أسباب انتشار السحر والسحرة في العصر الحاضر
1- بالنسبة للمشتغلين بالسحر:
إن الناس كلما ابتعدوا عن الدين الإسلامي إلا وتفشى فيهم الظلم والأمراض القلبية والمفاسد الاجتماعية والشعوذة...، والسحر واحد من بين هذه المصائب التي ابتليت بها الأمة، فقد انتشر بشكل كبير جدًا فلا يكاد يوجد حي إلا وفيه ساحر أو يسمى في ثقافتنا الشعبية بالفقيه، وهذا الساحر"الفقيه" إما أن يكون مخادعا متحايلاً يعتمد على خفة اليد في التأثير على الآخرين وإيهامهم أن له قدرات خارقة،
وإما أن يكون حقًا ساحرًا تعينه الشياطين ويستطيع بإذن الله تعالى إلحاق الضرر بالغير،
وهدف المتعاطين للسحر سواء الحقيقي أو المجازي هو الربح، فالمال يعتبر هدفاً سامياً يسعى هؤلاء السحرة إلى تحصيله، فمنذ القدم كان المال هدفاً مطلوبًا لكثير من السحرة، وهؤلاء السحرة يوظفون كل مواهبهم ومهارتهم لإغراء الناس بوجود قوى خفية تساعدهم، قادرة على حل مشاكلهم وعلاجهم من أمراضهم ومعرفة ما ينتظرهم ...،
ومن الملاحظ أن الساحر يغير أسلوبه فبعد أن كان الساحر في الماضي نتن الرائحة ينزوي بعيدًا عن الناس في الفيافي والصحاري والجبال، نجده اليوم له زي جميل ومكتب استقبال أنيق وسكرتيرة وهاتف نقال ومواعيد وبرامج ...، وهؤلاء السحرة لهم تأثير قوي على ضعاف النفوس وخاصة النساء.
2- بالنسبة للمترددين على السحرة:
يتردد الناس على السحرة لعدة أسباب أهمها:
أ- شفاء الأمراض: تعتبر من أهم الأسباب التي تدعو الناس إلى الذهاب إلى السحرة حيث يعتقدون أن الساحر يملك وصفات سحرية في علاج الأمراض المستعصية، وتأتي في مقدمة الأمراض التي يعتقد الناس أن بإمكان الساحر علاجها: أمراض الصرع والسحر والجنون وأمراض الأطفال كسوء الخلق أو الإنحرافات الشاذة أو البكاء والصراخ الدائم أثناء النوم وبول الصبي في الفراش، وحماية الجنين في بطن أمه من إسقاطه أو تشويه خلقه، وعلاج الرضيع من العين وحماية الأطفال من أم الصبيان وذلك بوضع "صرة" في يده وعلاج تأخر النطق عن الطفل...، وهناك من يكون مصابًا بأمراض نفسية كالخوف والانطواء والخجل والشك والوسواس القهري وغيرها من الأمراض النفسية فيذهب إلى هؤلاء السحرة لعلاجه، لكن أغلب هؤلاء يذهب إلى السحرة لوقايتهم من السحر أو لإبطال سحر عمل لهم كضعف قدرتهم الجنسية "سحر الربط" أو للعلاج من أثر الإصابة بالعين بل أكثر من ذلك هناك من يذهب إلى الساحر كي يكتب له تميمة "حجابًا" يحفظه من شر كل نفس حاقد أو عين حاسد أو عمل ساحر.
ب- مسائل الحب والزواج: كثيرون هم يترددون على السحرة بسبب الحب والزواج فهناك من يذهب إلى السحرة لمساعدته على إيقاع امرأة في غرامه ونجد كذلك -وهذا كثير- من النساء من يلجأن إلى السحرة لإيقاع من يشأن في غرامهن ومنهن من تذهب إلى الساحر لجعل الزوج كخاتم في أصبعها ويكون أمرها مطاعًا ولا يرى زوجها المسكين ملكة الجمال على الأرض سواها، ولا يكاد يوجد كتاب من كتب السحر والشعوذة إلا وفيه فصول خاصة بمسائل الحب والزواج ويصطلحون على هذه المسائل في قاموسهم بالعشق والوصال والتهييج، وهذه الكتب تزعم أنهم تقدم وصفات سحرية للراغبين في ذلك لكنها في الحقيقة تهلكهم وتهوي بهم في مكان سحيق في ظلمات الشرك.
ج- كشف الطلع: "معرفة ما وقع في الماضي وما يخبؤه المستقبل":يلجأ بعض الناس إلى السحرة لمعرفة من سرق شيأ من متاعهم أو عندما يفقد أحد أفراد الأسرة كالابن أو سؤال السحرة عن حال أقاربهم والذي يعمل في مكان بعيد.
كما يلجأ بعض الناس إلى السحرة لمعرفة ما يخبؤه لهم المستقبل نتيجة خوفهم من المجهول أو خوفاً من ضياع النعم التي يتنعمون بها أو خوفاً من فقدان الحب أو المال أو الولد.
ح- أهداف متنوعة: قد يلجأ أحد الضعفاء المظلومين إلى الساحر لنصرته وهذا الضعيف المظلوم يعتقد أن في استطاعة الساحر تسخير الجان للانتقام من ظالمه، فيطلب هذا الشخص من الساحر أن يصيب عدوه بداء عضال أو خبل في عقله أو يضره في ماله أو أولاده أو بفقده حب زوجته أو رجم بيته "ما يسمى بسحر التراجيم".
وهناك من يذهب إلى السحرة لأغراض تجارية، فالتاجر يلجأ إلى الساحر لإعطائه وصفة سحرية لترويح بضاعته وتيسير البيع وتحصيل الربح، وقد يذهب بعض الطلبة إلى الساحر لإعطائهم وصفة ترفع عنهم النسيان أثناء المذاكرة وتسهِّل الحفظ وتقوي الذاكرة،
وقد يذهب المدين إلى الساحر بحثاً عن وصفة لقضاء الدين، وهناك من يذهب إلى السحرة لأنهم يساعدونهم في اتخاذ قرارات هامة ومصيرية في حياتهم كاختيار خاطب معين لابنتهم أو عدم قبول من تقدم إليهم من الشبان أو قرار الدخول في عمل تجاري مهم وغيرها من القرارات الهامة والمصيرية في حياة الإنسان.