هؤلاء الناس الذين يعملون من الحبة قبة هم ممن يعدون خائرى النفس تتملكهم الأوهام والمخاوف ، وعقدهم الإنفعالية مكبوتة نتيجة حدوث صراع مباشر بين اندفاعين غريزين ، فينتج عنه كبت أحدهما .
وأصحاب هذا الفريق الذين يمثلون المثل يتصفون بالهستريا القلقية أو الإنهاك النفسى ، وترجع علتهم فى أصلها إلى العقد المكبوتة ، وتختلف أنواعها باختلاف تكوين العقد .
ويلاحظ أن العقدة بدلاً من أن تبلغ الوعى ( الشعور ) فى لون من الأعراض المرضية الجسمية ، د تظهر بلون من الأعراض المرضية العقلية : مثال ذلك ( الفكرة المتسلطة ) كأن يتوهم المرء على الدوام أنه يخطئ فيما يقرره ومايدبره ، أو (الإنفعال ) كالخوف المرضى من الأماكن الخالية.
إن النصيحة التى تسدى إلى من يتمثلون هذا المثل الآتى :-
* أن يقاموا الإندفاع والتهور ، وتقوية المقدرة على الكف الإرادى .
* أن يضع خطة لنفسه فى الظروف التى تدفعه إلى الإنفعال السريع العنيف ويشجع نفسه على تنفيذ الخطة عدة مرات حتى يشعر بأنه قادر على ضبط نفسه والتغلب على أساليبه السلوكية المتطرفة.
* مساعدة الشخص على اكتساب عادة عقلية من أكثر العادات فائدة وتنظيماً للسلوك ، ألا وهى عادة التبصر فى عواقب الأمور قبل وقوعها أو قبل الشروع فيها . وبفضل هذه العادة العقلية ينتقل المرء من الأسلوب العشوائى أو من أسلوب المحاولات العمياء إلى أسلوب القول المقصود المتعمد المصحوب بروية واستبصار .
أخيراً بدلاً من أن يستعمل المرء هذا المثل المشوه ، لابأس لو واجه الواقع ونمَا فى نفسه الاتجاه الموضوعى . فعلى هذا المبدأ يتوقف النجاح فى محاولة معرفة النفس ومعرفة الغير . ذلك أن كثيراً ماتكون مطالب الواقع مفروضة علينا من الخارج ولابد من مواجهتها على حقيقتها ، وإذا كان حل المشكلة التى تعترضها عسيراً متعذراً لنؤجل الحل حتى تتوافر الوسائل . إن إرجاء الحل إلى حين أفضل من تجاهل المشكلة أو الفرار منها . وممايساعد على إيجاد الحل الملائم ودون العمل من الحبة قبة أن ننظر إليها كظاهرة موضوعية خارجية يجب ملاحظتها وفهمها بدون أن نتقيد بفكرة سابقة تحكمية.
ساحة النقاش