http://www.youtube.com/watch?v=U3JxILVmOlc
واضح من رابط الفيديو أعلاه- لمن يرغب فى مشاهدته- قد ايه أن أحنا محتاجين مبدأ واحد يحكمنا وطبعاً أقصد " الدستور " ، الفيديو دا صحيح تمثيلى بس بيعرض تصنيفات عديدة من الناس ، ووجهات نظر مختلفة تجاه الثورة المصرية وأن فى ناس سعيدة بالثورة ، وفى ناس بترجع كل السلبيات اللى بتحصل دلوقتى للثورة - زى مايكون كان الأمن مستتب تماماً فى عهد النظام البائد - المهم أن الناس دى محتاجه لحاجة أعلى منها تحتكم إليها قانون ومبدأ يمشى على الكل ، قادر أنه يرضى جميع الأطراف ويلبى رغباتهم .
وأى حد عاقل وذو منطق يفهم قد ايه أن احنا محتاجين الدستور أولا وبعد كده يحكمنا أى حد مش هنخاف إن كان إخوانى أو سلفى أو حتى هندوسى لأنه له مرجعية ميقدرش يحيد عنها .
وعلى كل دا يهل علينا شهر أكتوبر ونسمع عن الاتفاقية الشهيرة دلوقتى اللى وقعت بين الفريق سامى عنان ، وبعض الأحزاب السياسية واللى كان ليها رد فعل سلبى وساخط على عموم الشارع المصرى ودا اللى لمسناه على المواقع الاجتمعية الشهيرة مثل الفيس بوك وتويتر .
طيب المجلس العسكرى ومفهوم موقفه فى المماطله وفى ترك حالة الفوضى اللى احنا فيها - غنى عن البيان شرح موقف المجلس العسكرى - لكن الأحزاب اللى وقعت على الاتفاقية دى مصلحتها ايه من وراها ؟ هو مش المفروض أنت كحزب أو مجموعة أحزاب بتعبر عن إرادة الشعب ؟ ومش مفروض أنك تدرس بمنهجية الشعب يقبل بالبنود المنصوص عليها فى الاتفاقية ولا لأ ؟! طيب الشعب دلوقتى ساخط تماماً على الاتفاقية دى ، والأحزاب اللى وقعت الاتفاقية أصبحوا من الملعونين و " سيلعنهم التاريخ " . لحد امتى هنفضل نتصرف بعشوائية وبتخبط ، 8 شهور لحد دلوقتى من غير أساسيات ولا خارطة واضحة المعالم .
أو كما قال الصحفى بلال فضل فى مقال بعنوان " مصر تحتاج لممر آمن":
" وإذا كنا سنحتمل هذا الغلب كثيرا، فهل ستحتمله مصر؟ وإلى متى؟ ومن الذى سيدفع فاتورة هذا العبث سوى الفقراء والبسطاء الذين أناخ عليهم عهد مبارك ونوينا أن نكمل نحن عليهم؟ باختصار أقولها بالفصحى: إلامَ الخلفُ بينكمو إلاما، وهذِى الضجّة الكبرى علاما؟ وأقولها بالعامية: ليه يا مشير ماسبتناش أبرياء.. وواخدنا ليه فى طريق مامنّوش رجوع؟
لا، أموت وأفهم، لماذا لا يطلع على الناس لواء من قادة المجلس العسكرى ليكلم الناس بأسلوب غير الشخط والانفعال، فيقول لهم مثلا إن هناك مصلحة وطنية عليا هى كذا وكذا تكمن وراء إصرار المجلس على جعل الثورة وجهة نظر وجعل الثوار طرفا؟ نريد أن نعرف والله وبصدق ودون مزايدات هل ستخرب الدنيا لو حددنا موعدا ناجزا للانتخابات الرئاسية يقرر فيه المصريون مصيرهم ويعود فيه الجيش إلى ثكناته معززا مكرما؟ ما الذى يستفيده الوطن من حالة طوارئ لم تنفع أمنه ببصلة، ومن محاكمات عسكرية للمدنيين لم تجلب للجيش إلا الصداع ولنا إلا الأسى؟ هل كفر الذين يطالبون بالعزل السياسى لقيادات فاسدة أخذت فرصتها كاملة فى تخريب الوطن وإفقاره ونهبه؟
