صناعة الجمال

مكاسب الهند تبلغ 11.7 مليار دولار من تصميم الملابس وعروض الأزياء و25 مدرسة متخصصة

نيودلهي: براكريتي غوبتا
مع إقامة عرضين دوليين للأزياء سنويا فى الهند، ووجود أكثر من 250 مدرسة للأزياء في جميع أنحاء البلاد، يستعد قطاع الأزياء في ذلك البلد النامي لمواجهة عواصم الأزياء في العالم نيويورك وباريس وميلانو. وكانت السنوات العشر الماضية في غاية الأهمية بالنسبة لقطاع الأزياء الهندي الذي يصل حجمه الى اكثر من 11.7 مليار دولار أميركي سنويا، لا يأتون فقط عبر تصميم الأزياء، فهناك عشرات الصناعات المترابطة بالتصميم يعمل بها الملايين، تنهض الى جانب تصميم الأزياء، مثل شركات صناعة النسيج والطباعة وشركات صناعة الورق المقوى لإعداد النماذج، وشركات النقل التي تنقل الأزياء، وفرق التصميم والخياطين والخياطات وهؤلاء الذين يتولون قص الأقمشة، وشركات الدعاية والإعلان والتسويق والمستشارين.

ويصل حجم صناعة الجمال فى الهند الى مئات الملايين من الدولارات عبر المؤتمرات والمعارض والسياحة وأسابيع الأزياء. والتغيير المهم الآخر في هذا القطاع في العقد الماضي هو التقدم التكنولوجي. فالأزياء منتشرة دائما عبر وسائل الإعلام سواء من المجلات أو الصحف أو برامج التلفزيون. ومحطة FASHION TV تعمل على مدار الساعة تعرض كل جوانب صناعة الأزياء.

وينمو قطاع الأزياء بنسبة 20 في المائة سنويا ومن المتوقع ان يصل حجم القطاع الى 50 مليار دولار في عام 2010. وما يجعله يحافظ على هذا النمو، هو انه كما يأخذ أفضل ما وصل اليه التقدم التكنولوجي في المجال، ما يزال محافظا على استخدام مواد طبيعية، مثل الاقطان والمنسوجات الهندية التقليدية التى تزرع بطريقة طبيعية وتتمتع بسمعة دولية هائلة بسبب جودتها. والى جانب المنسوجات الهندية والألوان، واعمال التطريز وإبداع المصممين والتقنية وانخفاض تكلفة الإنتاج، يوجد عامل آخر هام جدا وهو الأيدي العاملة. إذ يوجد في الهند قوة عمل متزايدة باستمرار من المصممين المحترفين بالإضافة الى 5 آلاف متخرج جديد كل عام من مدارس الأزياء والتجميل المنتشرة فى نيودلهي ومومباي وجوجارات وأحمد أباد. وتقول راثي فيناي ياها المديرة العامة لمجلس تصميم الأزياء في الهند «لدينا ما يتراوح بين 4500 الى 5 الاف متخرج جديد سنويا.

ومع اقتصاد يتزايد بمعدل يصل الى 9 في المائة تقريبا سنويا وقوة عمل من المتعلمين، بالاضافة الى تزايد قدرة الطبقة الوسطى على الإنفاق والاستهلاك، تتجه السوق الهندية نفسها لاستيعاب نسبة كبيرة من صناعة الجمال، فـ70 في المائة من السكان تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، وبسببهم ينمو قطاع الأزياء بسرعة، فهم متلهفون على اللبس الأنيق، والمظهر العصري. فمثلما يحدث في اقتصاد نام، يوجد في الهند تطلعات متزايدة للناس. فاليوم، يتطلع الناس للشهرة والنجاح. ولكي تصبح ناجحا عليك الحصول على الأفضل في عالم الأزياء. وسواء كان الشخص ربة بيت، او سيدة أعمال أو امرأة تنتمي للطبقة العاملة، الجميع يطلب الأفضل. وهنا يبرز سبب آخر للطفرة فى صناعة الجمال فى الهند هو الإعلام. فوسائل الإعلام تدعم قطاع الأزياء، وتغطي عروض الأزياء بانتظام في المحطات التلفزيونية، مما يؤدى لانجذاب المزيد من الشباب للأضواء والكاميرات والشهرة. وتعقد الهند العديد من مسابقات ملكات الجمال ومسابقات البحث عن عارضات الأزياء. وهناك أكثر من 20 عارضة أزياء هندية يعملن في قطاع الأزياء الدولي حاليا. وتوجد هنديتان تحملان لقب ملكة جمال الكون، وثلاث هنديات ملكات جمال العالم، ومن غير الممكن ألا تجد هندية في التصفيات النهائية لمسابقات الجمال حول العالم. ومع أن قطاع الأزياء الهندي لا يزال في مهده وهناك طريق طويل قبل ان ينافس منافسة جادة مع دور الازياء العالمية، إلا أن ذلك لا ينفي حجم المواهب المتوفرة بالنسبة للتصميم. ويقول المصمم مانيش مالهوترا «لدينا القدرة والإبداع العقلي الذي يتميز به الهنود. ومع نمو القدرة الشرائية للمستهلك الهندي لم تعد الأزياء وقفا على النخبة». وفي الوقت الذي يتطور فيه دور الهند في قطاع التكنولوجيا، بدأت تعد برامج لقطاع الأزياء العالمي. فجاتين بول، نائب رئيس تطوير الأعمال في World Fashion Exchange Incorporation في دلهي يقول «لقد طورنا مجموعة جديدة من برامج الكومبيوتر تقدم الحلول المطلوبة في عالم الأزياء ـ وهي تشمل الإكسسوارات والأحذية والحقائب والمنتجات الجلدية، بالإضافة الى الأثاث والمفروشات. ويصل عدد العملاء الدوليين الى أكثر من 300»، طبقا لبول، ومن بينها شركات اميركية مثل ليز كلايورن وريبوك جنوب آسيا وغولكاداس. كذلك الألوان والتصميمات الهندية لا تزال مفضلة في أوروبا. وطبقا للمحللين فإن التأثير الهندي ملحوظ. وقال جان مارك لوبيير رئيس بيت الأزياء الفرنسي سيلين في مقابلة «بالاضافة الى الإبداع فإن تكاليف الإنتاج في الهند منخفضة للغاية. غير أن ذلك لا يؤثر على النوعية». وقد ارتدت شخصيات عالمية مثل هيلاري كلينتون وكاثرينا زيتا جونز وباميلا اندرسون وجوليا روبرتس وجميما خان والأميرة الراحلة ديانا وشارون ستون وستيفن سيغل أزياء من تصميم مصممين هنود. كما حضر عروض ازياء ربيع وصيف 2007، قبل اسبوعين في نيودلهي، ما يزيد على 70 من المشترين الدوليين. ومن بين هؤلاء كان هناك مندوبون عن محلات «غاليري لافاييت» و«ماريا لويزا» في باريس و«ماروبني» من لندن و«سوموتوياما» من اليابان و«تسوم» من موسكو و«سانسكريت» من هونغ كونغ و«زينة فاشون» من الكويت و«اندوميكس» من الولايات المتحدة و«بيت الموضة» من دبي و«شاتوش» من اسبانيا. وبالاضافة الى ذلك وقع مشترون من استراليا والبحرين وايطاليا والسعودية وسنغافورة وجنوب أفريقيا وسويسرا وتركيا العديد من العقود

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 160 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2010 بواسطة tatrez

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

55,932