بسم الله الرحمن الرحيم
هام لكل مرقي ( ما هي أسباب فشل العلاج وتأخر الشفاء )!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أختي وأخي المرقي :
قال الله عز وجل : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {82} ( الإسراء ) .
وقال سبحانه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {57} ( يونس ) .
فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في تلك الآيات أن القرآن شفاء ولم يذكر أنه دواء لأن الدواء ربما يشفي أو لا يشفي أما القرآن فالشفاء به حتمي إذا ماقرىء بإخلاص ويقين وحسن ظن بالله تعالى واعتقاد تام أن الله هو الشافي .
ولكن الكثير من المرضى يشكو بأنه يتعالج بالقرآن ولكنه لم يشفى ولم يجد الفائدة المرجوة فهل العلاج بالقرآن غير مجدي ؟
أبداً وحاشا لله ولكن أخي المرقي العلاج بالقرآن شفاء للمؤمنين الا تقياء بمشيئة الله والشفاء بشرى من الله وعدها لعباده المتقين , ويحتاج الى ايمان وتسليم بقدر الله ويحتاج الى اخلاص وصدق و عزيمة وسعي ويجب أن تعلم بأن العلاج قد تطول مدته وقد تقصر وما عليك الا أن تأخذ بالاسباب وتتوكل على الله منتظرالفرج الذي هو أفضل العبادات
وان أردت أن تعرف أسباب فشل علاجك وتأخر الشفاء ! فهي اما :
( خلل في العلاج - خلل في المريض نفسه )
الخلل في العلاج ويكون:
-بتقصير المريض بالالتزام و تطبيق العلاجات الموصوفة له من قبل المعالج والتي تساعد كثيراً في ارهاق الشياطين المعتدية على الانسي مما يجعلها تلتقط أنفاسها وتعاود نشاطها من جديد بعد كل محاولة.
- رفض أهل المريض التداوي في حال أصابة أكثر من شخص في العائلة لان اصابةأفراد الاسرة تحتاج لعلاج كافة الاطراف و الا متناع عن العلاج يؤخر الشفاء للكل وخصوصاً في حالات السحر لان الساحر يقوم بعمل أسحار معقدة ومترابطةلافراد العائلة ليصعب بطلها.
- تفشي خبر علاج المريض حتى يصل للشخص الذي قام بطلب السحر مما يدفعه لطلب تجديد السحر لذلك ينصح بالسرية التامة أثناء العلاج لضمان عدم تجديد السحر الذي يؤدي الى انتكاسات للمريض أثناء العلاج .
- التأخر في طلب العلاج مما يؤدي الى طول مدة العلاج وذلك بسبب تمكن العارض من الجسد ونشر سمومه وعقده الخبيثة في كل البدن فيأخذ وقت أطول فيجب المبادرة للعلاج فور ظهور الأعراض واكتشاف الاصابة وعدم تأجيل العلاج لأي ظرف كان.
الخلل في المريض ويكون بسبب؟
- عدم جدية المريض في طلب العلاج وعدم التزامه بأخذ الاسباب التي تعينه للتغلب على مرضه ودحر شيطانه واستسلامه للمرض مما يؤدي الى تمكن وسيطرة العارض عليه .
- تقصير المريض في الالتزام والتوبة واستمراره في الوقوع بالمعاصي فتجد المريض مصراً على وقوعه في المعاصي من خلوة بالأجانب وسفوروتبرج وعري وشرب للمناكر وأكل مال الحرام وتقصير في بر الوالدين وقطع للرحم ومتابعة للمعازف والغناء والقنوات الهابطة والحفلات المنكرة والفتن التي انتشرت في هذا الزمان .
- ترك القرآن سماعاً وقراءة والتهاون في آداء الصلوات و عدم المحافظة على آوراده من الذكر اليومي واهمال الآذكار و التحصين أو ادائها من دون خشوع وتدبر لكلام الله واستحضار لعظمة الله
وان قام بتأديتها فتراه يشركها بالمعاصي والمناكر مما يؤدي الى عدم الانتفاع بها و يقوي تسلط الشياطين عليه
و أيضاً قد يجد المريض راحةً ظاهرة على اثر العلاج فيظن أنه بعد أن شفي يستطيع العودة لما كان عليه من تقصير مما يجعله يترك الذكر والعبادات والطاعات فيؤدي الى انتكاسات جديدة او عودة العارض من جديد.
