أ-ما الهوية؟..هل توجد هوية لشعب ما مثلا أم توجد هويات متعددة، متصارعة بشكل خفي تارة وبشكل علني تارة اخرى ، ومتغيرة أيضا وباستمرار؟..
ما الذي يجمعني انا الموظف البسيط الذي يحرص على ان يعيش من عرق جبينه بذاك المسؤول الريعي الذي يستعمل منصب مسؤوليته غنيمة له؟..
ما الذي يجمعني انا اليساري العلماني بذاك الأصولي الذي يرفضني كمختلف عنه؟..
ما الذي يجمعني انا المتعلم المنخرط في عالم الثقافة بذاك الأمي الذي ليس له اي اهتمام خارج لقمة عيشه اليويمية؟..
ما الذي يجمعني انا المؤمن بالحرية والذيمقراطية..إلخ بالنظام الاستبدادي الذي يحكمني وغيري من هذا الشعب المحكوم؟..
في تصوري لا يمكننا فصل ما نسميه بالهويات عن الإيديولوجيات، بما تعنيه تلك الإيديولوجيات من نسق فكري ونفسي يهدف إلى السيطرة على المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر وتوجيهه نحو الرضا بمن يتحكم أكثر فيه ( المجتمع) او يبحث عن التحكم فيه..
هذا يعني أن الإنسان باعتباره كائنا منخرطا في الكينونة الاجتماعية هو خاضع ، وعى ذلك ام لم يع، لإيديولوجية/ هوية مجتمعه غالبا...
ب ـ المؤكد ايصا أن هذا الفرد/ الإنسان يمكنه ان يتجاوز تلك الكينونة الاجتماعية ببعدها الإيديولوجي ذاك إلى رحابة البعد الإنساني الذي يهتم أكثر بما هو مشترك بين جميع البشر، وبما يقرب البشر أكثر من بعضهم..ذاك البعد الإنساني هو ما اسميه بالهوية الإنسانية المنفتحة على الجديد الجميل دائما ، والرافضة للانغلاق والصراع بين البشر على أساس ما يسمى بهوياتهم..
بالنسبة لي لا هوية للإنسان سوى هوية الإنسان بكل أبعاده وتنوعاته الثقافية وأحلامه في الحرية والعدالة ،وفي عيشه في عالم يخلو من التلوث بكل انواعه، وأول أنواع ذلك التلوث طبعا تلوث الإنسان..
لكن الذين يمكنهم الانفلات من كينوناتهم الاجتماعية بعدها الإيديولوجي الضيق والانخراط من ثمة في هوية إنسانية مفتوحة تنشد العمل على خدمة وتعميق ما هو إنساني هم قلة بالتأكيد..إنهم صنف من المثقفين الذين امتلكوا القدرة على فهم الحياة أكثر، والشعور بالمسؤولية البشرية، خاصة وهم يرون تصارع هذه الهويات القاتلة ( حسب تعبير أمين معلوف) والمفسدة لكوكبنا الذي نعيش عليه جميعا بتلويثه المستمر ..
الإنسان كفرد هو خياراته بالتأكيد..لكن، في مجتمع علماني يؤمِّن الحرية لأفراده ويتيح لهم فرص الاختيار الواعي..أما في المجتمعات غير العلمانية وغير الديمقراطية فإن ثقل الهوية المنغلقة هو ما يعمل على تكوينهم ، حيث يجدون انفسهم نتاجا حتميا لها، تماما ، كما هي الحال عليه في عالمنا العربي ..ونادرون هم الذين يستطيعون اختيار طريقهم في الحياة بإرادتهم الواعية مخالفين السائد الاجتماعي/ هويته في هذه المجتمعات غير العلمانية..والوعي العميق بالحياة والمجتمعات ، والمنفتح على الوجود يلعب دورا كبيرا في تحقيق ذلك..
