آيات عرابي تكتب: السي آي إيه كفيل المخابرات العامة !
استقبلت فراو سمحون ( يسرا ) بابتسامة واسعة ضابطي المخابرات العامة المصرية وما إن شرحا لها كيف تصل إلى القاهرة دون أن يعلم أحد, حتى أخذت تشيد ببراعة المخابرات المصرية وتعتذر عن تصديقها للدعاية التي تشوه تلك المؤسسات العظيمة والتفتت بارتياح إلى فرانز وصرفته قائلة انها بين اصدقاءها. سيظل ذلك المشهد ( القرطاسي ) الجميل نموذجاً رائعاً للتضليل الإعلامي وكيف تصنع الدعاية وهماً تجبر الشعوب في حرفية على ابتلاعه !هذا هو ما شاهدنا جميعاً على الشاشة, فتعالوا الآن نلقي نظرة على ما خلف الشاشة !
“مع إدراكهم أن جهاز المخابرات الحالي غير ملائم, انشأ الضباط الأحرار إدارة جديدة بإسم ( المخابرات العامة ) تسير جزئياً وفق نموذج السي آي إيه, وقام مايلز كوبلاند بترتيب التدريب لضباط المخابرات العامة الكبار, وتعليمات التدريب من مكتب السي آي إيه للتقديرات القومية في مجال كتابة ملخصات التقارير اليومية لرئيس الدولة, وتوفير معدات الكترونية كاملة تم تطويرها على يد منظمات التجسس الصناعي الأمريكية.”“وبين عامي 1953 و1954, استدعت السي آي إيه أوتو سكورزيني لتقديم المشورة لعبد الناصر حول تدريب الجيش المصري وتجنيد ضباط سابقين في الجستابو للمساعدة في بناء إدارة المخابرات العامة.”*هذا ما يقوله الكاتب بالحرف نقلته دون زيادة أو نقصان !الكارثة الأكبر من ذلك هي أوتو سكورزيني وكان ضابط قوات خاصة نازي شهير وهو من انقذ موسوليني بعد اعتقاله, وحصل على شهرة كبيرة في اوربا اثناء الحرب العالمية الثانية.
” وافق سكورزيني على تقديم ” المساعدة ” للموساد في مصر**أي أن مستشار عبد الناصر الذي ساعده في بناء الجيش وكان أحد المشرفين على تدريب المخابرات العامة كان عميلاً للموساد, وجاء هذا في أكثر من مرجع** واصبح تاريخاً !وبطبيعة الحال كانت السي آي إيه التي تقوم بتدريب ضباط المخابرات العامة على علم بأدق تفاصيل عمل المخابرات العامة واسماء افرادها وكل ما تحتاجه لتبقيهم تحت سيطرتها .. فلماذا يستغرب البعض أن يزور وفدُ من المخابرات المصرية الأراضي المحتلة ليلتقي بوفد من المخابرات الصهيونية للتنسيق لإسقاط الرئيس المنتخب*** في 18 مارس 2013 كما نشرت صحيفة ذات تاور ؟ولماذا نستغرب عندما يعلن معتوه الجمالية أن إخلاء سيناء جاء لتأمين اسرائيل وأنه على استعداد لارسال قوات شرطة لدولة فلسطينية بشرط أن توافق ” اسرائيل ” كما قال لصحيفة كورييري ديلا سيرا ؟ولماذا يشعر البعض بالصدمة عندما يقول رئيس هيئة الأمن القومي السابق وضابط المخابرات العامة, الفريق رفعت جبريل أن رأفت الهجان كان عميلاً مزدوجاً وأن ” الاسرائيليون ” ساعدوه ؟التسريب الذي استمعنا إليه والذي كشف أن التصنت يتم من داخل مكتب وزير الدفاع ويكشف أدق فضائحه وفضائح عصابة الانقلاب وجرائمها وتزويرها وتلفيقها التهم للرئيس, هو التطور الطبيعي للبذرة الفاسدة التي نشأت في عهد المقبور عبد الناصر.
ولا عجب إذن أن يعمل المقبور عمر سليمان بإخلاص في خدمة أسياده في السي آي إيه ويقوم بتنفيذ عمليات التعذيب التي يأمرونه بها ولا عجب أن تتمكن السي آي إيه أو غيرها من الأجهزة, من تصعيد شخص كان يعالج من التخلف العقلي, لمنصب مدير المخابرات, وأن تكون كل مؤهلاته للترقية في نظر رؤساءه هي حرصه على تلميع حذاء طنطاوي كل صباح كما قال الكاتب المقبور عبد الله كمال !انها نتيجة حتمية لنشأة تلك المؤسسات على يد الأمريكيين ومن حق كل شعب أن يبحث عن مصالحه ويسعى لتحقيقها.
اتخيل بالطبع رد الفعل العصبي لمن قضوا حياتهم يتغنون بالأمجاد الزائفة للمخابرات والجيش وهم يقرأون هذه الكوارث ولا ألومهم كثيراً في الحقيقة, وانما اشفق عليهم, فمن الصعب على انسان أن يعترف أنه عاش عمره مخدوعاً, يكتشف فجأة أن كل ما تربى عليه من أمجاد وهمية كانت مجرد مشاهد في فيلم درامي انتج خصيصاً من أجل خداعه.هذا المقال يقدم لمحة بسيطة من المشهد الحقيقي خلف الستار الذي يخفي القمامة عن أعين المشاهدين طوال ستين عاماً من الخداع والنصب الذي تمارسه أجهزة دولة العسكر التي أسستها السي آي إيه.
نقلا عن "الجورنال"
ساحة النقاش