لم تكن صدمة المصريين من وهم العلاج بالكفتة أو جهاز اللواء "عبد العاطي" الذي أعلن عنه الجيش لعلاج الفيروسات قد انتهت بعد ، حتى فوجئوا ثانية بأن مؤسسة الجيش التي تركت حماية الحدود وتفرغت للحكم ، مازالت مستمرة في الإتجار بكل شيء في مصر ، بما فيها صحة المواطنين ، ومن جهاز الكفتة لعقار سوفالدي لعقار "هارفوني" لعقار "كوريفيو" الجديد ، مازال الجيش يعلن عن علاجات لمرضى فيروس سي ، الذين تخطوا الإثنى عشرة مليون مواطن مصري ، في دولة تحتل المركز الأول على العالم في أعداد مرضى الإلتهاب الكبدي الوبائي .
●القوات المسلحة..بعد العلاج بالكفتة تأتي صفقة العقار الأمريكي سوفالدي
ما أن تيقن الجميع من أكذوبة العلاج بجهاز اللواء "إبراهيم عبدالعاطي" الشهير بجهاز الكفتة ،والتي أعلنت القوات المسلحة المصرية عنه في مؤتمر صخم في 22 فبراير 2013.
حتى خرجت علينا الحكومة بمشروع جديد لعلاج فيروس سي ، حيث تعاقدت وزارة الصحة مع شركة جلياد الأميركية المنتجة لعقار يدعى "سوفالدي" ضمن صفقة سرية أثارت المخاوف والقلق لدى الكثيرين،
الشركة المنتجة اشترطت توقيع المريض بالموافقة على استخدام العقار رغم أعراضه الجانبية، وموافقته على حصول الشركة على التحاليل الخاصه به ، مما جعل البعض يتهم الشركة بإستخدامها المريض المصري كفأر تجارب ، واتهام الحكومة المصرية بالتواطيء على ذلك.
كما لم تشترط الوزارة على الشركة المنتجة للعقار منحها تصريحا لإنتاج دواء محلي مماثل، وهو ما نجحت فيه الهند مع الشركة نفسها.
●بالمخالفة للقوانين المصرية، شركة تملكها شقيقة "مهاب مميش" تتولى استيراد وتوزيع عقار "سوفالدي"
في تصريحات صحفية قال أستاذ الكبد في معهد تيودور بلهارس الدكتور "علاء عوض":
إن هذه هي المرة الأولى التي يسمح فيها لشركة خاصة باستيراد دواء بهذه القيمة الإستراتيجية، وهذا قد يؤدي إلى احتكار وسيطرة الشركة المنتجة والموزعة على سوق الدواء المصري.
حيث اشترطت شركة "جلياد" بالمخالفة للقانون المصري إسناد حق استيراد "سوفالدي" لشركة إيزيس فارما (ISIS Pharma) باعتبارها وكيلها الحصري في مصر والمستورد للعقار وتسليمه لشركة فارما أوفر سيز المحسوبة على القطاع الخاص والمملوكة لشقيقة الفريق "مهاب مميش"، رئيس هيئة قناة السويس، وذلك لتوزيعه على المخازن والصيدليات على مستوى الجمهورية.
وقد طالب عوض بنشر العقد المبرم بين وزارة الصحة والشركة المنتجة للعقار ، واعتبر أن سرية البنود مخالف لمبدأ الشفافية.
بينما أستاذ الكبد ورئيس وحدة الأورام في المعهد القومي للكبد الدكتور "محمد عز العرب" في تصريحات صحفية قال : إن المفاوضات بين وزارة الصحة وشركة جلياد قد تحولت إلى "بزنس" وطالب المسئولين بالتحقيق في مخالفات صفقة سوفالدي للقوانين واللوائح المصرية،حيث أكد أن شركة جلياد الأمريكية المنتجة خالفت القانون 127 لسنة 1955 وقانون 113 لسنة 1962 وقانون 212 لسنة 1960 بشأن تنظيم تجارة الأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية، فليس لها الحق في منح شركة إيزيس فارما حق استيراد العقار، وشركة فارما أوفر سيز حق توزيعه في مصر، فطالما أن مصر استوردت العقار فهي المنوطة بتحديد الجهة الموزعة له دون تدخل من الشركة المنتجة.
●نقابة الصيادلة تكشف مفاجآت خاصة بسوفالدي
كشف الدكتور وائل هلال أمين صندوق النقابة العامة للصيادلة، عدة مفاجآت في صفقة “سوفالدي”
أولها أن إخطار تسجيل المستحضر الوارد إلى مصر ليس أمريكيا، وأن شركة جلياد الأمريكية أسندت تصنيعه إلى شركة باثيون الكندية، على أن يتم تغليفه وتعبئته في إيرلندا، مع ملاحظة أن المستحضر لم يتم تصنيعه وتداوله لمدة عام ببلد المنشأ (كندا) حتى الآن، بالمخالفة للقرار الوزاري رقم 296 لسنة 2009.