السؤال يطرح أيضا: هل بقيت حتى للإنسان في المجتمعات العلمانية إمكانية لأن يختار حياته بإرادته الواعية ويتجاوز حدود اجتماعيته/ هويته حيث هو إلى الهوية الإنسانية بعد ان سيطرت التقنية وثقافة الاستهلاك والإعلام الذي تتحكم فيه القوى الرأسمالية على كل شيء في حياته؟
ج - بالنسبة للعربي المسلم أرى ان هناك عوامل كثيرة تتحكم في تكوينه ذهنيا ونفسيا وسلوكيا ،وفي توجهاته أيضا ،وفي تعميق انغلاق هويته ـ وإبعاده عن رحابة الإنسانية،أبرزها:
:1- الغرب بعولمته، بحداثته، بثقافته الاستهلاكية الإغرائية، باختراعاته العلمية والتقنية غير المحدودة والمتجددة باستمرار..وبانحيازه لإسرائيل وأنظمة الاستبداد العربية..وهي ما يجعله ( العربي المسلم) ييأس ويشعر بعجزه عن مواكبة العصر والاندماج فيه كفاعل مؤثر، بدل وضعية المفعولية التي صار عليها
2- أنظمة الاستبداد العربية التي تحرص على البقاء في السلطة حفاظا على مصالحها التي تراكمت عبر العقود ، والتي هي نتاج نهب المال العام عموما، على حساب حاضرشعوبها ومستقبها، وهو ما يجعلها تتحالف بشكل مباشر تارة، وغير مباشر تارة أخرى مع ذلك الغرب في إطار المصالح المتبادلة، ويجعلها ايضا تتحالف بنفس الطريقة مع القوى الدينية الأصولية المغيبة لعقول الناس والرامية إياهم في التدين المفرط والتعلق الشديد بالآخرة كتعويض لهم عن متع الدنيا التي صار الوصول إليها وتملكها يتصاعب بشكل متواصل..
3- الريع البترولي الذي ضاعف من كسل هذا الإنسان ، وسهل على أنظمة الاستبداد إشباع حاجاته الضرورية بدل عمله المنتج وإشباع تلك الحاجات بعرق جبينه، وربطه أيضا بالعالم المنتج زراعيا وصناعيا بشكل تبعي، كما اتاح لتلك الأنظمة الاستبدادية فرص نشر الفساد وتعميمه أفقيا وعموديا ، الأمر الذي ضاعف مما يمكن تسميته بتفتيت المجتمع على أساس الطمع والانتهازية والبحث عما يخدم المصلحة الشخصية أساسا، بدل المصلحة العامة..وهو الريع نفسه الذي مكن للسعودية ودول الخليج عموما من تصدير الإسلام السياسي المتشدد كالحركة الوهابية وحركة الإخوان المسلمين ، وهو الإسلام نفسه الذي استغلته أنظمة الاستبداد نفسها لقتل كل الحركات الديمقراطية والمعارضات الضعيفة أصلا (نتيجة تشتت المجتمع كما قلنا سابقا) ..
4 - ضعف المقروئية المرعب الذي تعرفه مجتمعاتنا العربية المسلمة،وإفلاس منظوماتها التربوية ، وتحولها إلى شبه زوايا يهيمن على ذهنيات متعلميها ومعلميها- وفي مختلف المستويات - الدين بالكيفية التي هو عليها راهنا..
يمكن القول أيضا بأن هناك مجموعة عوامل جعلت الإنسان العربي عموما إنسانا لا يغامر في الحياة والفكر..لا يبدع ما يجدد حياته ويطورها، ولا يطرح الأسئلة المغايرة التي ترفض الخنوع للفكر السائد جماعيا، والموروث غالبا، بل وتشكك فيه حتى.. أبرز هذه العوامل كما يبدو لي هي:
1- لم يعش المجتمع العربي طوال تاريخه خارج الاستبداد السياسي والاجتماعي..لم تتح له أبدا فرصة اختيار حكامه ومسيري شؤونه العامة..لم يحصل ان حاسب أولئك الحكام والمسيرين..كان دائما خاضعا لإرادتهم، لا حول له ولا قوة.. وضع كهذا لا يجعل منه إلا مجتمع قطيع اتكالي، ينتظر دائما ما تقرره السلطة والمتنفذون عموما.له..
