الحلقة الأولى
*** ماذا لو هدم الأقصى ***
هذه الحلقات تعالج مستجدات متوقعة أو مرتب لها، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنهاية هذا القرن الميلادي الذي أوشك على الانتهاء ولا يفصل بيننا وبين العام 2000 للميلاد سوى شهور معدودة، ومن اللافت للنظر أن هناك العديد من الظواهر الدينية والسياسية التي يربطها أصحابها بحلول ذلك العام مما يرشح ويرجح حدوث أفعال وردود أفعال قوية وعالمية على مسرح الأحداث حول عدد من القضايا وذلك كلما اقترب الوقت من عام 2000 وما بعده وهي قضايا قد يحار الناس في فهمها أو تحليلها لارتباطها بخلفيات دينية عند أهل الملل والنحل ؟
وهذه السلسلة محاولة للكشف عن خلفيات تلك الظواهر وتحليل أسبابها ودوافعها ورصد التوقعات المنتظرة بسببها يتم نشرها –إن شاء الله- في حلقات منفصلة.
هناك شواهد عديدة تدل على أن قضية المسجد الأقصى ستكون نقطة المركز وبؤرة الاهتمام في العديد من القضايا الدينية وما يترتب عليها من نشاطات سياسية وعسكرية في منطقة الشرق الأوسط وليس هذا من قبيل الأمور المؤجلة إلى مدى بعيد بل إن هذا الاهتمام سيفرض نفسه في المستقبل القريب المنظور أي كلما اقترب الزمان من العام 2000 لميلاد المسيح عليه السلام. وهذا الاهتمام أو الانشغال بل الانهماك بأمر المسجد الأقصى لن يكون على مستوى سكان الأرض المقدسة وحدهم بل ستتسع دائرته لتشكل محيطاً يلف مئات الملايين من سكان العالم مسلمين ونصارى ويهود!.
هل هذه مبالغة؟! لا بل هي الحقائق التي لا ينبغي أن نهملها أو نتجاهلها وتدل عليها الأسباب الآتية:
أولاً: اليهود في العالم وليس في إسرائيل فقط يسابقون عقارب الساعة الآن لهدم المسجد الأقصى قبل أن يحل العام 2000 الذي يصادف عندهم ذكرى مرور ثلاثة آلاف عام على بناء مدينة القدس وتأسيس مملكة إسرائيل الأولى وعندما تحل هذه الذكرى تكون دورة الزمان قد اكتملت عندهم ليبدأ زمان جديد تشير إليه توراتهم وهو زمان الهيمنة اليهودية ولن يكون لهذه الهيمنة أي صفة مع استمرار غياب قبلة اليهود التي هدمت قبل ألفى عام (هيكل سليمان) الذي انطلقت منه دعوات كل أنبياء بني إسرائيل والذي ستنطلق منه كما يعتقدون دعوة نبي اليهود المنتظر الذي يعتقدون أن بناء الهيكل سيُعجِّل خروجه !.
ثانياً: ملايين النصارى في العالم يتزايد الاعتقاد بينهم بفعل الجماعات (الأصولية) النصرانية بأن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام على وشك العودة مع بدء الألفية الثالثة وهم يعتقدون أيضا أن الهيكل سيكون منطلقاً لدعوته في المرة الثانية كما كان شأنه في المرة الأولى فهكذا يفهمون الإنجيل وهكذا يفسرون التوراة التي يؤمنون بها مع الإنجيل.
ثالثاً: أما المسلمون وهم يبلغون أكثر من ربع سكان العالم فلن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون معاول الحقد اليهودي تمتد إلى المكان المقدس الثالث عندهم الذي صفت فيه قدما نبيهم s وهو يصلي بجميع الأنبياء في ليلة الإسراء.
ومن جهة أخرى فإن الجو المُكْفَهِرّ بالأحداث التي ستبدوا جِساماً سيحرك في الناس روحاً من اليقظة المنفعلة والمندفعة بالعواطف والمستندة في الوقت ذاته إلى البحث في المجهولات والغيبيات عن تفسير لما يحدث من وجهة نظر إسلامية لتحشد على أساسه طاقات متحفزة للذود عن الذات والهوية.
