السراج المنير في الطب العربي والإسلامى

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد.

فقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يخلق الإنسان في كبد وتعب ونصب، وأن يجعل الدنيا دار عناء، تكفيرا لذنوب المؤمنين ورفعة لدرجاتهم، وعذابا للكافرين، وتنبيها للناس أجمعين كي لا يركنوا إلى الدنيا ويطمئنوا إليها، بل يتطلعوا ويتشوقوا إلى دار يحيا أهلها فلا يموتون أبداً، ويصحون فلا يسقمون أبداً، ويشبون فلا يهرمون أبداً، وينعمون فلا ييأسون أبداً.

ومن هذه الابتلاءات التي يصاب بها بعض الناس: السحر والعين، وهما ثابتان بالشرع والحس. وفي الآونة الأخيرة تفشّى هذان الداءان وكثر المتشكون منهما. والمسلم إذا تدبر كتاب الله عرف سبب الداء وسبيل الدواء.

أسباب الإصابة بالسحر والعين

يقول الله عز وجل:إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[يونس:44]. ويقول تعالى:وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ[الشورى:30]. فذنوبنا هي سبب ما أصابنا، فمنها:

1 - ضعف توحيد الله في القلوب:

والشرك لا يقتصر على صور معيّنة، وبعض الناس إذا رأى نفسه سالماً من بعض الأعمال الشركية ظنّ أنه قد كمل توحيده، وأنه سالم من الشرك كبيره وصغيره، فالشرك الأكبر صرف أي عبادة لغير الله، فكما أن دعاء الموتى شرك، والذبح لغير الله شرك، والنذر لغير الله شرك، فأيضاً التوكل على غير الله والاعتماد عليه كما يعتمد على الله شرك، واعتقاد الضر والنفع في غير الله شرك، وكذا من أحب شيئاً غير الله كما يحب الله فقد أشرك، قال الله عز وجل:وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ[البقرة:165].

2 - ترك بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات:

كمن يتساهل بالصلاة، وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وإقامتها ليس مجرد فعلها على أي شكل. إنما هو أداؤها قائمة على أتم الوجوه وذلك بفعل شروطها وأركانها وواجباتها.

وهكذا من قصر في أي واجب أوجبه الله عليه، أو ارتكب نهياً نهاه الله عنه فقد تسبب على نفسه بالمصائب والعقوبات.

3 - الغفلة عن ذكر الله:

قال الله عز وجل: وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36]. معنى يعش: يعرض، لما أعرض كثير من الناس عن ذكر الله عز وجل وهجروا كتابه، وامتلأت بيوتهم بآلات اللهو والغفلة، وعمروا أوقاتهم باللغو وما لا يفيد تسطلت عليهم الشياطين فتزينت لهم المعاصي، وأفسدت بين الأزواج المتحابين والأصحاب والمتصافين. ولما خلت بيوتهم وقلوبهم من ذكر الله تسلل إليها الشيطان، فملأ القلوب بالوساوس والأوهام والشكوك، وملأ البيوت بالمشكلات والخصومات. فترى أحدهم حين يدخل بيته ينقبض صدره ويشمئز قلبه وتغيب ابتسامته، وبدل أن يقابل زوجته وأولاده بالتحية والابتسامة والحنان تراه يدخل بوجه عبوس متجهم ولسان سليط. وبمثل هذا أو نحوه تقابله زوجته. فيكثر الخصام وتثور المشكلات وتنقطعوالمودة والرحمة، ويحل محلها العتب والسخط والخصومة. روى الإمام مسلم في صحيحه عن النبي أنه قال: { إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عز وجل عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء }.

الجزاء من جنس العمل

هذه قاعدة مطردة متكرره في الثواب والعقاب، فمن بر والديه برد أولاده ومن عق عق، ومن عف عن أعراض الناس عف الناس عن عرضه والعكس وكما تدين تدان، وفي الحديث { احفظ الله يحفظك }.

وهنا ـ في مسألة تفشي الشكوى من السحر والعين ـ نرى جريان هذه القاعدة: فلما ضعف توكل الناس على الله واعتمد بعضهم على الأسباب وكلوا إليها، ومن وكل الى غير الله خذل. وبذل الأسباب ـ كالذهاب الى الطبيب عند المرض ـ لا ينافي التوكل، ولكن لا يجوز أن تعتمد على الطبيب أو يتعلق قلبك به، بل اعتمد على الله وحده وعلق قلبك به وحده سبحانه.

