هناك علاقة بين الأزياء المفضلة والتخصصات الدراسية
هناك علاقة بين طراز الأزياء والتخصصات، كما تبين دراسة لعلم الثقافات التجريبية في توبنجن. وتبعا لهذه الدراسة يرتدي الطلبة من نفس التخصصات أزياءا متشابهة. وقد تم البحث في أشياء مثل الأزياء المفضلة والميل إلى ماركات الملابس الشهيرة والأمتعة أو الأدوات المكتبية المفضلة في كل من تخصص علم النبات والحقوق وعلم الثقافات التجريبية.
ويتمتع المظهر الكلاسيكي الأنيق بأكبر قدر من الاحترام في كلية الحقوق، في حين يرى دارسو علم النبات والعلوم الثقافية أن ارتداء بدلة هو أمر غير مناسب. كما أن الوعي بالماركات أكثر انتشارا في العلوم القانونية مما هو الحال في مجالات الدراسة الأخرى. أما في الدراسات الأدبية فإن الملابس الغير متكلفة والطريفة هي صاحبة الحظوة. صحيح أن دارسي علم النبات يهتمون عند أداء الاختبارات بالظهور بشكل منمق ومرتب ، إلا أن الملابس اليومية الاعتيادية تؤدي الغرض. لكن هذا الأمر يختلف عند دارسي الحقوق: فالحلة ذات الألوان الداكنة مع ربطة عنق أو جاكيت وتنورة هي الملابس المناسبة لأداء الامتحان النهائي.
وللأساتذة أيضا نزعة أزيائية مرتبطة بالتخصص كما يطلق عليها علم الثقافات. وبينما نجد ملابس الأساتذة السائدة في تخصص النبات هو الجينز والبلوڤر أو البدلة وربطة العنق، نجدهم يرتدون السترة السبور بدون كراڤات في العلوم الثقافية. أما أساتذة الحقوق فلا يظهرون أمام طلبتهم إلا بالبدلة وربطة العنق.
تحليل النتـائج
رجال وطلبة القانون ، على حد تفسير الدراسة للاختلافات في ترجيح أزياء ما، يعبرون عن مطلبهم في السلطة ووضعهم الوظيفي بعد ذلك بالملابس وأدوات العمل الفخمة. أما طلبة وأساتذة علم النبات فيسيطر عليهم شعار البحث العقلاني والموضوعي المتخصص، لذا يفضلون البساطة. أما علماء وطلبة العلوم الثقافية فهم دون الاتجاهين الدراسيين الآخرين بالنظر إلى التقدير والوضع الاجتماعي لأن مجالهم لا يتمتع بموروث طويل أو اهتمام من المجتمع بالمادة. وقد أصبح المطلب الاخلاقي والناقد للمجتمع والابتكار الخاص في اختيار الملابس وسيلة من وسائل كفاحهم للحصول على الاعتراف والتقدير المنشود. ويلعب تخصصهم البحثي وقربهم في عملهم من الفن بالتأكيد دورا كبيرا في ذلك.
ويرى يورجن ڤارنيكين الذي قام بالاشراف على مشروع الدراسة أنه قد حدث تحول مرتبط بالأزياء منذ ذلك الحين حيث إن هذه الدراسة قد نشرت منذ عدة سنوات. لكن الاتجاهات المرتبطة بالتخصص مازالت موجودة.
طراز الملبس المرتبط بالتخصص يتكون عن طريق وضع الحدود المقصود والغير مقصود
لكن ما السبب في أن يوفق الأشخاص طراز ملبسهم تبعا لوسطهم في نفس التخصص ؟ يقول يورجن ڤارنيكين: " إن البيئة الاجتماعية المحيطة مثل معاهد الجامعات تمارس نوع من المظهر الموحد عن طريق الضم والاقصاء." فيتكون نمط مميز للأزياء عن طريق الاختيار أو الاستبعاد يتكيف معه أعضاء مجموعة اجتماعية معينة. ويرى يورجن ڤارنكين أن التمييز الاجتماعي (التحديد عن طريق التمييز) بواسطة الملابس يمكن أن يتم بوعي أو بدون وعي. وهو يعبر عن الذوق الفردي الخاص والقدرة الشرائية للفرد والتبعية لوسط معين عندما يتم ارتدائها طوعا ودون اكراه. أما حين تُفرض الملابس بقدر أو بآخر، كما هو الحال في الجيش أو في نطاق خدمة العملاء مثل البنوك، فهي تعبير عن نظام رسمي أو وظيفي.
قديما كان هناك نظام موحد لملابس العلميين
ولم يكن نظام الملابس الخاصة بالعلم في ألمانيا دائما نظاما فرديا. ففي القرن التاسع عشر كان الطلبة يميزون أنفسهم كمجموعة واحدة عن غيرهم بواسطة الأزياء التي يرتدونها. وقد كانت ملابس المشتغلين بالعلم آنذاك عبارة عن قبعة نصف مرتفعة وسروال من الكتان وسترة طويلة. أما في عهد الامبراطورية فقد تغيرت الموضة الموحدة إلى أحذية البوت السوداء العالية وبنطلونات الفرسان البيضاء والقفازات المثنية وكذلك الوشاح والقلنسوة. وقد أدى الاتجاه للتفرد وانصهار طبقات اجتماعية معينة إلى تعديل نظام الملابس. لكن على الرغم من ذلك، وكما بينت الدراسة، تتجه تخصصات معينة إلى تفضيل بعض الملابس على اختلافها. ويظل السؤال عالقا عما إذا كانت الملابس تعبر بالفعل عن هوية الانسان. فقد يكون الشاب ذي الشعر الأشعث والحافي القدمين حتى في الشتاء دارسا للحقوق إلى جانب الفلسفة والتاريخ. وقد تحمل الشابة الأنيقة التي ترتدي السترة والأحذية المرتفعة الكعب في حقيبة يدها قاموسا للغة الأسبانية بدلا من الدسـتور.
ساحة النقاش