لكل هذا فالمتصور أن هناك حلبة صراع حقيقية وعالميه يمكن أن تنصب على ساحات الأرض المقدسة إذا ما أقدم اليهود بممالأة من النصارى على تنفيذ أكبر حدث يمكن أن يختم به القرن العشرون وهو: هدم المسجد الأقصى وهو حدث يعترف اليهود أنفسهم بأنه سيكون بوابة لأحداث كبرى يمكن أن تفتح أمامهم صراعات لا يعرفون لها مدى.
هل هذه أساطير؟
سيقول قوم: هذه أساطير تعشش في أدمغة طوائف محدودة من غلاة النصارى وعتاة اليهود، نقول: نعم هي أساطير ولكن من قال: إن الكفار من أهل الكتاب تخلوا عن الأساطير قديماً أو حديثاً واليهود بوجه خاص: هل وصلوا إلى ما وصلوا إليه من العلوّ في الأرض إلا بدفع نفسي قوي من وحي الأساطير التي ترجمت إلى برامج للعمل وخطط للتحرك ؟! (دولة إسرائيل) كانت أسطورة وعاصمتها كانت أسطورة وقوتها وجيشها بُنِيا على أُسس من وحي الأساطير بل إن خطوات اليهود الوئيدة للسيطرة على العالم من خلال السيطرة على أعظم قوة فيه لا تحركها إلا الأساطير ولكن هناك فرق بين من يتحرك بالأساطير إلى عالم الحقيقة ومن يتهرب من الحقائق إلى عالم الأساطير.
الأمر جاد والنوايا مبيتة والخطوات تتسارع رغم سيرها على درب الأساطير وعلى المسلمين أن يعوا أن هدم المسجد الأقصى صار عند يهود العالم فريضة الوقت ومسؤولية الجيل وهو فرصة العمر السانحة لأول مرة في التاريخ منذ ألفي عام.
فما الذي يجب علينا فعله؟ وقبل ذلك ما الذي يجب علينا فهمه؟
لتجلية خلفيات هذا الأمر فإن هناك أسئلة لا بد من طرحها ولا مناص من الإجابة عليها ومصارحة النفس بها:
هل يمكن أن ينجح اليهود في هدم المسجد الأقصى فعلا؟! وماذا لو هُدم ؟! وما هو واجب المسلمين حتى لا يقع المحذور ؟! وما هو المتوقع من الأعداء لو نُفذت المؤامرة ؟! وهل يمكن أن يتراجع اليهود عن تحقيق هذا الهدف ؟! أسئلة ينبغى التحضير لها من الآن قبل أن تفجؤنا الحوادث ويتجاوزنا الزمان.
أولاً: هل يمكن أن ينجح اليهود فعلاً في هدم المسجد الأقصى؟
ليس بين أيدينا نص معصوم يدل على أن هدم المسجد الأقصى ممتنع قدراً؟ وليس شرطاً أن ترد أحاديث الفتن بكل ما يقع منها فكثير من الحوادث الجسام وقعت دون أن تذكر في آية أو ترد في حديث وبعضها أخبر عنه النبي s ولكن حَفِظَ ذلك من حفظه ونَسِيَهُ من نَسِيَه.
إن الكعبة نفسها قد هُدمت من قبل في زمن الحجاج دون أن يكون لذلك ذكر في محكم آية أو نص حديث والحجر الأسود قد نُزع من الكعبة في زمن القرامطة ونقل إلى البحرين ليظل هناك سنين عدداً قبل أن يعاد و لم تأت الإشارة إلى ذلك في كتاب ولا سنة إذا فليس لأحدٍ أن يحتج بعدم الورود على عدم الوقوع لأن الأمر قد يسطر في القدر ولا يذكر في الكتب. والذي يحكم الأمور عند ذلك هو قانون الأسباب والمسببات الذي يجري به قدر الله مما يشاء وقوعه وعلى حسب مجريات الأمور المشاهدة فإنها شاهدة بدأب اليهود وأخذهم بكل الأسباب في الوقت الذي يريد المسلمون فيه أن يعطلوا قانون الأسباب وفي ظل ذلك لا نظن أن سنن الله تعالى ستحابي أحداً فماذا فعل المسلمون في العالم كله وهم يبلغون ملياراً أو يزيد؟ ماذا فعلوا عبر ما يزيد على ثلاثين عاماً لكي يستنقذوا مقدساتهم من عصابة الملايين الأربعة التي زرعت نفسها بينهم ثم فرضت وجودها عليهم؟ إن قدر الأسباب لن يحابينا ونحن نجافيه إلا إذا أراد الله أمراً فقدر بسببه شأناً إلهياً محضاً ينقذ المسجد ويعطل أسباب الكيد ضده كما رد الله أصحاب الفيل عن هدم الكعبة قبل الإسلام . . . ولكن المشكلة أن هذا أيضاً أمر لم يأتِ به خبر معصوم فيتكئ عليه المتكئون.