2- ارتبط ذلك الاستبداد بالفقهاء الذين كانوا عموما في خدمته وتبرير سلوكه ودفع الناس إلى الرضا به كقدر محتوم لا بد منه، ودفعهم ايضا إلى انتظار التعويض عن صبرهم ذلك في الآخرة كجنة تنتظرهم كلما كانوا أكثر طاعة لأولياء امورهم، بدءا من الأسرة وانتهاء بالسلطة..
3- نفسية الخوف التي تراكمت في نفسيته عبر التاريخ بفعل القمع الاستبدادي سياسيا واجتماعيا ، من جهة، والتخويف الديني من أهوال الآخرة ونارها، من جهة أخرى..وهو الخوف الذي أفقده روح المغامرة في الحياة ، وحد بشكل كبير من طرحه الأسئلة التي هي وسيلة الدفع إلى التأمل والتفكير، وهو ما أضعف عقله وجعله أميل إلى الكسل الفكري ، والميل إلى استعمال الجاهز من الأفكار الموروثة خاصة في موقفه من الحياة وقضاياها ، وهنا نجد الفقه الذي هو أحكام الفقهاء التي يلبسونها نوعا من التقديس بادعائهم انها مستنبطة من القرآن والسنة يلعب الدور الأساس في ذلك الاستعمال الجاهزي ، من جهة، وفي الحد من إمكانية التفكير في إيجاد أحكام جديدة تخالفها وتتماشى مع العصر وتغيراته..
4- عقلية الريع التي تهيمن على حياتنا، حيث نعتمد ماديا في إشباع حاجاتنا على الريع البترولي ومختلف موارد الأرض الباطنية ، وفكريا على ما تركه الأسلاف / الفقهاء خاصة..وهو ما ضاعف من كسلنا في العمل المنتج ماديا وفكريا ، وجعلنا نعيش شبه عالة على حاضر الآخرين وعلى ماضينا، بدل الاعتماد على أنفسنا..عمق سلوك الدعاء المكثف في حياتنا أيضا تلك العقلية الريعية الاتكالية، حيث نلجأ عادة عندما تواجهنا الصعوبات وتحاصرنا الأزمات في حياتنا إلى رفع ايادينا إلى السماء طالبين منها حمايتنا ، بدل التنظيم والتفكير والبحث..إلخ..
غني عن القول أن كل تلك العوامل هي ما جعل المجتمع العربي مجتمع قطيع يحارب كل فردية تخرج عن سياجه، ويعمل على إعادتها إلى الحضيرة خوفا من الآخر/ الذئب الذي يتربص بها في تصوره الناتج عن الخوف واليأس والعجز أساسا..وبالتأكيد ، لا يمكن لمجتمع القطيع أن يقبل التشكيك في سائده الثقافي و ما ترسخ فيه من عادات وتقاليد وسلوكات وأفكار كلها تعمل أكثر على إضعاف مخيلته وتحجير عقله وتبليد ( من البلادة) مشاعره..ومن ثمة لا يمكنه ان يسير قيد أنملة إلى الأمام، بل على النقيض من ذلك تماما، لا يمكنه السير إلا إلى الخلف..وهو ما نراه عليه فعلا في حاضرنا، حيث تهيمن على أذهان الناس فيه وعلى مشارعرهم ومخيلاتهم فكرة ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به اولها) والتي يعكسها شعار ( الحل الإسلامي ) والذي هو شعار فضفاض في الأساس، لا يحيل إطلاقا إلى مشروع اجتماعي محدد المعالم ، واضح الرؤى والأهداف،..بل يعمق أكثر أزمة ما يسمى بالهوية العربية الإسلامية التي هي الهوية التي يصر على التعامل معها كوجود تام الكمال، ويحرص على الافتخار بالانتماء إليها..
العوامل التي ذكرت كلها تساهم في تجهيل الإنسان العربي وتضحيل عقله، ومن ثمة في جعله يطرح ما يعتبره هويته بهذا الشكل المنغلق الساذج..
