<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->
محاضرات في
مبادئ الاقتصاد الجزئي
مقدمة في علم الاقتصاد
كثيراً ما تستخدم كلمة ” اقتصاد ” في أحاديث الناس اليومية وخطبهم ، إلى ذلك الحد الذي يوحي بأن لهذه الكلمة مفهوماً واحداً محدداً ، ومعروفاً لدى العامة من الناس . ولكن في الواقع أن الكثير يجهلون ماهية علم الاقتصاد .
فقد اختلفت مفاهيم الاقتصاد كعلم كثيراً ، لدرجة أننا لا نكاد نقرأ كتاباً في الاقتصاد يعرفه ككتاب آخر ، بل إن الكتاب الواحد قد يدرج عدة تعاريف لهذا العلم .
معنى كلمة اقتصاد
عرّف الإغريق القدامى كلمة ” اقتصاد ” بأنه الإدارة الرشيدة الواعية المنظمة للبيت والأسرة ، أو هو عبارة عن القواعد والقوانين التي يتمكن من خلالها رب الأسرة من إدارة شئون بيته وأسرته .
ولم يقتصر استخدام الإغريق لكلمة اقتصاد على تدبير شئون البيت فحسب ، بل اتسع المفهوم ليشمل تدبير شئون الدولة أو وضع القواعد والقوانين المنظمة لشئون الدولة على اعتبار أن الدولة بيتاً وجميع المواطنين أفراد أسرة واحدة . وذلك عندما قام ” آدم سميث ” Adam Smith ( أب الاقتصاد الحديث ) بتقديم كتابه ” ثروة الأمم ” Wealth of Nation قائلاً : بأن الاقتصاد هو ذلك العلم الذي يسعى إلى تحقيق الثراء للشعب والدولة .
مما سبق يمكننا تعريف علم الاقتصاد بأنه :
هو ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي يبحث في كيفية استخدام الموارد المحدودة في إشباع حاجات إنسانية متعددة وغير محدودة .
1- اَدم سميث (1776): (هو العلم الذي يختص بدراسة الوسائل التي يمكن للأمم بواسطتها أن تغتني ماديا) فاَدم سميث يركز على الإنتاج ويعتبره الموضوع الوحيد لعلم الاقتصاد كما يتبين من التعريف.
2- جون ستيوارت ميل: (علم تطبيقي يدرس الإنتاج وتوزيعه) إي انه يركز على جانبي الإنتاج والتوزيع, إي انه ذهب ابعد من ادم سميث و وسع من نطاق علم الاقتصاد ليشمل الإنتاج والتوزيع معا.
3- فيكسل: (هو العلم الذي يدرس كل جهد أنساني منظم يبذل لإشباع الحاجات المادية نحو تحقيق الرفاهة الاجتماعي والاقتصادي) أي انه يؤكد على إشباع الحاجات والذي يعتبر بدوره مرتبطا بالإنتاج, فالإنتاج هدفه إشباع الحاجات في الأساس.
4- روبنز: (هو العلم الذي يدرس الندرة والاختيار) والندرة هو ندرة السلع والخدمات بالنسبة للطلب عليها, وسبب ندرة الإنتاج يرجع إلى ندرة عوامل الإنتاج أو موارد الإنتاج وهي:
(العمل - رأس المال – الطبيعة – التنظيم والإدارة)
والاختيار يقصد به اختيار عوامل الإنتاج بالصورة التي تشبع اكبر قدر ممكن من الحاجات البشرية, إي إن علم الاقتصاد هو العلم الذي يدرس الاستغلال الأفضل والأمثل للموارد الإنتاجية المتوفرة لإشباع أكبر قدر من الحاجات الإنسانية.
لماذا ندرس علم الاقتصاد ؟
وما هي المشكلة الاقتصادية ؟
لو أننا نعيش في عالم الخيال حيث كل ما يتمناه المرء يدركه ، لما كانت هناك جدوى لدراسة علم الاقتصاد . ولو أوتي الفرد مصباح علاء الدين ليطلب ما يتمناه ، لما كف عن طلب أشيـاء وأشيـاء، وكلما تحققت له رغبة يطلب أخرى وأخرى ، ولما كفَّ عن طلـب المزيد . فالفرد منا يريد منزلاً مريحاً واسعاً ، ويرغب في سيارة فاخرة ، ويتمنى شراء ملابس أنيقة كما يتطلع للسفر والنزهة . هذا فضلاً عن كونه يأمل في الحصول على مستوى معقول من التعليم والثقافة والرعاية الصحية و...و... وأشياء أخرى يصعب حصرها ولا يمكن وضع حد لها .
ولكن هل من الممكن إشباع كل هذه الرغبات دفعة واحدة ؟
مما لا شك فيه أننا نعيش في عالم الواقع وليس الخيال ، وهذا الواقع إنما يضعنا أمام حقيقتين هامتين هما :
1 / إن الحاجات الإنسانية المراد إشباعها متعددة وغير محدودة .