ثانياً: ماذا لو هُدم الأقصى ؟
أتصور أن فئاماً من الناس سيُفتنون لو وقع الحدث وسيقولون: كيف هذا والمسجد الأقصى قد نزل بشأنه القرآن وتواترت بفضله الأحاديث كيف يتحول إلى معبد يهودي ؟ وينبغي أن يقال لهؤلاء: إن المسجد الأقصى قد مرت عليه السنون في مراحل من التاريخ وصلبان النصارى مرفوعة فوق مآذنه أيام كان الاحتلال الصليبي وقد كان مسجداً إذ ذلك ولم تنتفي عنه صفته الشرعية ولا خصوصياته المسجدية؛ والذي أصابه لم يتعد التلوث بأوضار التثليث ثم عاد لأهل التوحيد عزيزاً مطهراً لما عادوا إلى التوحيد.
فلا بد أن يعلم أن أرض المسجد مقدسة ولها أحكامها الشرعية من حيث مضاعفة أجور الصلوات فيها واستحباب شد الرحال إليها سواء أكان البناء موجوداً أو غير موجود فالساحة نفسها سميت مسجداً وقت تنزل القرآن بآيات الإسراء، ولم يكن ثمة مسجد مقام. إن المكان أخذ حكم المسجد قبل أن يبنى مسجداً في الإسلام وصلى فيه إمام الأنبياء بأولي العزم من الأنبياء في أرض فضاء فحقائق التاريخ وقصص الأنبياء تدل على أن المسجد الأقصى لم يُبنَ مرة أخرى بعد هدمه الثاني بُعَيْدَ زمان عيسى عليه السلام حتى جاء محمد عليه الصلاة والسلام ولما تم الفتح جاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ومعه كعب الأحبار رضي الله عنهما ليدله على موضع مصلى داود عليه السلام ثم بنى هناك مسجداً متواضعاً من خشب.
فلما جاء عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك أعاد بناءه على الهيئة التي هو عليها الآن وقد حافظ المسلمون على مر العصور على هذه الأمانة حتى جاء عصر تضييع الأمانة الذي نعيشه فوقع المسجد في الأسر وها هو يتهدد بالهدم.
وهنا أمر تنبغي الإشارة إليه وهو ما ورد في الحديث الصحيح بشأن منع الدجال من دخول المساجد الأربعة منها المسجد الأقصى وذلك في قوله s: ((وعلامته: يمكث في الأرض أربعين صباحاً يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة ومسجد الرسول والمسجد الأقصى والطور)).
وهذا يحتمل أن يظل المسجد كما هو بحفظ الله وحده أو أنه سيعاد كما كان إذا أصابه مكروه -لا قدر الله- أو أن المراد بالمسجد أرض المسجد كما في آية الإسراء.
ثالثاً: ما الواجب على المسلمين حتى يعذروا إلى الله ؟
لا أبالغ إن قلت: إن الفتاوى بذلك قد أخذت أكبر حيز من الإجماع في الفتاوى السياسية بين علماء المسلمين في العام منذ أن قدم اليهود إلى القدس فقد بحت أصوات العلماء بالنداء لإنقاذ المسجد الأقصى ولكن كم أضاع المنافقون فرصاً لجمع الأمة وتجييشها ضد عدوها المصيري لتقاتله في سبيل الله تحضا راية القرآن الخالد كما قاتلها هذا العدو في سبيل الشيطان تحت راية التوراة المحرفة.