د - يبدو لي أن توصيف الهوية لدى بعضنا في هذا العالم العربي بانها عربية إسلامية إفريقية متوسطية هو توصيف شعاراتي أكثر مما هو توصيف لوجود حقيقي واقعي..
فقولنا عربية مثلا لا واقعية له، لأن عالمنا العربي عربيات، سياسيا واجتماعيا وحتى لغويا،فنحن عرب مختلفون مصالحيا ومستبدون سياسيا واجتماعيا، ملكيون وجملكيون، وموقفنا من الآخر غربيا كان او شرقيا يختلف من عرب إلى آخرين، من الدين يختلف ايضا، من التاريخ..إلخ..
وقولنا إسلامية لا واقعية له ايضا ، إذ ننقسم إلى مذهبين كبيرين متصارعين هما السنة والشيعة ، وداخل كل مذهب مذاهب صغرى أخرى تتصارع ، يصل العداء بينها احيانا إلى ان يكون اكثر مما هو مع إسرائيل التي تحتل جزء من وطننا الكبير المجزء، وطننا العربي الإسلامي..
وقولنا إفريقية نفس الشيء أيضا، حيث نجد ان صلتنا بالأفارقة أقل بكثير من صلتنا ببقية العالم اقتصاديا وسياحيا واجتماعيا..إلخ ، ويمكن القول بان هذا العنصر ما هو إلا رد فعل على الآخر/ الغرب أساسا، حيث نشعر أمامه بالنقص، من جهة، وندرك انه ينظر إلينا وإلى القارة الإفريقية التي نتواجد جغرافيا ضمنها بنوع الاحتقار والعنصرية، حيث يَعتبر سكان إفريقيا سودا بدائيين متخلفين من الصعب عليهم ولوج الحضارة المعاصرة التي بناها هو الأبيض المتحضر..
وقولنا متوسطية إحالة إلى الجغرافية ليس إلا ، وفيه نوع من محاولة تغطية شعورنا بالنقص أمام عالم شمال متوسطنا المشترك، ذلك أنه لا شيء يجمعنا واقعيا بذلك الشمال سوى كوننا سوقا استهلاكية لمنتوجاته الصناعية والزراعية، وكوننا ايضا نصدر له مواردنا الأولية وفي مقدمتها المحروقات، وكوننا ايضا نفر إليه كمهاجرين وحراقين هروبا من بلداننا البائسة باستبدادها وتخلفها وكبتها، وكوننا ايضا كنا من ضمن مستعمراته..
واقع الحال يقول ايضا بأن علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين مثلا لا تختلف في شيء في هذا الحاضر عن علاقتنا بأوروبا / شمال المتوسط، بل تفوقها أحيانا ، كما هي الحال عليه مع الو م أ حيث هيمنتها اكثر وتحكمها في مجريات احداث العالم اشد، وكما هي الحال مع الصين التي بدأت تغزو أسواقنا بسلعها وعمالها وتجارها بشكل يتزايد كل يوم.. لقد لعبت العولمة دورا كبيرا في تقليص الحد من تأثير تلك العناصر التي يتباهى بعضنا بانها من مكونات هويتهم ، حيث صارت ثقافة الاستهلاك المغرية وما رافقها من اتصالات قربت المسافات بين الدول والشعوب ، وشبكات تواصل أزالت الحواجز اللغوية والجغرافية التي كانت تحد من علاقتنا بالآخرين وتعرفنا عليهم ، تلعب الدور الأساس في تكوين ذواتنا وتشرذم هويتنا ، بل وتمزقها، وتكويننا من ثمة على أساس هوية عابرة للقارات والأوطان والأديان ومتحركة باستمرار ، ولا تثبت أبدا على حالة واحدة.. هذا يعني ان ما نسميه بالهوية/ الهويات هو وجود هلامي زئبقي غامض ، لا يمكنا بالمرة إيجاد تحديد دقيق وواضح له ، وكل محاولة لتحديده هي محاولة فاشلة مسبقا ، لا لسبب، سوى كون ما نعتبره هوية/ هويات هو وجود مليء بالتناقضات وصراعات المصالح واختلاف التصورات والمواقف بين مكوناته ، بل وداخل كل مكون من تلك المكونات على حده..
