السراج المنير في الطب العربي والإسلامى

الوصية الثالثة ( التحذير من الافتتان بالقبور )

.....وهذا مدخل عظيم من مداخل الشيطان يظل يفتحه للإنسان ويغريه به حتى يوقعه في الافتتان فيسأل الخلق مع سؤاله الخالق وبذلك يقع في الشرك والبهتان .

.....والسؤال الان : ما الذى أوقع كثيرا من عباد الله في الافتتان بالقبور مع العلم بأن ساكنيها أموات لايملكون نفعا ولا ضرا ؟

.....والإجابة على هذا السؤال في عدة امور : - كانت هي السبب في ذلك .
أولا : الجهل بحقيقة ما بعث الله به رسوله ، بل جميع الرسل : من تحقيق التوحيد ، وقطع أسباب الشرك ، فقل نصيبهم جدا من ذلك ، ودعاهم الشيطان إلى الفتنة ، ولم يكن عندهم من العلم ما يبطل دعوته .

..... وقد بلغ ببعض أعوان الشيطان من الإنس انهم وضعوا أحاديث مكذوبة ، مثل : (( إذا أعيتكم الامور فعليكم بأصحاب القبور (( ومثل )) لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه )) (( إغاثة اللهفان )) لابن القيم / بتصرف . وأمثال هذه الأحاديث التى وضعها المشركون هي في الأساس مناقضة للدين.

..... وشجع هؤلاء على الإستعانة والاستغاثة بأهل القبور ما يرويه العامة من الجهلة من روايات مزيفة زينها لهم الشيطان مثل : إن فلانا استغاث بالقبر الفلاني في شدة فخلص منها وفلانا دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت له . وفلانا نزل به ضر فسترجى صاحب القبر فكشف ضره .

..... وللشيطان أسلوبه في التلطف بالدعوة إلى الدعاء عند القبر ، ثم ينقل العبد إلى الدعاء عنده بحرقة وانكسار وذلة والله سبحانه وتعالى يجيب دعاء المضطر ، ولو كان كافرا . وقد قال تعالى : (( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا )) . الإسراء آية 20 . فيضن الجاهل أن للقبر تأثير في إجابة الدعاء.

..... والمقصود : أن الشيطان بلطف كيده يحسن الدعاء عند القبر ويزين له أنه أفضل من دعائه في المسجد ، وفي وقت السحر . (( وبالأسحار هم يستغفرون )) . فإن تقرر ذلك في ذهن الداعي نقله الشيطان إلى درجة اخرى ، من الدعاء عند القبر إلى الدعاء بمن في القبر والقسم على الله به ، حتى يعظم القبر ومن فيه تعظيم الله ( والعياذ بالله ) . وقد أنكر أئمة الإسلام ذلك .

.....قال أبو الحسين . إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية . أما المسألة بغير الله فمنكرة في قولهم ، لأنه لاحق لغير الله عليه ، وإنما الحق لله على خلقه.

..... وقال ابن بلدجى في شرح المختار : ويكره أن يدعوا الله تعالى إلا به ، فلا يقول أسألك بفلان ، أو بملائكتك . أو بأنبيائك لأنه لاحق للمخلوق على خالقه.

..... وفي فتاوى أبى محمد بن عبدالسلام : أنه لايجوز سؤال الله سبحانه بشيء من مخلوقاته . لا الأنبياء ولا غيرهم.

..... ويظل الشيطان بالإنسان ، إلى أن ينقله إلى درجة اخرى أشد حرجا وأكثر هما ، إلى أن يتخذ قبره وثنا ، ويعكف عليه ويوقد عليه القنديل ، ويعلق عليه الستور ، ويبنى عله المسجد ويعبده بالسجود له ، والطواف حوله ، واستلامه وتقبيله والحج إليه في مولده ، والذبح عنده .

..... ويظل الشيطان بالإنسان إلى أن يوقعه في الشرك الصريح بأن يجعله يدعوا الناس إلى عبادة من في القبر واتخاذ القبر عيدا ومنسكا . ويزين له ولهم أن ذلك هو التوحيد الصحيح ، وأن تلك هى أنفع العبادات.

وصية :

..... أخى المسلم ، قد يتمثل لك الشيطان في صورة الميت الذى في القبر ، فيرسخ لديك الإعتقاد به . وقد يحدث الشيطان بعض الألاعيب التى يفسرها الجهلة على أنها كرامة ظهرت . ويقصد الشيطان بذلك أن يستمروا على طريقه - وأن يسألوا الأموات بدلا من سؤال الحي الذى لا يموت.

..... فاحذر أخى المسلم أن تفتتن بقبر مهما كان المقبور فيه لأن المقصود بالعبادة هو الله وحده . يقول تعالى : (( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون )) . سورة الذاريات آية 56 - 57 .

..... يا سبحان الله . إذا كان الله هو الصمد _ السيد الذى لا يحتاج إلى أحد - فكيف يعيش الشيطان مع الإنسان ليسول له هذا الإجرام بعابدة الأوثان .

..... إلزم - أخا الإسلام - التوحيد الحقيقي ، وستعن بالله وحده ولا تسأل سواه - وتوكل عليه يرحمك - وسأله يرزقك ، فهو النافع الضار ، وهو الذى يمرضك ويشفيك ، بيده الأمر كله - لعنة الله على الشيطان الرجيم فهو في جهنم من الخالدين .

ونتابع لاحقا إن شاء الله....

<!--Begin Template: viewthread_post_sig -->

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 334 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,211,846