تطوير إنتاج محاصيل الخضر من خلال الصوب الزراعية

بدأ الإنتاج تحت ظروف الزراعةالمحمية فى مصر فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات حيث تم استيراد طراز الصوب المعروف حالياً بالصوب الفردية ( القباء ) من أوروبا وكان ذلك بهدف الإنتاج فى الأوقات غير التقليدية بالنسبة للإنتاج فى الحقل المكشوف علاوة على زيادة الإنتاجية والجودة بالنسبة لبعض محاصيل وزهور القطف ، وأيضاً لحماية النباتات من الظروف المناخية غير المناسبة – تم استيراد هذا الطراز من دول شمال البحر الأبيض المتوسط بدعوى أن مايصلح للزراعة فى هذه الدول يصلح أيضاً للزراعة فى دول جنوب البحر الأبيض المتوسط ولكن هذا الشكل أو الطراز الذى تم نقله من أوروبا إلى مصر دون مراعاة الفرق قى مناخ مصر عن مناخ هذه الدول أدى إلى ظهور مشاكل كثيرة .
وعن هذا الموضوع كان لقائى بالدكتور مجدى منير وديد عوض رئيس قسم بحوث تعديل المناخ بالعمل المركزى للمناخ الزراعى ودار حديثى معه على النحو التالى :
من المعروف أن نظام الصوب الزراعية أدى إلى ظهور مشاكل كثيرة ومنها قلة فتحات التهوية فما الأضرار التى نتجت عن قلة هذه الفتحات عن الحد الأمثل ؟
من الأضرار : زيادة درجة الحرارة خلال فترات معينة من السنة مما يؤدى إلأى قلة العقد فى بعض النباتات وعدم انتظام شكل الثمار وتشوهها .
- زيادة الرطوبة النسبية فى هذا الطراز محكم القفل أدت إلى زيادة الإصابة بالمراض الفطرية .
- زيادة استخدام المبيدات لمكافحة هذه المراض .
- إحتلال التوازن البيولوجى الطبيعى بين الكائنات الحية وزيادة ضراوة ( الضرر) الكائن الممرض وقلة الأعداء الحيوية القادرة على تقليل الضرر الناجم عنه .
- التأثير الضار للمبيد نفسه على النبات
- زيادة الأثر المتبقى فى الثمار الناتجة عن زيادة استخدام المبيدات وقد يؤدى فى بعض الأحيان إلى حدوث سمية
هل تلعب التكاليف دوراً فى تنفيذ هيكل الصوب ؟
من المعروف أن التكاليف تلعب دوراً هاماً فى تنفيذ أى تعديل بهيكل الصوب أو بنظام التهوية الموجود اساساً وكذلك العائد الممكن الحصول عليه نتيجة عمل هذا التعديل .
مما سبق يتضح أهمية التعديل فى نظام التهوية الموجودة فى الطراز المحلى ومحاولة التغلب على المشاكل السابقة حيث ان معدل التهوية بهذا النظام لايتجاوز 5% من التهوية المطلوبة .
ما نوع هذا التعديل ؟
قام قسم بحوث تعديل المناخ – المعمل المركزى للمناخ الزراعى بعمل تعديل فى نظام التهوية بالصوب الموجودة فى موقع البوصيلى للزراعات المحمية ، وذلك عن طريق الخامات المحلية الرخيصة والمتاحة فى المنطقة بتثبيت لوح من الخشب بعرض 10سم على طول 60 متراً هو طول الصوبة وذلك على ارتفاع 1.5م من سطح الأرض على جانبى الصوب ، مع وجود مجرى علوى وسلفى على طول اللوح الخشبى . وذلك لتثبيت البلاستيك عليه علوياً ، بحيث يكون هذا الجزء مشدوداً جيداً ومثبتاً أما المجرى السفلى فإنه لتثبيت البلاستيك عليه .

بحيث يكون كنحركاً عن طريق ونش يمكن عن طريقة لف البلاستيك ليسمح بالقفل أو الفتح يدوياً حسب الظروف الجوية وحسب الرطوبة الموجودة بالصوبة .وبعد ذلك يتم تثبيت سيرين أو شاش بعرض 1.5م على اللوح الخشبى حتى سطح التربة وذلك بغرض عمل مانع للحشرات فى هذا الجزء الذى يمكن فتحه فى أى وقت للسماح بتحديد الهواء فى الصوبة ويسمى هذا النوع من التعديل التهوية الجانية والتى تعطى إمكانية لتجديد الهواء بنسبة 25-30% من إجمالى مساحة الصوبة .
والجدير بالذكر أن إجمالى تكلفة الصوبة الفردية والتى عرضها 9 أمتار وطولها 60 متراً أى بمساحة 540م2 يصل إلى حوالى 8 آلاف جنيه فى المتوسط فى عام 2000 وعند حساب تكلفة التهوية الجانبية شاملة التركيب نجد أنها لاتتعدى 5% من التكاليف الكلية وهذا لايمثل عبئاً كبيراً إذا ماعرف انها تعتبر من التكاليف الثابتة بالنسبة للصوبة أى لايتم تغيرها كل موسمين مثل بلاستيك التغطية ( 200ميكرون )
هل هناك نماذج أخرى للتهوية غير التهوية الجانبية ؟
تم عمل دراسة عن طريق قسم تعديل المناخ بالعمل المركزى للمناخ الزراعى ، تتضمن عمل تموذجين من التهوية إحدهما التهوية الجانبية وهو ماتم الإشارة إليه والآخر هو التهوية العلوية . وذلك بالإضافة إلى صوبة .

كنترول كمقارنة لهما وتمت الدراسة على محصول الخيار الذى يتأثر كثيراً بالرطوبة المرتفعة ، ذلك لكبر حجم أوراقه وزيادة عددها والتى تؤدى إلى زيادة النتج عند ارتفاع درجة الحرارة ، وخصوصاً فى مراحل نمو النبات ، وهى المرحلة الحساسة والتى يبدأ النبات بعدها بالدخول فى مرحلة الإنتاج وأظهرت الدراسة تفوق نمو النباتات بشكل عام تحت ظروف التهوية الجانبية ، والذى يعطى دلالة واضحة على زيادة العائد المتوقع وخصوصاً بالنسبة للثمار المنتظمة وغير المشوهة التى يمكن أن يكون لها منظور آخر بالنسبة للتصدير أو للسوق المحلى بسعر مجز .
إن التعديل بالصوب المحلية الموجودة حالياً فكرة ساعدت كثيراً على بداية العمل الجاد من أجل تعديل الهياكل الموجودة حالياً ، والتهوية السائدة بها ولكن هذا العمل يحتاج إلى مزيد من الدراسة ومزيد من التعاون وخصوصاً من المتخصصين فى مجال الهندسة الإنشائية والتصميم ، وخيراء علم الفيزياء وعلوم المناخ ، حتى يمكن عمل نموذج مصرى يناسب المناخ المحلى . وأيضاً يجب مراعاة وجود الخامات المحلية التى يمكن بها تنفيذ هذا التصميم ومدى توفره بمواصفات معينة .