كما أوضح هلال أن تسعير المستحضر بمبلغ 14940 جنيها، هو رقم مبالغ فيه جداً، بخاصة إذا علمنا أن نفس الشركة (جلياد) أعطت حق تصنيعه لسبعة شركات هندية منهم سيبلا و هيتيرو وميلان بمبلغ في حدود 300 دولار للعبوة الواحدة، مما يعني حوالي 15% من السعر المصري.ولشركة في بنجلاديش بمبلغ 50 دولار،
وأضاف أن مصر تعتبر صاحبة النسبة الأولى في العالم في نسبة الإصابة بفيروس سي، وبها حوالي 12 مليون مريض، ينضم لهم سنويا ربع مليون حالة تقريبا، مما يعني أنه يتوجب أن يكون الدواء هو الأقل سعرا في العالم، وأن يتم تخفيض سعره لكي يكون متاحا لكل الفئات الفقيرة والمتوسطة، التي لا تستطيع شراء الدواء، ولا تملك رفاهية خطة الوزارة في معالجة بضعة الآلاف سنويا من أصل 12 مليونا.
● «القومية للفيروسات الكبدية»تكتشف فجأة عدم جدوى عقار «سوفالدي» وتعلن عن قرب وصول علاجات أخرى.
قال الدكتور "وحيد دوس" رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية،خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «صوت الناس» المذاع عبر فضائية «المحور»، الخميس الماضي إن "10% من إجمالي 140 ألف مريض بفيروس «سي»، تعرضوا لانتكاسة بعد علاجهم بـ«سوفالدي» وعاد لهم الفيروس مرة أخرى.
مؤكدًا على قرب وصول أنواع أدوية أخرى غير «سوفالدي» بداية من الأسبوع المقبل،
●"هارفوني" عقار جديد من شركة "جلياد" تحتكره أيضا شركة شقيقة "مهاب مميش"
ما إن تم التلميح عن المطالبة ببدائل جديدة لعقار "سوفالدي" حتى أعلنت شركة "جلياد ساينسز" الأمريكية ،توصلها لاتفاق مع وزارة الصحة و السكان المصرية لتزويدها بعقار هارفونى (ليديباسفير 90 مجم / سوفسبوفير400 مجم) وقد تولى تجربة العقار الجديد نفس الفريق البحثي المشرف على "سوفالدي" مما أثار العديد من علامات الاستفهام ، وكذلك تم الاتفاق على أن تقوم شركة إيزيس فارما (ISIS Pharma) باستيراد العقار وتسليمه لشركة (فارما أوفر سيز ) المملوكة لشقيقة الفريق مهاب مميش.
●المخابرات العامة تدخل سباق المتاجرة بآلام مرضى فيروس سي ، وتعلن عن صفقة جديدة وعقار جديد «كيوريفو»
بتاريخ 9 اكتوبر قال الدكتور مدحت عبدالعال، أستاذ الكبد ومدير مستشفى وادي النيل (التابع لجهاز المخابرات) في تصريحات صحفية : إن جهاز المخابرات العامة قام بجهود كبيرة بالتعاون مع وزارة الصحة ولجنة الفيروسات الكبدية، في الاتفاق مع الشركة الأمريكية «أبفى» على طرح اعقار «كيوريفو» في مصر بسعر مخفض كمرحلة أولى.
وأضاف «عبدالعال» أن دور الجهاز في المرحلة الحالية يقتصر على الحصول على العقار وتوزيعه داخل مصر كمرحلة انتقالية، وأن الخطوة المقبلة هي الحصول على تصريح من الشركة الأمريكية بإنتاج الدواء في مصر، من خلال أحد المصانع التابعة لجهاز المخابرات في منطقة العاشر من رمضان،
وأضاف «عبدالعال» أن الدواء الأمريكى «كيوريفو» تم الحصول عليه لوزارة الصحة بسعر 3050 جنيها للعبوة الواحدة التي تستخدم لمدة شهر، فيما تصل مدة الكورس العلاجى لثلاثة أشهر بتكلفة إجمالية 9150 جنيها، أما خارج وزارة الصحة فتم الاتفاق على توفير العقار بسعر 23 ألف جنيه للعبوة،
ومازال السوق المصري مفتوحا لصفقات جديدة يعقدها قادة الجيش ومؤسساته ومنها يربحون، ومازال الملايين من مرضى فيروس سي في مرضهم وآلامهم يعانون.
نشرت فى 27 أكتوبر 2015
بواسطة tarek2011
قصاقيص الصحافة البيضاء
متابعة مقالات تترجم وتلخص أحداث مصر والعالم وكذلك مواضيع أخرى متنوعة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
33,089
ساحة النقاش