هذا يعني أيضا ان تلك العولمة - التي قربت بين الشعوب في الكثير من المكونات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية ، وأحيت بفعل إفقادها التوازن بينها ( الشعوب) ماضوياتها – قد جعلت الكثير من القضايا والمشاكل التي كانت تبدو محلية منذ عقود مشاكل وقضايا عالمية تمس الجميع وتهم وتؤرق كل سكان هذه المعمورة، خاصة مشاكل الفقر وتلوث البيئة ونقص المياه الصالحة للشرب وتقلص المساحات الزراعية..إلخ، وقضايا هيمنة الشركات متعددة الجنسيات وثقافة الاستهلاك المفرطة والأصوليات المتشددة ، والصراعات المسلحة ..إلخ، وهي كلها قضايا ومشكلات صارت تحتم علينا جميعا النضال من اجل هوية جديدة، هي هوية الإنسان قل كل شيء، هوية النضال المشترك من اجل بناء مجتمعات الديمقراطية الحقيقية التي تعني في الأساس مجتمعات المواطنين الواعين المسؤولين بشريا والعاملين على تحقيق العدالة بين كل البشر بغض النظر عن مواقعهم الاجتماعية وجنسياتهم ودياناتهم وأعراقهم ..إلخ، والعاملين ايضا على إزالة كل ما يلوث الأرض والإنسان فيها..
العوامل التي ذكرت كلها تساهم في تجهيل الإنسان العربي وتضحيل عقله، ومن ثمة في جعله يطرح ما يعتبره هويته بهذا الشكل المنغلق الساذج ..
أخلص من كل ما تقدم إلى أن كل هوية ترى الكمال في ماضيها فتهرب إليه باستمرار وتجتره ، وتنغلق بذلك الكمال الادعائي على نفسها رافضة التفاعل مع الآخر المختلف، مشيطنة له ومناصبة إياه العداء، هي هوية تعكس عجز أصحابها عن بناء حاضرهم بأنفسهم، وفقدانهم الأمل في إمكانية تحقيق مستقبل لهم يكونون فاعلين فيه ، مشاركين به في صنع مستقبل البشرية ، هي أيضا هوية لا يمكن أن تؤدي إلا إلى انفجارها من الداخل في شكل انقسامات وصراعات يمكن أن تصل إلى حد الحروب بين المنتمين إليها..
هوية مسلمي اليوم مثال بارز على ذلك..
أشير أخير إلى أن العوامل التي ذكرت كلها تساهم في تجهيل الإنسان العربي وتضحيل عقله، ومن ثمة في جعله يطرح ما يعتبره هويته بهذا الشكل المنغلق الساذج المتشنج، خلافا للمجتمعات الأكثر انفتاحا على الحياة والمستقبل حيث نجدها تحضن كل المختلفين وتطرح ما هو مشترك بينهم مما يمكن ان يحسن من ظروفهم ويحقق لهم الفاعلية الحضارية أكثر....
ه- الإبداع، الفن بكل أنواعه هو طريق تحرر الإنسان من ثقل واقعه ومن انغلاقه فيما يعتبره هويته الخاصة وانكفائه على ذاته فيها، وخوقه المستمر من الآخر، واعتباره العدو الذي يجب ان يحارب.. هو ايضا وسيلة انسنته أكثر وفتح الباب له للتفاعل الإيجابي مع الآخر..
المؤسف المؤلم حقا أن مجتمعنا العربي إجمالا صار يتعامل مع الفن باستخفاف كبير..وبعداء ظاهر أحيانا، كما هي الحال عليه مع القوى الإسلامية عموما..
غني عن القول أيضا أن الإسلاميين عموما لا إبداع يذكر لهم في مختلف مجالات الفن..لهذا لا نعجب إن رأيناهم يمثلون القوى الاجتماعية الأكثر انغلاقا
نشرت فى 11 يناير 2015
بواسطة tayebtahouri
عدد زيارات الموقع
1,101