اتسع الفتق على الراتق ، ولم يعد حديث الناس في الشارع عن كراهية قائد الإنقلاب العسكري "عبد الفتاح السيسي" لدين الإسلام ، بل وصل الأمر -بعد كلمته بمناسبة المولد النبوي الشريف- عن سؤالهم عن دين "السيسي" الحقيقي ،وهل هو فعلا الإسلام؟!
●تجدر الإشارة هنا، أن أول من أثار الشبهات حول دين السيسي لم يكن أحد من المصريين أو العرب بل كان الكاتب العسكري "كيفين باريت " في جريدة "فيترانس توداي" الأمريكية في مقال له بعنوان "السيسي يهودي ومصر الآن تحت الإحتلال الإسرائيلي"
لم يكن ثمة ما يؤكد هذا الكلام أو ينفيه، ولكن تربية السيسي وتنشأته في حارة اليهود بالجمالية والتي اعترف بها بنفسه في لقاء تليفزيوني تؤكد على تأثيرات غاية في السلبيه على علاقته بدين الإسلام ،في حين بدا حب وود غير مبرر بين السيسي ويهود إسرائيل ، حتى أصبحت العدو الإستراتيجي لمصر والدول العربية ترى في السيسي قائدا عربيا يجب دعمه بشتى الطرق ،وقدمت له دعم سياسي واستراتيجي غير محدود، حتى أن "إيهود باراك" رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق قام بجولة حول العالم لنزع إعتراف من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية بإنقلاب "السيسي"، وبلغ الإحتفاء الإسرائيلي بالسيسي رسميا وشعبيا : أنه ولأول مرة في التاريخ يطلق اليهود على قائد أحد الجيوش العربية والإسلامية لقب "البطل القومي ليهود العالم ، وهو ما كان عنوانا لمقالة نشرتها جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية ، ومانشيتا رئيسيا على غلاف مجلة "معاريف" العبرية، واعترف به سفير إسرائيل في مصر في مكالمة لوزير مصري.
●وقد رد السيسي الجميل للإسرائيليين أضعافا حينما نفذ عملية إخلاء قسري وتهجير لأهالي شمال سيناء على الحدود مع قطاع غزة وهدم المنازل وفجر المساجد وقام ببناء منطقة عازلة كانت من أهم أهداف الإسرائيليين في سيناء.
اعتاد المصريون من السيسي على أن يفاجئهم بأمور لم يفعلها أحد من قبله.
●وتحديدا في يوم الخميس الماضي "حيث احتفلت مصر بذكرى مولد نبي الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام" ،أقدم السيسي في كلمته على ما انفرد هو به في التاريخ الحديث.فلم يجرؤ أحد من قبل أن أتهم الأمة الإسلامية بكاملها 1.6 مليار مسلم بالإرهاب، حتى "جورج بوش"نفسه ،والذي أعلنها حربا صليبية لم يتهم أمة الإسلام جميعها، بل اتهم فقط جماعات بعينها.قال السيسي بلغته الركيكة والمبتذلة ما نصه : "يعني الواحد وستة من عشرة مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها سبعة مليار عشان يعيشوا هُمّا؟"
والأشد من ذلك غرابة أنه وفي حضور عمائم الازهر الشريف ويوم كهذا تحتفل فيه الأمة الإسلامية بميلاد نبيها وقدوتها عليه الصلاة والسلام يقول "السيسي" نصا : "مش معقول يكون الفكر اللي احنا بنقدسه ده يدفع بالأمة دي بالكامل إنّ هي تبأى مصدر للقلق وللخطر وللقتل والتدمير في الدنيا كلها، نصوص وأفكار تم تقديسها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب أوي لدرجة إنّ هي بتعادي الدنيا كلها"
السيسي في احتفال المولد النبوي: هناك نصوص دينية م…:
يتحدث السيسي عن نصوص يقدسها المسلمون في حين تمثل هي مصدر للقلق والقتل والتدمير ، ومعلوم بالضرورة أن المسلمين لا يقدسون شيئا سوى نصوص القرآن والسنة، ويؤمنون أن كل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم محمد "صلى الله عليه وسلم". فالسيسي يرى إذن أنه يجب التخلي عن القرآن والسنة كي لا توصم الأمة بكاملها بالإرهاب.