- عدم تحري المريض عن المعالج الذي يملك عقيدة صحيحة منهجها كتاب الله والسنة النبوية الشريفة ليأخذ بيده فيرقيه ويصحح عقيدته ويسعى ليعلق قلبه بربه مما يؤدي الى وقوع المريض بين يدي مشعوذ او دجال او ساحر يدعي العلاج بالقرآن فيوقعه بالشرك فتتدهور حالته من سئ الى أسوء .
- فساد عقيدته وتعلقه بالشركيات أو تعلقه بتمائم أو أحجبة يرفض التخلص منها وقد يخفي على المعالج حملها ظناً منه بأنها تحفظه من الشياطين فلا ينتفع من الرقية نهائياً بسبب وجودها
او التفكير باللجوء الى السحرة او الكهنة للعلاج ظناً منه بأن الشفاء سيكون أسرع كحل السحر بالسحر او الزار او اللجوء الى المستعينيين بالجن الذين يدعون مساعدة الجن المسلم لهم في الكشف و العلاج وهذا كله لايجوز اطلاقاً بل قد يكون سبباً في تسلط شياطين أعتى على جسده .
-استئناس المريض بما يصيبه و استرساله مع الجن عندما يثير شهوته وقبوله بعبث الخبيث بجسده سواءً ليلاً او نهاراً مما يدفعه لممارسات خاطئة ومحرمة (كممارسة العادة السرية، أو مشاهدة الأفلام الاباحية ، أومطالعة المجلات الخليعة) وكل هذه الممارسات تؤدي الى تسلط الشياطين وتسبب فشل العلاج وتمسك العارض بالمريض لما وجد من لذة واستمتاع بالمريض وهذا من أخطر الأسباب وأشنعها. قال سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر }( النور:21)
- نفاذ صبرالمريض وتعجله في نتيجة الشفاء مما يجعله يتكاسل في العلاج ويتقاعس في الدعاء ( لا يكثر الدعاء والتضرع لله ) او يستعجل الأجابة فتتوقف إجابة الدعاء ويتأخر الشفاء فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).صحيح البخاري
- اليأس والاعتراض على قضاء الله وقدره فالذي يعترض على قدر الله بالبلاء والشفاء لا يعلم ان الله عز وجل له حكمته في ذلك البلاء فهو اما تمحيص لذنوبه أوقد يكون اختبار لصبره أو رفعاً لدرجاته ولمنزلة أعدها الله له.
عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن المؤمنين يشدد عليهم لأنه لا تصيب المؤمن نكبة من شوكة فما فوقها، ولا وجع إلا رفع الله له بها درجة، وحط عنه خطيئة) .تخريج السيوطي (صحيح) حديث رقم: 1935 في صحيح الجامع
- التهاون في طهارة البدن والجهل في أحكام الغسل والطهارة و خصوصاً الغسل من الجنابة والحيض عند الاناث ممن أبتلين بجان عاشق يعبث بأجساد هن
فمتى كان المريض محافظاً على طهارته ووضوءه كان حصناً له من أذية الشياطين لان الطهور شطر الايمان .
- الخوف من الجن والشياطين واستسلام المريض لإرادة الشيطان فيترك عبادته وعلاجه ويترك عمله أو يتعطل عن دراسته أو يهجر زوجه أو أهله ظنًا منه بأنه مسلوب الإرادة بسبب وجود الشيطان في جسده بما أنه مسحور او ممسوس او معيون مما يجعل الشيطان يتمكن منه
فمن الممكن أن يسيطر الشيطان على جسد الانسان كسكن ولكن لا يملك أن يسيطر على إرادته الا أن يمكنه هو بنفسه بسبب ضعفه .
واعلم بأن كيد الشيطان ضعيف فلا تعطيه أكبر من حجمه فيقوى عليك
قال الله عز وجل : أن { كيد الشيطان كان ضعيفا }(النساء:76) .
- وجود أمراض عضوية أو نفسية تستوجب العلاج الطبي لذلك يجب على المريض عرض حالته على الأطباء للتأكد من سلامته طبياً ولا يمنه علاجه بالقرآن لأن القرآن شفاء لكل داء ولا يعارض العلاج الطبي مطلقاً .
