الرابط : فولكلور
بقلم : صالح صلاح شبانة
بقت الإبره تصنع إبداع ما إلو مثيل ،. إذا إنشكت بخيط حرير
ودرجت درج القطا ع القَبَّه والبنيكه .....ع القماش
لمّا بقى التطريز هويه لكل النسوان ،..وتلاقي لكل قريه ثوبها
مثل بصمة البنان ، هويه صافيه ، ... ما عليها غباش
ولكل محافظه زيها ،... ولكل قريه أسلوبها يتعانق الثوب مع السروال ، مع المنديل ،مع الشداد ،..
مع سهول القريه ولِحّراش
وبقى الثوب والمنديل هويه قوميه ،. تتجسد على أجساد النسوان
ويتجلى الحرير بكل الألوان ،... بمنظر إبداعي مثله ما بقاش
وكل أصابع حوا فلاّحه أصابع فنانه بالفطره ،... إتدير الأبره
في خزوق الماركه ، وتبدع مناظر مثيل... ما إلهاش
وقد تتساوى النسوان في ثيابهن ،... اللي ابتدعتها ايديهن
وما بتميز مرت المختار...... عن مرت الراعي عن مرت حَذّا الجحاش
كله من الأصاله النابته من الأرض ،... الضاربه شروشها ،
جوه التاريخ والجغرافيا ،جوه الزمان والمكان ، جوه العيون والرماش
قد تِفرِق الجوده بسعِر الحَبَرْ والصايه والجوخ و.....حرير قز أصلي ،
وحرير صناعي كذاب ، بس العقل المبدع ....عقل فتّاش
بطلِع الموديل من قلب الحدث ، من أيام السِلِم ومن أيام الحرب
من أيام الفرح ومن أيام الحزن ، من ذاكرة الشعب اللي ما بتخلاش
أيام السِلِم تلاقي ع القَبَّه و لاَّ البنايك ، صورة حمامه ولاَّ سبله ،
ولاَّ راس قلب ، ولاَّ ورده ... ولاَّ عصافير طايره .....ولاَّ فراش
وأيام الحرب بتلاقي الرمح والسيف ، بتلاقي الباروده بتلاقي
العَلَم خفّاق فوق راس الشعب العالي اللي ... ما بوطاش
تلاقي ثوب حوّا الفلاّحه ملحمه شعبيه ، اسطوره تاريخيه ،
تلاقي فيها النار والثار ، وتلاقي صوت النجر والمهباش
تلاقي ثوب حوّا الفلاّحه يروي للحاضر والقادم ..روايه
مسطره بالحرير ع الثوب والمنديل ، حقنا أبد ما يروح ببلاش
قديش اسطوره شعبيه انكتبت ع الثوب ، للي بعرف يقرا
رح يقرا ، واللي ذاكرته مخزوقه ، يقرا ولاَّ عمره ما قراش
بقت الأبره بين الأصابع الموهوبه ، ترسم حضارات بادت
وحضارات زالت ، وحضارات لا زالت موجوده تمد فراش،
وفرسان يهجموا ع الردى وينالوا الصعب ، فارس اعتلى السرج ،
و فارس صوّب السهم وفارس سل السيف .. قوي بطَّاش
وترسم للسلم صبايا مغندره ، وأزهار تفوح عطر ، وأحلام مجنحه
وأسواق مسافره ...، وطيور محلقه ..، عليها ما بعتلاش
وبقى الحرير مثل الحبر ، والأبره مثل القلم تكتب بالألوان لِمّنقيه
من عبقرية حوَّا الفلاّحه ، قصص منها إنروى ومنها مَ انرواش
وبقى الحرير مثل الزيت ، والأبره مثل الريشه ترسم بالألوان لِمنقيه
من عبقرية حوّا الفلاّحه ، لوحات إنرأى منها وما ... إنرأش
وبقت هذيك الإيد الخ شنه اللي بتعبق بريحة الحليب واللبن المخيض،
وريحة زريبة الغنم ، ومعلق عليها من زبل الطابون ... قشاش
تخلق وتبدع وتصنع المستحيل ، عبقريه فنانه ، تجهل شو معنى
هالعبقريه ، وشو قيمة هالإبداع ،... اللي ما إجا من بلاش
إيد صنعت من الأبره إبداع أَفرض حاله على كل محافل الدنيا
واتّصَدَّر قاعات الفن السامي ، وبسم البساطه والحضاره عاش
أحياناً قاعات العرض الدنيا ناس بتلبس أزيائها زِيّ الجد والجده
زِيّ الأب والأم ، ازياء بسيطه.. ع الطبيعه من غير رتاش
تلاقي ثوب الخَلَقْ معفر وموسخ ومقدد ، ....ورسومه بتصرخ
بس العمل بده ثوبه ، ثوب الإنتاج ، .. وخِرّقِة شاش
واشداد من عتقه كَلَح ، وتوارت ألوانه ، وصارت حزينه
بس الحُزُن مثل الفرَح بظهر .. وما بتواراش
وثوب اسم الله وما شا الله عليه ، جديد مرتب ،وذكر الله عليه
ثوب الفرح والمَسَرّه ،... وعرس الزين عَطّاش
وثوب صامت ، شالح الوانه ، متزن وقور ، ما بصرخ ..
ما بحكي ، للصلاه و العباده ، للوقار والزهاده عنه ما بستغناش
وثوب الأصاله يا حلاله ،ثوب حوّا الفلاّحه ، مطرز ومزبط
بإيديها ، تسلم إيديها ، ... وعلى إيديها ما بعتلاش
[email protected]
نشرت فى 25 فبراير 2010
بواسطة tatrez
عدد زيارات الموقع
55,946
ساحة النقاش