والذي يمكن أن يقال الآن للمسلمين خاصة وعامة أن يتخففوا من الإثم الواقع عليهم بتدارك الأمر في حدود المستطاع وهو كثير لعل الله تعالى أن يبارك في تلك الجهود ويقمع كيد اليهود فدعم الحركات الجهادية الإسلامية في فلسطين هو البداية المستطاعة الآن حتى يأذن الله بأن تدب روح الغيرة في عروق كثير ممن ولاهم الله أمر هذه الأمة المبتلاة.
رابعاً: ما هو المتوقع إن وقع المحذور ؟
المتوقع أن يبدأ اليهود فوراً في الخطوات العملية المعدة سلفاً في مشروع البناء بل الإسراع في الانتهاء من إقامة المعبد اليهودي مكان المسجد الإسلامي ويخطئ من يظن أن اليهود ينتظرون الأقدار مثلنا حتى تتحفهم بحدث سعيد يعيد مجداً ويقيم ملكاً لا … إن اليهود يغالبون السنن وكأنهم يريدون أن يصنعوا الأقدار صنعاً ويستخرجوها استخراجاً من مكنون الغيب ومستور القضاء لهذا تراهم لا يتعاملون مع الأمور بقدريتنا نحن ولا يتركون شيئاً للمصادفات.
ويشار هنا إلى أنهم قد بدأوا بالفعل في تهيئة الظروف على أرض الواقع تحسباً للحظة المناسبة، ففيما يتعلق بأمر بالمسجد الأقصى خاصة فإن الدلائل تتكاثر على تعاظم الجدية لديهم في الإقدام على مشروع الهدم وما بعده وهذه أبرز الشواهد على ذلك: تضاعف أعداد التنظيمات والجماعات الساعية والمتعاونة للهدم ثم البناء. في الأرض المغتصبة الآن (120) جماعة تصنف في داخل إسرائيل نفسها بأنها متطرفة ومن هذه الجماعات ما لا يقل عن خمسة وعشرين جماعة متخصصة في المساعي الرامية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل.
وتشكل بعض هذه الجماعات تحالفات فيما بينها ومن أبرزها ما يسمى: (رابطة القدس) التي تضم عدداً من التجمعات اليهودية المتشددة وكانت هذه الرابطة هي السبب في إقناع بنيامين نتنياهو بافتتاح النفق المار تحت أساسات المسجد الأقصى عام 1417ه = 1996م، وتظهر استجابة نتنياهو لمطالب تلك الجماعات استعداده للمضي قُدُماً في تنفيذ ما تراه الجماعات الدينية واجباً.
وبات من المعروف أن تلك الجماعات لا تكتفي بالمطالب والمناشدات بل تلجأ بين الحين والآخر للقيام بأعمال عدائية واستفزازية ضد المسجد الأقصى يغلب على الظن أنها تريد بها جس النبض لردود الأفعال التي يمكن أن تحدث لو قامت بالعمل الأخير.
وقد قامت تلك الجماعات منذ عام 1967م الذي احتل اليهود فيه القدس وحتى العام 1990م بأكثر من أربعين عملاً عدائياً ضد المسجد الأقصى وقد يُظن أن ما يسمى ب (عمليات السلام) بعد هذا التاريخ قد خففت من حدة المشاعر اليهودية العدائية تجاه جيرانهم العرب (المسالمين) ولكن الحقيقة أن هذا الوهم تكذبه الوقائع فمنذ أن أبرمت اتفاقيات مدريد وأوسلو وأعمال الاعتداء تزداد وتيرتها حتى بلغت قريباً من مئة محاولة منها (72) محاولة منذ توقيع اتفاق أوسلو وحتى منتصف عام 1998م.