لقد دعا "السيسي" صراحة أن يترك المسلم دينه كي يستطيع أن يرى بفكر مستنير أن تلك النصوص المقدسة إنما هي نصوص تدعو للإرهاب والقتل والتدمير ؛ فقال : "إنتَ مش ممكن تكون وانت جواه تكون حاسس بيه، لازم تخرج منُّه وتتفرج عليه وتقرأه بفكر مستنير حقيقي".
فإن لم تكن تلك دعوة للردة عن الإسلام فماذا تكون؟!!
يصر السيسي دوما على إظهار علاقة من العداء الغير مسبوق للدين الإسلامي!!
●أعلن السيسي بصراحة وعلى الملأ ..أنه ما قدم إلى الحكم إلا لإجهاض المشروع الإسلامي الذي أراده الرئيس "محمد مرسي"، وقال نصا :"لو كان الإنقلاب عليه لفشله، كنا صبرنا عليه لإنتهاء مدته، ولكنه أراد إحياء المشروع الإسلامي والخلافة".
●كما صرح لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية المتطرفة بأنه لا مكان للدين في الحياة السياسية في عهده بمصر.
•وفي لقائه مع فضائية "العربية" ذات التوجه العلماني قال بالنص : "لن يكون في مصر قيادات دينية ولن أسمح بذلك ، فأنا المسئول عن الأخلاق والقيم والمبادئ" ، ثم أكمل قائلا : "والدين أيضا"، وهنا قاطعته المذيعة ويبدو عليها الإستغراب : "والدين أيضا؟!"، فأكد السيسي فكرته: "وعن الدين أيضا".
لقاء السيسى كامل فى قناة العربية الحدث 21-5-2014:
●السيسي يصرح إذن بأنه يريد تأميم الدين الإسلامي،يريد إعادة تفصيله ليبدو في ثوب جديد يتلائم مع رغباته في الإستبداد بالحكم.
● بدأ "السيسي "فعليا في تنفيذ خطوات تأميم الدين من الليلة الاولى لإنقلابه؛ بإغلاقه كافة القنوات الإسلامية، في الوقت الذي يسمح فيه فقط لدعاة التصوف والتشيع وتأليه الحاكم بالظهور المكثف في القنوات الأخرى.
●وبينما يقول الله تعالى :{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}سورة النحل125.وهو أمر عام لكل مسلم ومسلمة للدعوة لدين الله والتبليغ عن رسوله.
يفتي لنا قائد الإنقلاب بحرمة ذلك، وقد أصدر بالفعل قانونا أثناء ولاية المؤقت"عدلي منصور"يقضي بالحكم على مَن يزاول الدعوة الإسلامية دون ترخيص من الحكومة بالسجن المشدد لمدة عام ، والغرامة المالية الكبيرة.
●ولأنه أعتاد أن يفعل ما لم يفعله أحد قبله ،فلم يكتب التاريخ عن جيش دولة قتل المسلمين اثناء صلاتهم داخل المساجد،سوى الجيش الصهيوني في فلسطين، والجيش المصري بقيادة "عبد الفتاح السيسي"، فعلى طريقة مذبحة الحرم الإبراهيمي ؛ نفذ السيسي مذبحة الساجدين ، للمعتصمين المؤيدين للرئيس "محمد مرسي" أثناء أدائهم صلاة فجر الاثنين 8 يوليو 2013 ،ما تسبب فى استشهاد 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1000 جريح، بينهم خمسة أطفال و8 نساء فى محيط الحرس الجمهورى وميدان رابعة العدوية.
