من الملاحظ أن بعض المرضى حينما يشعر ببعض المشاكل في نظره، تجده يهتم جداً ويذهب على الفور إلى طبيب العيون، ولكن حينما تقل حساسية أذنه ويضعف سمعه، فلا يهتم بالقدر نفسه، بل تجده يهمل في حالته، ولا يوليها الاهتمام الواجب.
وبالطبع، نحن لا نعتب أو نلوم من يذهب إلى طبيب العيون لمتابعة حالته، ولكن نلوم من يهمل في أذنيه حينما يشعر بأن ضعفاً ما قد أصاب إحداهما. وفي رأيي فإنّ السمع لا يقل أهمية عن البصر.
ولكي نعدد أسباب ضعف السمع نصنِّفه إلى ثلاثة أنواع:
- ضعف سمع توصيلي.
- ضعف سمع عصبي.
- ضعف سمع مشترك (توصيلي وعصبي)
أما الضعف التوصيلي فأغلبه تتم معالجته ويشعر المريض بتحسن ملموس، و أسباب الضعف التوصيلي متعددة مثل :
* انسداد قي قناة الأذن الخارجية بسبب تجمع المواد الشمعية أو وجود جسم غريب يسد قناة الأذن كما يحدث غالباً عند الأطفال عندما يضعون قطعاً صغيرة من البلاستيك أو بعض حبوب الطعام الموجودة في المنزل وحتى عند الكبار حينما ينظف أحدهم أذنيه فتنفصل قطعة القطن من القطعة الصلبة المثبتة عليها فتبقى داخل قناة الأذن دون أن يشعر المريض بذلك.
* الإصابة المباشرة لقناة الأذن التي تؤدي إلى ثقب الطبلة.
* الالتهابات المتعددة مثل الفطريات والبكتريا التي تؤدي إلى تورم جدار القناة السمعية ومن ثم انسدادها.
* بعض الأورام الحميدة أو الخبيثة.
وبالنسبة للأذن الوسطي، فإن ثقب غشاء طبلة الأذن يحدث سواء كان ذلك بطريقة غير مباشرة بسبب تغير الضغط الفجائي نتيجة صفعة قوية على الأذن أو حدوث انفجارات قوية قريبة من الأذن أو التغير الفجائي في ضغط الهواء على الطبلة مثلما يحدث بالخطأ عند الطيارين أو الغواصين.
كما أنه من أسباب ثقب غشاء طبلة الأذن أيضاً حدوث إصابات مباشرة للأذن الوسطى مثل دخول جسم غريب في الأذن أو كسر طولي على جانبي الدماغ قد يؤثر على الأذن الوسطي وتواصل العظيمات السمعية وقد تؤدي التهابات الأذن الوسطى والحادة منها على وجه الخصوص إلى تجمع السوائل مما يعوق حركة الطبلة والعظيمات.
وتعد الالتهابات أحد أسباب حدوث ضعف السمع التوصيلي مثل الالتهاب الارتشاحي الذي يؤدي إلى شفط الطبلة إلى الداخل ويعوق اهتزازها أو الالتهاب الصديدي ويكون معه ثقب في الطبلة و تآكل أو تيبس عظيمات السمع، وكذلك وجود بعض الأورام في الأذن الوسطى، أو أن يكون هناك مرض وراثي يؤدي إلى تصلب أو تيبس مفاصل العظيمات السمعية، أو حدوث بعض التشوهات الخلقية في تكوين القناة الخارجية والوسطي.
ضعف السمع العصبي:
أما الأسباب التي تؤدي إلى ضعف السمع العصبي فهي متعددة منها الوراثي مثل ضعف بعد المورثات الخاصة بالسمع عند بعض الأسر و تظهر جلية في زواج الأقارب وكذلك وجود بعض التشوهات الجنينة عند حمل السيدات عند سن 38 أو أكثر ومن أشهرها ولادة الطفل المنغولي.
أيضاً من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف السمع العصبي إصابة الحوامل ببعض الفيروسات مثل حصبة الإملاء أوالجديري المائي أوحمى مضخمة للخلايا أو داء القطط. أوبسبب الولادة المتعسرة مثل نقص الأوكسجين للجنين أثناء الولادة وأيضاً الأطفال المولودون ولادة مبكرة عندما يوضعون في الحضانات لمدة طويلة.
أيضاً من بين أسباب الإصابة بضعف السمع العصبي الإصابة ببعض أنواع الحمى الفيروسية التي تصيب الأطفال مثل التهاب السحايا المخية والهربيز والنكاف (التهاب الغدة النكفية) والتوكسوبلازما والتيفود والحصبة ومرض نقص المناعة.
وتتأثر الأذن الداخلية ببعض الأدوية مثل السالسيلات والكنين على سبيل المثال وكذلك بعض الأمصال ولا ننسى أيضاً تأثير النيكوتين الموجود في (السجائر) بعض السميات الداخلة في تركيب بعض الأمراض المزمنة مثل البولينا في أمراض الكلى.
ومن الأسباب أيضاً التعرض ببعض الثلوتات الخارجية في بعض الصناعات التي تتعامل مع المعادن مثل الرصاص، وأخيراً يوجد ضعف سمع عصبي بدون سبب واضح أو ظاهر لنا.
ضعف السمع المشترك
أما أسباب ضعف السمع المشترك فهي غالباً ما تخرج عن الأسباب أنفة الذكر.
* ولكن كيف يميز المريض ضعف السمع عنده بين التوصيلي والعصبي؟
- هناك بعض الفروقات بينهما قد يصعب على المريض معرفتها لكن الطبيب المختص لديه الوسائل العديدة لتشخيصها. منها على سبيل الذكر استخدام الشوكة الرنانة التي تعطي فكرة مبدئية. ثم تخطيط السمع وفي هذا المجال توجد عدة وسائل منها فحص السمع عند الأطفال ربما تبدأ في سن الشهر الثالث من العمر لكن مثل هذا الفحص لا يستخدم إلا عند الأطفال الذين لديهم احتمالات عالية لفقد السمع.
* هل يوجد علاج لضعف السمع؟
- أسباب ضعف السمع وخاصة التوصيلي يمكن علاجها وتعطي نتائج طيبة والحالات الأخرى يمكن تحسين السمع فيها باستعمال السماعات التي يحجم عنها أغلب المرضى بكل أسف.
* من هم المرضى الذين تصلح لهم السماعات؟
- نقسم المرضى إلى أصحاب ضعف سمع قليل وهذه الفئة لا تحتاج إلى سماعات وغالباً ما يمارسون حياتهم الطبيعية، وأصحاب الضعف الشديد الذي يصل إلى حد الصم وهؤلاء يحتاجون إلى تدريبات خاصة للتخاطب مثل لغة الإشارة وأما أصحاب الصم بالكامل فيمكن زراعة القوقعة لهم ولا يتم ذلك إلا بعد فحوصات خاصة يقررها الطبيب والفريق المساعد له.
أما أصحاب ضعف السمع المتوسط وهم الأكثرية فغالباً ما قد يحتاجون للعلاج وأيضاً السماعات التي يحجم عنها الكثيرون ولا أدري لماذا فهي مثل النظارات الطبية لكن الكل يتقبل النظارات لتساعدهم على رؤية جيدة وبكل أسف لا يتقبلون السماعات لتساعدهم على سمع جيد ومن ثم الفهم الجيد
ساحة النقاش