لم تكن كلمة عابرة قالها أحد زعماء العصابة المدعو عباس كامل في أحد تسريباته حينما كان يتحدث عن مشروع المليون وحدة سكنية فقال نصاً : (( إحنا عاوزين اللَقْطَة)) ، إنها صفة أصيلة وثقافة شائعة في منهج وسلوك العسكر منذ أكثر من 60 سنة ، ثقافة اللقطة .

وهي في الحقيقة صفة المنافقين الذين يٌظهرون الإسلام ويُبطنون بداخلهم كرهه وكره كل قيمة جاء بها وهو ما وصفهم القرآن به في قوله (يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) .

وهذا الأمر في الحقيقة ثابت في واقعهم وتاريخهم ، ويستطيع كل شخص أدى الخدمة العسكرية في مصر ان يتبين ذلك دون عناء ، كما يمكن لأي شخص يراجع تاريخهم أن يتبين هذه الحقيقة دون ريب .

فقد كنا أثناء الخدمة العسكرية مطالبين بالشكل دون الجوهر، تطبيقا لثقافة اللقطة ، فكنا مثلا اثناء الاستعداد لاستقبال ما يعرف بالتفتيش أيّاً كان مستواه نركز على دهان مباني الكتيبة بألوان زاهية ودهان السيارات والمعدات وإعداد الأعلام والرايات وغير ذلك مما تتطلبه اللَقْطَة ، دون تطرق إلى أي جانب آخر موضوعي أو جوهري ، فقط الإخراج الجيد للَقْطَة مع إعداد غذاء فاخر وهدايا قيمة لأعضاء اللجنة ، وبعدها تحصل على تقدير ممتاز .

وبمراجعة بسيطة لتاريخ هؤلاء العسكر المنافقين الكذابين تسطيع أيضا اكتشاف هذه الحقيقة بسهولة .....
ولنسأل أنفسنا : 
أين وعود عبدالناصر بالصواريخ التي يبلغ مداها تل أبيب ؟ 
هل رأينا واحدا منها انطلق باتجاه إسرائيل ؟ 
بل أين وعوده بإلقاء إسرائيل ومن وراء إسرائيل في البحر ؟
كان العسكر يطلقون هذه التصريحات لزوم اللَقْطَة ، بينما كانوا ينسقون سراً مع إسرائيل وأمريكا كما أكدت التقارير ومذكرات السياسيين الأمريكان أنفسهم .

أيضا حين أراد السادات توقيع معاهدة استسلام لإسرائيل عام 1979 م ، كان الأمر يقتضي إقناع الشعب المصري بهذه الكارثة ، كان الأمر يتطلب تجميل اللَقْطَة بوعود الإغراء الخيالية بتحقيق الرخاء الإقتصادي والمعيشي، واعتبار القروض أو المعونات المالية الأمريكية السنوية مدخلاً إلى ذلك!.. فصدرت الوعود البراقة بأن هذا السلام سيجلب للشعب الأمان والرخاء الإقتصادي الذي سيجعله يأكل بملاعق من ذهب ، مما جعل الشعب الذي يعاني من الفقر الشديد يسيل لعابه لهذا الرخاء ، وبالتالي لم يبدِ أى اعتراض على تلك الكارثة بل تَغَنّى البعض بها .

والآن وبعد مرور 35عاماً على المعاهدة المشؤومة نسأل ...هل تحقق الرخاء ؟؟؟ بالطبع لا ، لأنه لم يكن مقصود العسكر، إنما كانت فقط اللَقْطَة.

أما العسكر في عهد المخلوع مبارك فما أكثر وعودهم التي لا تتعدى حدود تزيين اللَقْطَة ، ولن نذهب بعيدا فقط نسأل عن مشروعاتهم العملاقة التي ستحول مصر إلى دولة عظمى كما زعموا ، توشكي مثلا شاهدا على ذلك ولن نزيد .

أما عسكر الانقلاب فحدث عن لَقَطاتهم وكذبهم ونفاقهم ولا حرج ، فمن حماية مصر من أن تصبح مثل سوريا والعراق ، إلى محاربة الإرهاب المحتمل ، إلى العلاج بالكفتة ، إلى مشروع المليون وحدة سكنية ، إلى المؤتمر الاقتصادي ... إلى غيره من الأكاذيب واللَقَطَات التي لا يحصيها العد .

ولكن ليعلم هؤلاء وليعلم الناس أن الله تعالى قد أذن بإخراج أضغان هؤلاء المنافقين وفضحهم قبل أن يأخذهم بكذبهم وغدرهم ونفاقهم ودماء الشهداء التي أُريقت على أيديهم .

ويقولون متى هو ... قل عسى أن يكون قريباً .

المصدر: أبو أحمد / أنصار بورسعيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 65 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2015 بواسطة tarek2011

ساحة النقاش

قصاقيص الصحافة البيضاء

tarek2011
متابعة مقالات تترجم وتلخص أحداث مصر والعالم وكذلك مواضيع أخرى متنوعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

33,107