السراج المنير في الطب العربي والإسلامى

الوصايا العشر للوقاية من الجن والشياطين

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) ))صدق الله العظيم. ( سورة المؤمنون 97-98 )

الحمدلله الذى خلق الجن والإنس لعبادته . وسخر الفلك في البحار بقدرته . وكل ما في الكون مسير بإرادته . سبحان من تسبح الكائنات بعظمته . وكل المخلوقات تقر بنعمته. والصلاة والسلام على النبي المصطفى . رحمة للعالمين .
أما بعد.
فإننا نعيش في مجتمع تتصارعه المشكلات ، وتخيم عليه الهموم والأحزان وذلك لبعد أكثر الناس عن منهج الله ، والاكتفاء بالإسلام قولا وإهماله عملا ، وحينما يصبح هوى الإنسان قائده فإنه في المهالك يرديه فيعيش متخبطا متقلبا لايعرف الهداية ولا الاستقرار.
وفي هذا الجو يغزوا الشيطان قلب الإنسان ، فيجعله مضطربا . ويشاركه فكره فلا يهديه إلا إلى الضلال المبين. ( كتاب الوصايا العشر للوقاية من الجن والشياطين . الكاتب محمد الصايم ) . ( ملخص ).
حبيت أشارك ولو بمشاركة بسيطة لتقديري وإعجابي بهذا المنتدى الراقى والهادف . وبالأخوة الأعضاء والمشرفين وبشيوخنا الأفاضل جزاهم الله خير على جهودهم الجبارة وجعلها الله فى ميزان حسناتهم . وأسأل الله أن ينفع بها المسلمين وان يتقبل منا صالح أعمالنا ويغفر لنا زلاتنا إنه سميع قريب مجيب الدعاء . وبالله التوفيق .

1. الوصية الأولى (( الإخلاص لله وحده )).

الإخلاص أساس العبادة وسر السعادة وسبب النجاح ، به يتحصن المؤمن ضد غوائل الشياطين ، ويأمن من وساوس المضللين.
ولاكن يجب علينا أن نعرف معنى (( الإخلاص )) الذى يتسلح به المؤمن.
الإخلاص هو دوام المراقبة ، ونسيان الحظوظ كلها.
قال سهل (مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة) : الإخلاص صدق النية مع الله تعالى .
وقال إبراهيم بن أدهم (المصدرالسابق) : الإخلاص صدق النية مع الله.
وقال أبو عثمان (المصدر السابق) : الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم...(( إن الله عز وجل لايقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه )). (رواه النسائى وصححه الألبانى . صحيح الترغيب والترهيب جـ 1/6.

الإخلاص ومحاربة الشيطان :

إن الشياطين يسعون لدى عباد الله ليفسدوا عليهم عبادتهم ويشوشوا إخلاصهم . إلا أن الأقوياء يتغلبون على هذه الأساليب ، بل ويقهرون الشياطين . يقول تعالى (( قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) )) سورة الحجر 39-40.
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا نتائج الإخلاص في الدنيا وثمراته في الآخرة ، عن أنس رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان يوم القيامة جاءت الملائكة بصحف مختمة ، فيقول الله عز وجل : ألقوا هذا ، واقبلوا هذا ، فتقول الملائكة . وعزتك ماكتبنا إلا ماكان . فيقول : إن هذا كان لغيرى ، ولا أقبل اليوم إلا ماكان لى )). ( منهاج القاصدين / لابن قدامة.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الملائكة يرفعون عمل العبد فيكثرونه ويزكونه ، فيوحى الله تعالى إليهم : أنتم حفظة على عمل عبدى ، وأنا رقيب على ما في نفسه ، إن عبدى لم يخلص في عمله ، فاجعلوه في سجين ، ويصعدون بعمل العبد يستقلونه ، فيوحى الله إليهم : إنكم حفظة على عمل عبدى ، وأنا رقيب على ما في نفسه . فضاعفوه واجعلوه في عليين )).

الإخلاص وحفظ الأولياء :

وكان الأولياء يتواصون فيما بينهم بالإخلاص ، لمكانته من القلوب ، ولأنه أساس العبادات لأنها تبنى على النيات : وكان معروف الكرخى يضرب نفسه ويقول : يانفس اخلصى وتخلصى.
وقال أبو سليمان (إحياء علوم الدين جـ 4) : طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلى الله تعالى.
ويقول الإمام الغزالي - رحمه الله - إن الشيطان يدخل الآفة على المصلى وإن حاول الإخلاص فيها ، فإذا نظر إليه جماعة أو دخل عليه داخل فيقول له : حسّن صلاتك حتى ينظر إليك هذا الحاظر بعين الوقار والصلاح ولايزدريك ولايغتابك فتخشع جوارحه ، وتسكن أطرافه ، وتحسن صلاته ، وهذا هو الرياء الظاهر.(إحياء علوم الدين جـ 4) .

الإخلاص حصن حصين :

إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته ، الجامعة لمعرفته ، والإنابة إليه ومحبته ، والإخلاص له ، فبذكره تطمئن القلوبهم ، وتسكن نفوسهم ، وبرئيته في الآخرة تقر عيونهم ، ويتم نعيمهم ، فلا يعطيهم في الآخرة شيئا هو أحب إليهم ، ولا أقر لعيونهم ، ولا أنعم لقلوبهم : من النظر إليه . وسماع كلامه منه بلا واسطة . ولم يعطهم في الدنيا شيئا خير لهم ولا أحب إليهم ، ولا أقر لعيونهم من الإيمان به ، ومحبته والشوق إلى لقائه ، والأنس بقربه ، والتنعم بذكره (( إغاثة اللهفان/لابن قيم الجوزية)) . وقد أمرنا الله عز وجل بالتحصن بالإخلاص : يقول تعالى : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء )) . (سورة البينة 5).

إن شاء الله أتابع فيما بعد هذا إذا كانت المشاركة نالت إستحسانكم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 373 مشاهدة
نشرت فى 6 يونيو 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,192,880