2 / إن الموارد المتاحة لإشباع الحاجات الإنسانية محدودة .
أولاً : الحاجات الإنسانية
إن الحاجات الإنسانية Human needs تتمثل في شعور بالحرمان مصحوب برغبة Desire معينة لدى الفرد في الحصول على وسائل الإشباع المختلفة لإزالة هذا الحرمان .
والحاجات الإنسانية إما فطرية يولد بها الإنسان ويحتاجها تلقائياً ، كالحاجة إلى الغذاء والمأوى والملبس . وإما مكتسبة تتطور وتظهر وتختلف مع نمو الإنسان وتغير ظروفه ، كالحاجة إلى مختلف السلع الكمالية والخدمات . ويقوم الفرد باستهلاك تلك السلع أو الخدمات التي تشبع لديه رغبة أو حاجة معينة والتي تحقق له منفعة اقتصادية .
خصائص الحاجات والرغبات الإنسانية
تتميز الحاجات والرغبات الإنسانية بعدد من الخصائص ، نورد أهمها فيما يلي :
1 / التعدد : عند النظر إلى الحاجات والرغبات الإنسانية التي يسعى الفرد لإشباعها نجدها غير محدودة العدد ، فهناك الحاجة إلى مختلف أنواع الطعام أو الشراب إضافة إلى الملبس والمسكن وسلع وخدمات كثيرة يصعب حصرها .
2 / التنافس : وهي خاصية تنتج عن محدودية وسائل الإشباع ، إذ تتنافس الرغبات فيما بينها حول الموارد المحدودة وذات الاستعمالات البديلة . فالرغبة في شرب القهوة قد تنافس الرغبة في شرب الشاي ، والحاجة إلى العمل مثلاً تتنافس مع الحاجة إلى وقت إضافي للراحة ، والحاجة إلى السفر لقضاء العطلة الصيفية مثلاً تنافس الحاجة إلى شراء سيارة جديدة هذا العام ... وهكذا .
3 / التكرار : تميل معظم الحاجات التي نشعر بها ونرغب في إشباعها إلى التكرارية ، فبعد كل إشباع نحتاج إلى آخر وهكذا . فالحاجة إلى الطعام على سبيل المثال لا تشبع مرة واحدة وإنما تتكرر وبصفة دورية مستمرة ، وكذلك الحاجة إلى الملابس والتعليم وغير ذلك .
4 / التجدد : تتجدد الحاجات الإنسانية وتتغير من فترة لأخرى مع نمو الإنسان وتطور رغباته وميوله وذوقه ، وبإشباع حاجات معينة تثور في النفس حاجات أخرى جديدة لم يكن يرغب فيها من قبل .
5 / التكامل : هناك رغبات تتماشى مع بعضها البعض ، حيث تسوق كل منها إلى الرغبة في الأخرى ، أو أن إشباع رغبة لا يحدث إلا بإشباع رغبة أخرى . فالرغبة في الشاي قد لا تشبع بدون وجود سكر ، والحاجة إلى السيارة لا تشبع إلا بوجود البنزين مثلاً ، وهكذا ..
6 / القابلية للإشباع : فالحاجات الإنسانية عادة قابلة للإشباع ، وإن كانت الطاقة الإشباعية تختلف من فرد لآخر . فقد يقف الأفراد عند حد معين من الإشباع بينما يستمر آخرون لفترة أطول حتى يحصل على الإشباع المطلوب . إذاً تشبع الحاجة بمجرد استعمال السلعة أو الخدمة المعنية سواء مباشرة ، أو باستهلاكها لعدة مرات .
7 / النسبية : تتصف الحاجات الإنسانية بالنسبية لكونها تختلف من شخص لآخر ومن مكان لآخر ومن زمن لآخر . فالحاجة إلى الملابس الصوفية قد تكون أكثر إلحاحاً في البلدان الباردة منها في الحارة ، وفي فصل الشتاء أكثر منها في الصيف ، بل وما يحتاجه شخص منها قد لا يكون كذلك بالنسبة لشخص آخر .
ثانياً : الموارد
يتضح لنا أن هناك حاجة إنسانية تتحول إلى رغبة تتطلب الإشباع ، وهناك وسائل كفيلة بإشباع هذه الرغبات . هذه الوسائل هي الموارد Resources والمتمثلة في السلع Goods والخدمات Services المختلفة . فكل شيء له القدرة على الإشباع يسمى في العرف الاقتصادى ” سلعة ” بغض النظر عن نوعها . والسلع منها ما هو مادي أو ملموس يمكن توصيفه كماً وكيفاً ، فنطلق عليه عموماً ” السلع ” كالمواد الغذائية والملابس والأدوات .. الخ . ومنها ما هو غير مادي وغير ملموس ، ويعرف بـ ” الخدمات ” كالتعليم والصحة والنقل وخلافه .