ووجه آخر ترى فيه انطباق قاعدة ( الجزاء من جنس العمل): أن كثيرا من الناس طلبوا ما يمتع نفوسهم ولو كان بأمر محرم، كمشاهدة ما لا يجوز مشاهدته أو استماع ما يحرم استماعه أو السفر الى البلاد التي تفشو فيها المنكرات ويجاهر فيها بالمعاصي، كل ذلك ونحوه طلبا لتمتيع نفوسهم، فحينئذ عوقبوا بنقيض مقصودهم، وابتلوا بالهموم والأمراض النفسية والاكتئاب والقلق، جزاءً وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد.

وكذلك لما توسع بعض الناس في أمر استخدام الخادمات والسائقين ولم يراعوا الضوابط الشرعية وتساهلوا فيما يترتب على ذلك من محظورات ومخالفات، منها سفر الخادمة من بلادها من غير محرم، ومنها ما هو قد يحصل أحياناً من خلوة الرجل بالخادمة، أو المرأة بالسائق، ونحو ذلك.. فحينئذ صار بعض هؤلاء الخدم والسائقين سبباً للإصابة بالسحر.

حكم السحر والإتيان إلى العرافين

قال سماحة االشيخ عبدالعزيز بن باز:

( لا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدّعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه، كما لا يجوز له أن يُصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجماً بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون، وهؤلاء شأنهم الكفر والضلال لكونهم يدعون أمور الغيب. وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي قال: { من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً }. وعن أبي هريرة عن النبي قال: { من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } [رواه أبو داود وخرّجه أهل السنن الأربع]. وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله : { ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً قصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد } [رواه البزار بإسناد جيد]. في هذه الأحاديث دليل على كفر الكاهن والساحر، لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم لهم من دون الله وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه والمصدق لهم بدعواهم علم الغيب ويعتقد بذلك يكون مثلهم. وكل من تلقى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برئ منه رسول الله .

والسحر من المحرمات الكفرية كما قال الله عز وجل في شأن الملكين في سورة البقرة:وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ[البقرة:102]. فدلت هذه الآية الكريمة على أن السحر كفر.

نسأل الله العافية والسلامة من شر السحرة الكهنة وسائر المشعوذين، كما نسأله سبحانه أن يقي المسلمين شرهم، وأن يوفق المسلمين للحذر منهم وتنفيذ حكم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم وأعمالهم الخبيثة إنه جواد كريم ). انتهى باختصار.

تنبيه مهم:

يجدر بالذكر هنا التنبيه على خطأ فاحش يقع فيه بعض الناس، خاصة النساء، وهو ظنهم أن العطف ( أي عطف قلب الرجل على امرأته، أو المرأة على زوجها بواسطة السحر ) أنه لا يشمله الوعيد السابق لأن القصد منه حسن. وهذا خطأ فاحش وجهل قبيح. فإنّ هذا من السحر الذي ورد فيه ما تقدم من التغليظ والوعيد الشديد. فهذا ( العطف) لا يحصل بأسباب مشروعة أو مباحة، وإنما بأعمال كفرية تغضب الله عز وجل وتسخطه، ثم إن هذا المعطوف قلبه ليس هو في حالة طبيعية، فلا يتصرف بإرادته ووعيه واختياره، وإنما قد غلب على عقله فأصبح في حالة مرضية. كما أنه لا يحصل المقصود الذي هو اجتماع القلوب والتواد والتحابّ الذي يثمر الطمأنينة والسكن بين الزوجين.

كيف تتقي شر السحر والعين؟

لقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به شر السحر والعين قبل وقوعهما وأوضح لهم سبحانه ما يعالجونهما به بعد وقوعهما رحمة منه بهم وإحسانا إليهم وإتماما لنعمته عليهم.

فمن أسباب الحفظ والوقاية:

1 - التوكل على الله: فهو أعظم ما تدفع به الآفات وأنفع ما تحصّل به المطالب، فمن توكل على الله كفاه أموره كلها، قال الله عز وجل:وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[الطلاق:3].

2 - امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه: فمن حفظ الله في أوامره ونواهيه حفظه الله في دينه ودنياه وأهله وماله. قال رسول الله : { احفظ الله يحفظك }.

3 - كثرة ذكر الله: من تلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والصلاة على النبي ، فهذا من أنفع ما يحرز به العبد نفسه. وقد روى الإمام أحمد والترمذي عن النبي أن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فذكر منها: ( وآمركم أن تذكروا الله تعالى )، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى.

ومن هذه الأذكار:

أ - قراءة آية الكرسي عندما تأوي إلى فراشك، فإنه لا يزال عليك من الله حفيظ ولا يقربك الشيطان حتى تصبح، كما ورد الحث على قراءتها بعد كل صلاة مكتوبة.

ب - قراءة سورة البقرة، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

ج - قراءة خواتيم سورة البقرة، فمن قرأها في ليلة كفتاه، والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء.