لقد بدأت الصحف العالمية والإسرائيلية ترصد تلك الظاهرة التي تتحول مع مرور الوقت إلى نمط عنيف متعجل متعجرف لا يريد أن يتوقف فكشفت مجلة فورن ريبورت البريطانية في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول عام 1998م أن جهاز الشاباك الإسرائيلى لديه معلومات وثيقة بأن المتعصبين<!-- اليهود المنخرطين في تنظيمات سرية يدبرون لاعتداءات قريبة ونهائية على المسجد الأقصى.
ونشرت جريدة (معاريف) الإسرائيلية في 30/8/1998 مقالاً بعنوان: (نقاش طارئ تحسباً لتفجير المسجد الأقصى) جاء فيه: (يجري نقاش طارئ حول تحذيرات من الاعتداء على المسجد الأقصى يشارك فيه رئيس الوزراء وكبار قادة الدولة وجاء اللقاء على أثر أنباء قوية عن احتمالات وقوع مصادمات بين الإسلاميين الفلسطينيين ومتشددين يهود في ساحة المسجد الأقصى تنتهي بعواقب وخيمة).
والسعار اليهودي المتلهف نحو هدم الأقصى ليس مقصوراً على يهود إسرائيليين ولا حتى يهود من الخارج بل إن نصارى متدينين أيضاً يقدمون من خارج إسرائيل للمشاركة في هذه المساعي الحقيقية والخبيثة ومن ذلك ما أفادت به صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في عددها الصادر في 3/9/1998 أن السلطات الإسرائيلية ألقت القبض على سائحَين إيطاليَين نصرانيَين قدما لإسرائيل لتنفيذ مهمة مقدسة في المدينة الأبية قبل أن تبدأ الألفية الثالثة !
وقد نشرت جريدة الحياة في 24/11/1998 أن اللجنة الوزارية لشؤون القدس التي يرأسها بنيامين نتنياهو بحثت الأخطار المتزايدة التي قد تنجم عن شن المتطرفين اليهود هجمات على المساجد الإسلامية وإمكان اعتداء متشددين مسيحيين على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة بمناسبة انتهاء الألفية الثانية وقال (يائير يتسحاقي) قائد الشرطة الإسرائيلية في القدس: إن أعضاء من طائفة مسيحية من (دينفر) يطلق عليها: (المسيحيون الجادون) وصلوا إلى إسرائيل بعد أن باعوا مقتنياتهم في بلادهم متوجهين إلى إسرائيل لتنفيذ أوامر من زعيمهم (مونت ميلر) الذي أعلن أنه سيموت في القدس قريباً جداً !!
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن الحكومة الإسرائيلية بدأت تتعامل مع نشاطات مثل تلك الجماعات التي تكثف نشاطها مع اقتراب العام 2000 . وقد شكل جهاز الشاباك الإسرائيلي الأمن الداخلي في الفترة الأخيرة قسماً خاصاً يعكف على العمل ليحول دون وصول التنظيمات السرية اليهودية إلى تحقيق مرادها في هدم الأقصى في وقت غير مناسب قد تحرج الدولة اليهودية وفي هذا الشأن كتب الصحفي الإسرائيلي (يوسي ليفي) مقالاً في صحيفة معاريف في 29/8/1998 جاء فيه: (القاعدة التحتية للتنظيمات المتشددة موجودة حسب تقديرات قوات الأمن والمعلومات التي بحوزتها تقول إن الاتصالات بينها تتم بالوسائل والطرق السرية والتنسيق بينها موجود والمشكلة القوية التي تواجه أجهزة الأمن هى التغلغل في هذه المجموعات لأنها مجموعات ذات معتقدات أيديولوجية متعصبة مرتبطة بعواطف دينية حادة بحيث يعرف كل واحد من أعضائها الآخر مما لا يسمح باختراقها.
الحكومة الإسرائيلية تريد إذن أن تستخدم تلك الجماعات بتوازن دقيق فهي لا تخالفها في الهدف ولكن ربما تخالفها في الوسائل والبدائل وأوقات التنفيذ.
لكن كل هذا لا يخفى مباركتها واحتضانها لهذه الجماعات التي يمكن أن توفر لها مخرجاً لإعداد (سيناريوهات) للتنفيذ عند اللحظة المناسبة بحيث تتخفى وراءهم وكأن الأمر قد خرج من يدها.
ساحة النقاش