عن أبي سعيدالخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ما خلق الله من داء إلاوجعل له شفاء،علمه من علمه،وجهله من جهله ، إلا السام ) والسام الموت رواه ابن ماجه
- التعلق بالمعالج ويكون بعدة أشكال ؟
1- أعتقاد المريض بأن المعالج يستطيع أن يخلصه بقوته وقدرته مما هو فيه فيتعلق به ليخلصه من معاناته وقد تجده يتنقل من معالج الى آخر بحثاً عن المخلص مما يجعله يتوه ويتخبط في العلاج فتعدد الرقاة يؤدي الى نتائج عكسية لا يحمد عقباها فعليك البقاء تحت اشراف معالج ثقة لمتابعة حالتك
و عليك أن تعلم بأن المعالج ما هو الا عبد فقير الى الله لاحول له ولاقوة , الا أنه صاحب خبرة في مجال الرقية يستطيع تشخيص حالتك له خبرته في استدراج ومجاهدة ومقارعة الشياطين يسعى و يأخذ بالأسباب التي تعينك على التخلص مما أبتليت به ويوجهك ويبقى الشفاء والفرج من الله وحده فاجعل تعلقك بالله .
2- تشكيك المريض بسلوك المعالج وذلك بسبب تسلط الشيطان عليه بالوسوسة فيشككه بسلوك المعالج وطرق أساليبه في العلاج وقد يتهمه باتهامات باطلة لا أساس لها وذلك ليصده عن متابعة العلاج وبالتالي بقائه مسيطراً على الجسد.
3- تعلق المريض بالمعالج عاطفياً , حيث أن المعالج يسعى دائماً لمساعدة مريضه فسيتمع له كثيراً وينصحه ويرشده الى ما ينفعه ويحاول أن يخفف عنه مصابه لانه مدرك بأن ذلك من أسس نجاح العلاج , لكن الشيطان سرعان ما يستغل تعلق المريض بمعالجه فيقوم برسم تخيلات وأوهام للمريض تجعله يظن بمعالجه الظنون فيشغل فكره ويصرفه عن العلاج , فعلى المريض أن يعلم أن المعالج طبيب يراعي ويحترم معاناة مريضه ويسانده حتى يتم شفائه باذن الله فلا تعلق آمالاً وأحلاماً وأوهاماً لا أساس لها بمعالجك .
فلتكن علاقتك بمعالجك علاقة أخوية ومحبة في الله أساسها الثقة والصدق والامانة
فابحث عن أسباب فشلك في العلاج ؟ ؟ وحاول أن تسد الخلل
وعليك بالتوبة الى الله فان الرجوع الى الله يرفع البلاء مثلما تجلبه المعاصي
وتمسك بصلاتك وقرآنك وتحصين نفسك وأكثر الدعاء والتضرع لله برفع البلاء وأيقن بالإجابة ولا تستعجل.
حافظ على قراءة الأوراد والأدعية وأذكار الصباح والمساء، فإنـها توقف البلاء أو تخففه وتأثير هذه الأذكار يزيد بإذن الله لأمرين:
* الايمان بأنها حق وصدق وانها نافعة بإذنه
* أن تصغي لها وقلبك حاضر وبخشوع وتدبر لأنها دعاء والدعاء لا يستجاب من قلب غافل لاهٍ كما صح عنه صلى الله عليه وسلم .
جاهد نفسك وانبذ الذنوب والمعاصي واياك أن تستسلم للشيطان فيتمكن منك ويتغلب عليك فهذا هو غايته صدك عن دينك وعملك وافساد حياتك وتأكد متى وجد عندك اصرار وثبات وقوة سييئس ويتنحى وينصرف عنك فأتعبه بأصرارك وقوة عزيمتك على الخلاص منه وأهلكه بحرمانه من كل ما ينعشه ويمد من طغيانه
أستعين بالله وتوكل على الله وخذ بكل الأسباب التي تعينك للخلاص منه ولتصبر وتحتسب الأجر عند الله ، فالله سبحانه وتعالى يقول :
( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتّقُواْ لاَ يَضُرّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )آل عمران (120)
قال الله عز وجل: ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) النحل99
وقال ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) الروم 47
سائلين المولى أن يشفي كل مبتلى من المسلمين وأن يحفظنا واياكم من شر الشياطين وكيد السحرة والحاسدين
أختكم الروميساء
فهرس الدروس
دورة العلاج الرباني