د - الأذكار المرتبة عندما تصبح وعندما تمسي، وعند نزول منزل ودخول البيت والخروج منه وركوب الراحلة وغيرها من المناسبات.

هـ - تعويذ الصبيان كما كان رسول الله يعوذ الحسن والحسين: { أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة }.

و - الإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر.

وهناك أسباب أخرى للوقاية، منها:

إمساك الصبيان ساعة الغروب، قال رسول الله : { إذا كان جنح الليل - أو أمسيتم - فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم } [رواه البخاري ومسلم]، جنح الليل: إقباله بعد غروب الشمس.

تطهير البيت من الصلبان والتماثيل وصور ذوات الأرواح والكلاب، فقد ثبت عن النبي صلى الله علي وسلم أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تلك الأشياء. وأيضاً تطهيره من آلات اللهو والمعازف والغناء.

أن يتصبح بسبع تمرات عجوة ( وهو نوع من تمر المدينة): فقد روى البخاري ومسلم عن النبي قال: { من تصبّح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر }. قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: ( ويرجى أن يعم ذلك جميع أنواع التمر فإن المعنى موجود فيه ).

العلاج

قال ابن القيم رحمه الله: ( ومن أنفع علاج السحر الأدوية الإلهية، بل هي أدويته النافعة بالذات، فالقلب إذا كان ممتلئاً من الله معموراً بذكره، وله من الدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به، يطابق فيه قلبه لسانه كان هذا من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له، ومن أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه ) [أنظر: زاد المعاد 4/126] ومن السور التي يرقى بها:

المعوذتان: فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث. قال ابن القيم رحمه الله: ( والمقصود الكلام على هاتين السورتين، وبيان منفعتهما، وشدة الحاجة بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنها أحد قط، وأن لهما تأثيراً خاصاً في دفع السحر والعين وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس ).

الفاتحة: فقد كان جماعة من الصحابة مسافرين فمروا بقبيلة قد لدغ سيدهم فرقاه أحد الصحابة بالفاتحة، فقام كأنما لم يصبه شيء. فلما أخبروا النبي بذلك تبسم وصوب فعله.

قال ابن القيم رحمه الله: ( ولقد مرّ بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد على ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع ) [زاد المعاد:4/17].

ومن الأدعية المأثورة:

( اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ).

تضع يدك على الذي يألم من جسدك وتقول: ( بسم الله ) ثلاثاً، وتقول سبع مرات: ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ).

( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ).

ومن العلاج النافع للسحر - وغيره من البليات: التوبة إلى الله عز وجل وكثرة الاستغفار، فالذنوب هي سبب المصائب، والتوبة هي الدواء، قال نبي الله صالح عليه السلام لقومه:لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[النمل:46].

فحاسب نفسك وفتش في أمورك ستجد أنك أتيت من قبل نفسكوما ربك بظلام للعبيد.

قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ( ومن علاج السحر أيضاً وهو من أنفع علاجه: بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر ).

علاج من حبس عن جماع أهله

مع الأسباب المتقدم ذكرها، قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ( ومن علاج السحر بعد وقوعه ـ وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من جماع أهله ـ أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء يصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي،قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ[الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[الإخلاص:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ[الفلق:1] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ[الناس:1] وآيات السحرالتي في سورة الأعراف وهي قوله سبحانه:وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ[الأعراف:117-119]. والآيات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه:وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ[يونس:79-82]. والآيات في سورة طه:قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى[طه:65-69].

وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى. وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء ) انتهى.

علاج من أصيب بالعين

1 - يرقي نفسه بالقرآن والدعوات الطيبة (وقد تقدم بعضها)، أو يرقيه غيره.

2 - يستغسل من يظن نفسه أنه هو العائن، لقول النبي : { العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا } [رواه مسلم].

وصفة الاستغسال كما ورد في الحديث: { يؤمر العائن أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتين وداخلة إزاره، ثم يصب على المعين } أي المصاب بالعين، وفي لفظ: { يكفأ الإناء من خلفه } أي من خلف المعين يعني يصب عليه بغتة.

وقوله: { داخلة إزاره }: فسرها بعض أهل العلم بطرف الإزار الداخلي الذي يلامس الجسد. قال فضيلة الشيخ محمد العثيمين: ( ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه والله أعلم ) [مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 136:1].