●كما استهل "السيسي" عهده بقانون الدعوة والخطابة والذي تسبب في إغلاق أكثر من عشرين ألف مسجد، كما قام أيضا بتحديد مسافة 500 متر بين كل مسجد وآخر.
● قام "السيسي "بتوحيد خطبة الجمعة ومعاقبة من يخرج عن الموضوع المحدد بالتحقيق والعزل من الوظيفة.
●كما قام بإلغاء صلاة التراويح في العديد من المساجد الكبرى في مصر مثل مسجد النور وجامع الفتح في القاهرة ، وجامع القائد إبراهيم في الإسكندرية.
●كما منع الاعتكاف إلا بشروط مشددة .
●ولأن هذا العداء هو فقط للدين الإسلامي ،حرص السيسي على إسترضاء أصحاب كافة الديانات المختلفة وحتى العقائد الفاسدة، فنجده يستقبل سلطان طائفة البهرة بالهند، "مفضل سيف الدين" في زيارته لمصر، إستقبال الملوك،-وهي الطائفة التي أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوي برقم 261071 اعتبرتها فيها أنها عقيدة فاسدة خارجة عن الإسلام- .
●كما سعى السيسي بعد إنتخابه فقط بستة أشهر، إلى إعادة العلاقات المقطوعة مع بابا الكاثوليك "بنديكتوس السادس عشر" إثر تصريحات له مشددة هاجم فيها الدين الإسلامي ووجه له إهانات بالغة واتهمه بالقسوة والدعوة إلى العنف منذ ما يقرب من ثماني سنوات، ولم يعتذر منها إلى الآن.وأثناء لقاءه به أكد السيسي على "تصميمه على مواجهة الإسلاميين في مصر والمنطقة".
●وبينما يعد الأزهر الشريف منذ عصور طويلة منارة لكل دارسى المنهج الإسلامى من مصر وخارج مصر ،ولم يجرؤ أى شخص مهما كان على مر العصور وحتى من قوى الإحتلال المتعاقبة،أن يغلق الجامع أو يمنع إقامة الصلاة فيه.
إلا أن الوحيد الذي تجرأ على ذلك كان "عبد الفتاح السيسى" يوم الخامس من رمضان 1434هـ الموافق الرابع عشر من شهر يوليو عام 2013 حين قامت قوات من الجيش المصرى والأمن بمنع إقامة صلاة الظهر فيه وإغلاق المسجد بعد أن دعا العديد من شيوخ وطلبة الأزهر الشريف إلى مسيرة تبدأ من جامع الأزهر إلى ميدان رابعة العدوية.
●وفي عهد السيسي، أحرقت مساجد مثل مسجد "رابعة العدوية" وحوصرت ودنست أخرى وتم إقتحامها من قبل البلطجية مثل مسجد "الفتح" ومساجد أخرى تم إغلاقها لأجل غير مسمى.
●وفي عهد السيسي ،ولأول مرة تشن حرب إعلامية غير مسبوقة، وحملات أمنية شرسة ضد ملصقات تحث الناس فقط على الصلاة على النبي "صلى الله عليه وسلم"، بل وتحصيل غرامات مالية ممن توجد عنده،
هل صليت علي النبي اليوم مخالفة جديدة علي لسان سائ…:
وانبرى إعلاميون وخبراء وقيادات أمنية في التحذير من خطورة تلك الملصقات على الأمن القومي المصري، بصورة فاقت حتى قدرة المصريين على الإستيعاب.
فوصفت مرة بأنها لا تتسق مع القيم ،ومرة أنها تسبب احتقانا شعبيا، بل وصل ببعضهم أن يصفها بأنها مخطط صهيوني!!
●وفي عهد السيسي أعلن "محمود ابو النصر" وزير التعليم الإنقلابي انه سيتم رسميًا إلغاء تدريس التربية الدينية الإسلامية فى المدارس، و تدريس مادة "القيم والأخلاق" بدلاً منها للمسلمين و المسيحيين،في جميع مراحل التعليم.
