لا يختلف عاقلان أن كيري هو أكثر الساسة الأمريكان دفاعا عن الانقلاب الدموي في بلادنا.. لكنه ليس الوحيد.. فالسياسة الأمريكية تميل لاعتبارنا إحدى جمهوريات الموز التي كانت تمثل فناءً خلفيا للولايات المتحدة ، غارقين في الاستبداد والفساد ، بينما هي تملي آوامرها على حكام خانعين منكسرين أمامها ملعونين من شعوبهم..
ومع ذلك فإن الكيس البلاستيك الذي حمله كيري وهو يهرول إلى طائرته التي تحمله إلى لقاء قائد الانقلاب في مصر، ربما مثّل الجانب المشرق الوحيد في شخصيته كما في مجمل الديموقراطية الغربية..
فمسئول كبير بحجم وزير خارجية الولايات المتحدة يحمل كيسا بلاستيكيا به بعض المشتروات من متجر أمريكي – ولاحظ أنه ليس فرعا لشركة أجنبية.. والرجل لا يبحث عمن يحمل له كيسه ولا يشعر بأي خجل من حمله.. لأنه يعرف أنه موظف في إدارة تحكم بلدا حرا...
بينما في المقابل فإن مسئولين تافيهين ومستبدين قساة في بلادنا يهرول خلفهم خدم ومساعدون يحملون عنهم حقائب ثمينة مشتراة من أغلى الماركات الأجنبية.. لا تطرف لهم عين عندما يقتلون أبناء وطنهم.. ولا يشعرون بخزي وهم يقولون لفقراء شعبهم: "مفييييش... مفيييش" ولا تهتز مشاعرهم وهم يقطعون الطرق ويوقفون المرور ويعطلون الدنيا.. بينما لا تراهم ولن تراهم يوما يحملون كيسا بلاستيكيا اشتروا به شيئا من متجر مصري..
هذا فقط حدث في فترة الحرية التي سنسترجعها بإذن الله..
فقد رأى الشعب وزراء ومسئولين وهم محشورون بين أبناء شعبهم بالمترو أو وهم مصطفون في دورهم ينتظرون دفع فاتورة أو يقفون بصفوف خروج ركاب الدرجة الاقتصادية من مطار القاهرة لا يتجاوزون أحدا.. ولا يقبلون هدايا وهم بمناصبهم ولا يشعورن بحرج من أن يراهم أهلهم يحملون كيسا بأيديهم اشتروا فيه شيئا لأولادهم من بقال بسيط أو فكهاني متواضع.. دون أن تعلق أيدهم يوما بحقائب فاخرة.. لم يكن ذلك مثار تفاخر إنما استعادة لصفات الموظف الخادم لشعبه لا المستعلي عليهم..
ساحة النقاش