وإذا كان هناك بعض من يتحلق حول المجلس العسكرى ليحذره من عدم قدرة الشعب على الاختيار، فلماذا سكت المجلس العسكرى ثلاثين سنة على أسوأ اختيار فى البشرية، اسمه حسنى مبارك؟ هل يُعقل أن يختار المصريون حاكما أسوأ منه؟ وإذا كنتم قد صبرتم على مبارك لأنكم كنتم تحمون الشرعية الدستورية وتحملتم تخريبه للبلاد وإفساده فيها، فما المانع أن تواصلوا صبركم على رئيس سينتخبه الشعب بمحض إرادته؟ لعلك تعلم أننى من الذين بُحّت أصواتهم وهم يطالبون القوى الثورية بالتعقل والتوحد وتفويت الفرصة على من يرغبون فى جر الوطن إلى التصعيد الممهد للطغيان، كنت أفعل ذلك بدأب وإصرار لأننى كنت أرى مخرجا لما نحن فيه، هو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى ستتيح للشعب المصرى أن يقرر مصيره ويختار سلطة تحقق مطالبه فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ويحاسبها إن أخفقت.
يا قادة يا كرام، افتحوا لمصر ممرا آمنا إلى المستقبل فى ظل حكم مدنى منتخَب، وتذكروا أن هذا الوطن لن يبنيه إلا التوافق، وإياكم ومن يصور لكم أن أحدا يمكن أن يكسر إرادة أحرار المصريين، قلّ عددهم أو كثر، فلا يزال الناس يحسنون بكم الظن، ويرجون خيركم ويسألون الله أن يكفيهم ويكفيكم شر من يصور لكم أن الاستقرار يمكن أن يحققه العناد، ولتكن لكم فى حامل دكتوراه العند أسوة حسنة.
ألا هل بلغت.. اللهم نِخلَص" .
إن ما يحدث الآن لايرقى بأى حال من الأحوال لثورة عظيمة قامت أطلق عليها البعض " أنها ثورة من صنع الله " ، فتلك الثورة يلزمها عقل ثورى !!. لذلك استشهد فى ذلك المقام ما قاله الكاتب محمد السيد الطناوى فى كتيبه بعنوان " الإنسان الأعلى " يقول فيه :
" العقل الثورى هو إدراك للواقع يحكمه المعنى ، والذى يستهدف إحداث تغيير بذلك الواقع ، فهو لاينفذ إليه ليقف عند حد استيعابه وفهمه ، بل عمله الأساسى هو تناوله بالتغيير ، التغيير الجذرى ، ومن ثم فهو عقل عملى ، يأبى التنطع فى سموات الفكر ، ويتوق إلى العمل الجاد .
فالعقل الثورى عندما ينصب على الواقع مستهدفاً إحداث تغيير فيه يكون محكوماً بمبادئ وقيم سابقة عليه ( سابقة على الواقع ) ، أى ليست مستمدة منه ذلك أننا إذا قصدنا التغيير وليس فى أيدينا من أدوات إلا ماهو منتمى لهذا الواقع عز علينا أن نحدث فيه أى تغيير حقيقى .
إن أهم خصيصة يمتاز بها العقل الثورى هو أنه يدين بالولاء للوجدان ، حيث يقبع المعنى ، وهذه الآصرة التى تربط الوجدان بالعقل ضرورية ، إذ يفيض نبع الوجدان بالثورة ( فهو مستودعها ) فيمد العقل بالحيوية اللازمة لإتمام عمله الموكل إليه ، وهى ضرورية - أى الثورة - إذ أن أهم مباحثه لاتنقضى بأن يوازن ، ويقارن ، ويقيس ، ويمنطق ...... ، بل إن فعله الرئيسى يتمثل فى أن يثور ( حيث يمده الوجدان بمادة هذا الفعل ) ليتمخض عن ثورته تلك خلق أو عالم جديد " .
ساحة النقاش