● و في ظل أحوال كارثية تمر بها مصر ،وبعد أن ثبت تورطها في أحداث قتل المتظاهرين في ثورة يناير 2011 ، منظمة "فرسان مالطة" أعتى المنظمات التنصيرية في العالم ، والتي تمثل بقايا الحروب الصليبية، تلك الدولة الوهمية "بلا أرض أو شعب أو حكومة" ،و التي يعتقد بأنها تمثل الغطاء الدائم لعمليات قذرة يقوم بها جنود مرتزقة لصالح أجهزة إستخبارات دولية ،يصر قائد الإنقلاب العسكري "عبد الفتاح السيسي" على إصدار قرار بتعيين سفيرًا فوق العادة لتلك المنظمة المشبوهة !!
●وأخيرا وليس آخرا ، وفي تحد صارخ لمسلمي مصر وعقلائها ،خلال إحدى لقاءاته المتكررة دوما مع إعلاميين وصحفيين ؛ يطلب السيسي من الكاتبة العلمانية المتطرفة "فاطمة ناعوت" والتي وصل بها السفه ومعاداتها للدين لإتهام القرآن بأنه متناقض، ثم وصف شعيرة الذبح في الإسلام بأنها كابوس راود أحد الصالحين، يطلب منها أن تصحح صورة الإسلام في أعين المواطن المصري، ولا ندري حقيقة أي صورة تلك التي ستقدمها ناعوت عن الإسلام ؟!
السيسي يطلب من فاطمة ناعوت تصحيح صورة الإسلام:
●منذ إنقلابه في الثالث من يوليو وقائد الإنقلاب العسكري "عبد الفتاح السيسي" يصر على تقديم صورة ملتبسة لعلاقته بالدين الإسلامي ،شبهات تحوم حوله ، وتهم توجه إليه، وتساؤلات عن دينه الحقيقي، وينتهي ذلك كله بطلب العديد من كبار العلماء للسيسي بمراجعة عقيدته الإسلامية -إن كان مسلما- خاصة بعد كلمته يوم المولد النبوي وإتهامه لأمة الإسلام ونصوص الدين المقدسة بالدعوة للإرهاب.
إلا أن الواضح لنا تمام الوضوح وبدون أي لبس: هي صورة الحرب الضروس التي يقودها السيسي بنفسه على الدين الإسلامي ويجمع تحت لواءه كل متطرفي العلمانية وكارهي الإسلام وأحفاد الصليبين القدامى، وهي حرب بالوكالة عن عدو صهيوني يحلم بدولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ويرى في الحكومات العربية العلمانية المستبدة صديق وحليف دائم ، بينما يرى في الإسلام والحركات الإسلامية النذير الأكيد بإنتهائه من الوجود،
وبالوكالة عن حكومات غربية وأمريكية ترى في الإسلام الخطر الأول على حضارتها، بعد إنتهاء الخطر الشيوعي،وبدء العد التنازلي لأفول حضارتهم.
وكذلك بالوكالة عن كل طغاة العرب والمسلمين الذين يخشون على عروشهم من سطوة دين سيطهر البلاد والعباد من فسادهم وإستبدادهم.
-دين يدعو الناس للتحرر من كافة أشكال العبودية، فالملتزم به لا يركع سوى لله،ولا يخضع إلا له.
كما أن الإسلام يخلق لدى من يحملون رايته:حالة من القوة والثبات تمكنهم من تقبل فكرة الموت بسعادة في سبيل قضيتهم التي يحيون من أجلها،و لا يوجد ذلك بأي أيدلوجية أخرى في الفكر البشري سوى الإسلام، ما يصيب الطغاة والمستبدين حتما بالرعب والإسهال،من هؤلاء الذين لا يخشون أحدا إلا الله.
المصدر: شرين عرفة - موقع كلمتي
نشرت فى 22 يناير 2015
بواسطة tarek2011
قصاقيص الصحافة البيضاء
متابعة مقالات تترجم وتلخص أحداث مصر والعالم وكذلك مواضيع أخرى متنوعة »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
33,105
ساحة النقاش