاج لقاح ما لم يعزل الفايروس ويشخص بشكل متوازٍ معها .
من الجدير بالذكر ان التصنيف السيرولوجي والتصنيف الجيني لا يتطابقان دائماً وفي الحقيقة فان بعض الاختلاف الجيني البسيط يؤدي الى اختلاف سيرولوجي كبير وهذا الاختلاف عائد بصورة رئيسية الى spike S1.
ومن الجدير الانتباه له ايضاً ان كلا التصنيفان لا يمكنهما في كثير من الاحيان من مساعدتنا في تحديد من ان اللقاحات المتوفرة قادرة على التمنيع ضد الاصابة بعترة مغايرة جديدة ام عاجزة عن ذلك بل وحدها التجربة العملية هي المفيدة في هذا الامر مع كل متغاير جديد ولهذا ظهر مصطلح جديد يسمى التصنيف التمنيعي Protectotype والذي يحدد في التجارب العملية الكفيلة بتحديد وحل مثل هذه المشكلة .
نشرت فى 19 يناير 2012
بواسطة veteranian
ربحي اسماعيل سعيفان
طبيب بيطري ومتخرج من جامعه القاهره سنه 1983 واعمل الان في مديريه الزراعه في معبر كرم ابو سالم في فلسطين وعملت في وزاره الزراعه في المملكه العربيه السعوديه لمده 14 عام0 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
493,921
ساحة النقاش