كيف ترقي نفسك؟

يجوز للمسلم إذا أصابه مرض أن يلتمس من يتحرى فيه الصلاح والتقوى وإطابة المطعم ويرجو إجابة دعوته فيطلب منه أن يرقيه، لكن الأفضل ترك ذلك، فإنه من كمال التوكل كما أنه من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، والناظر في أحوال الناس اليوم يرى كثيراً منهم يهرعون إلى كل من ادّعى أنه راق. وقد لا يكون من أهل الصلاح بل يكون من أهل الشعوذة والكهانة، وذلك لما عمّ الجهل وهان على كثير من الناس أمر دينهم فلم يمحصوا ولم يتحروا. فأتاح هذا مجالاً واسعاً ومرتعاً خصيباً لبعض الفساق في أن يدّعوا الرقية الشرعية وهم ليسوا من أهلها، كما فسح المجال للمشعوذين والدجالين في أن ينشروا زيغهم ويبثوا سمومهم..

لذا فاحرص أيها المسلم على أن ترقي نفسك بنفسك. واعلم أن الله عز وجل يقول:وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر:60].

وكونك تعتذر بأنك مذنب ومقصر وتخاف ألا يستجاب دعاؤك هذا أمر حسن، لكن لا يتم حسنه حتى تجمع مع هذا الخوف الرجاء، حتى تكون حالك حالاً صحيحة موافقةً للشرع، فكما أنك تخاف ذنوبك فارج رحمة الله. وإذا أحسن العبد ظنه بربه وأحسن العمل واجتهد في إصلاح حاله والتوبة من الذنوب فإن رحمة الله قريب من المحسنين. وفي الحديث القدسي: { أنا عند ظن عبدي بي } [رواه البخاري ومسلم] فحسِّن ظنك بربك واحذر من الظن بالسوء به سبحانه وتعالى.

وفي رقيتك نفسك فوائد، منها:

كمال الاتباع للنبي فقد كان إذا اشتكى هو أو أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات.

أكمل للتوكل.

أقرب إلى إجابة الدعاء، فلن يجتهد أحد في الدعاء ويتحمّس للإجابة كما تجتهد أنت وتتحمس حيث إنك أنت صاحب الحاجة.

أدعى للسلامة من الانخداع ببعض الدجالين.

أحفظ للنساء ـ حيث ترقي أهلك أو يرقين أنفسهن ـ وأدعى لصيانتهن من التعرض للرجال الأجانب.

وكيفية الرقية؟

أن تقرأ الفاتحة ثك تنفث على الموضع الذي يألم من جسدك ( أو على مريضك الذي تريد رقيته )، وهكذا تقرأ سورة ( الفلق ) ثم سورة ( الناس ) أو غيرها من السور والآيات التي يرقى بها، وكذلك الأدية المشروعة.

كيف نفرق بين الكهانة والسحر والشعوذة وبين الرقية الشرعية:

مما قد يميز الكاهن والساحر والمشعوذ من القارئ قراءة شرعية أمور، منها: 1- أن يسأل عن اسم المريض واسم أمه.

2- أن يأخذ أثراً من المريض كطاقيته.

3- أن يطلب ذبح حيوان بصفات معينة، وربما أمر بتلطيخ مواضع من البدن بالدم.

4- كتابة الطلاسم أو الحروف المقطعة.

5- التمتمة بكلام غير مفهوم.

6- إعطاء المريض أشياء يدفنها في الأرض أو يخفيها في المنزل.

7- إخبار المريض بمعلومات خاصة عنه.

8- ظهور علامات الفسق عليه، كحلق اللحية وإسبال الثوب وإطالة الشارب والتكاسل عن صلاة الجماعة. وهناك علامات كثيرة غير هذه.

تنبيهلت

1- ليكن قصدك من الإتيان بالأذكار: تعبد الله والرغبة فيما عنده من الثواب والأجر الجزيل. وما يحصل من النفع الدنيوي ـ كحفظك من الآفات وحفظ أهلك ومالك ـ يكون تبعاً. فلا يصح أن يكون المقصد من تلك الأذكار مجرد حصول النفع الدنيوي.

2- إذا علمت من ساحر أو كاهن أو عراف فيجب عليك أن تبلغ عنه الجهات المسئولة (كمراكز الهيئة) لقول النبي : { من رأى منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان } [رواه مسلم].

3- بروج الحظ ( أبراج النجوم ) التي تكتب في بعض الصحف والمجلات هي من التنجيم المحرم لأنها ادعاء لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله. وقد روى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن النبي قال: { من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد }.

4- من اعجب بشيء فخاف من نفسه أن يصيب غيره بالعين فعليه أن يبرّك. فقد قال النبي لرجل عان آخر ( أصابه بعينه): { ألا بركت }. وفي حديث آخر: { إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرك عليه فإن العين حق }. رواه الإمام أحمد والحاكم وغيرهما. وفي رواية: { فليدع له بالبركة }.

قال ابن القيم: ( يقول: اللهم بارك عليه ) وقال ابن عبد البر: ( والتبريك أن يقول: تبارك الله أحسن الخالقين اللهم بارك فيه ). [التمهيد 6/241].

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 542 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,214,492