فؤاد الهجرسي.. اسم يعرفه الكثيرون من أبناء مدينة المنصورة، فهو من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين، اشتهر بخلقه الحسن ويتربيته للنشء علي تعاليم الإسلام وخاصة الجانب الإجتماعي منه الذي يهمله الكثير من الدعاة، وهو رجل في العقد الثامن من عمره، انتشرت بالمنصورة قصته مع البنك الأهلي حيث ضرب مثلا من الصعب أن تجده الآن، وصار مضربا للمثل الحقيقي للأخلاق الإسلامية السامية التي تعلو ولا يعلي عليها.. فقد ذهب الرجل إلي فرع البنك القريب من مقر إقامته بالمنصورة، والذي يحول عليه معاشه الشهري ليصرف مبلغا من حسابه لأنه قد احتاج إليه وهو مبلغ خمسة آلاف جنيه من حسابه الكلي البالغ ثلاثون ألف جنيه، وبالفعل قام الرجل بسحب المبلغ وبعد عودته إلي منزله فوجيء بأن اسمه من بين الذين شملهم قرار تجميد أموالهم من جماعة الإخوان المسلمين؛ وعلم الجميع أن مدير البنك والموظفين يتحدثون عن أنه أفلت بالخمسة آلاف، وأن الموظف الذي وقع له علي إذن الصرف سوف يتحمل سداده.
إلا أن الموظفين بالبنك أصابهم الذهول من زيارة ثانية للبنك من الحاج فؤاد الهجرسي؛ وهو يحمل معه مبلغ الخمسة آلاف جنيه خاصته والذي سحبه من البنك ودخل علي الموظف المسئول وقال له: لقد صرفت هذا المبلغ ولم أكن أعلم أن اسمي فيمن تم تجميد أموالهم أنا كنت أظن أنهم يهتمون بمن عنده أموال كثيرة وليس مبلغا بسيطا مثل الذي معي، وعلي كل حال خذ المبلغ وأعده لكي لا تتحمل أنت هذا المبلغ، فلم يصدق الموظف ما يسمع وانهمر بالبكاء وسط ذهول موظفي البنك الذين أحاطوا بالرجل ليشكروه وليعبروا له عن تقديرهم البالغ لصنيعه الذي أكد به لقبه الذي أطلقه عليه أبناء المنصورة.. مربي الأجيال.
ساحة النقاش