إدارة صان الحجر التعليمية Tanis Educational Management

الموقع الرسمى لإدارة صان الحجر التعليمية - محافظة الشرقية - جمهورية مصر العربية

 

تاريخ مصر 

المحتويات 


اولا :  ذكر مصر فى القرآن الكريم
ذكرت مصر فى القرآن الكريم فى ثمانية و عشرين موضعا ،منها ما هو صريح فى قوله تعالى
{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } (61 البقرة)
{ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } (يوسف 21).
{ فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ } (يوسف 99 )
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (يونس 87 )
{ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ } ( الزخرف 51 )

و منها ما جاء بشكل غير مباشر فى قوله تعالى
{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } ( يوسف55 )
{ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ } ( القصص6)
و الأرض فى الآية هى مصر و قد ذكرت فى عشر مواضع باسم الأرض فى القرآن كما ذكر عبدالله بن عباس .
{ وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } (القصص20)
                                                                                                               
 ثانيا : ذكر مصر في الأحاديث
أما ما روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فى ذكر مصر
قوله صلى الله عليه و سلم (ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لكم منهم ذمه و رحما ) رواه مسلم .
و قوله صلى الله عليه و سلم (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير اجناد الأرض ، قال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة ).
ذكر دعاء الأنبياء عليهم السلام لمصر
قال عبدالله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها و غربها و سهلها و جبلها و أنهارها و بحارها و بنائها و خرابها و من يسكنها من الأمم و من يملكها من الملوك ،فلما رأى مصر رآها أرض سهلة ذات نهر جار مادته من الجنه تنحدر فيه البركه و تمزجه الرحمه ، و رأى جبلا من جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمه ن فى سفحه أشجار مثمرة فروعها فى الجنه تسقى بماء الرحمة ، فدعا ادم فى النيل بالبركة ، و دعا فى أرض مصر بالرحمه و البر و التقوى ، و بارك على نيلها و جبلها سبع مرات .


و قال : يأيها الجبل المرحوم ، سفحك جنه و تربتك مسك ، يدفن فيها غراس الجنه ،ارض حافظه مطيعه رحيمه ، لا خلتك يا مصر بركة ، و لازال بك حفظ ، ولا زال منك ملك و عز . ( أورده السيوطى جزء 1 ص 20 نقلا عن بن زولاق )
أما دعاء نوح عليه السلام لها فقال عبدالله بن عباس " دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو مصر فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه و فى ذريته و أسكنه الأرض الطيبه المباركه التى هى أم البلاد و غوث العباد "
ذكر من ولد بمصر من الأنبياء و من كان بها منهم عليهم السلام
كان بمصر إبراهيم الخليل ، و إسماعيل ،و إدريس ، و يعقوب ، و يوسف ، و اثنا عشر سبطا . وولد بها موسى ، وهارون ، و يوشع بن نون ،و دانيال ، و أرميا و لقمان
و كان بها من الصديقيين و الصديقات مؤمن آل فرعون الذى ذكر فى القرآن فى مواضع كثيره و قال على بن أبى طالب كرم الله وجهه اسمه حزقيل ، و كان بها الخضر ،
آسيه امرأة فرعون و أم إسحاق و مريم ابنه عمران ، و ماشطة بنت فرعون .
من مصر تزوج إبراهيم الخليل هاجر أم اسماعيل و تزوج يوسف من زليخا ، و منها أهدى المقوقس الرسول عليه الصلاه و السلام ماريا القبطيه فتزوجها و أنجبت له إبراهيم .
و يذكر أنه لما أجتمع الحسين بن على مع معاويه قال له الحسين : إن أهل حفن بصعيد مصر و هى قريه ماريه ام إبراهيم فاسقط عنها الخراج إكراما لرسول الله ، فأسقطه .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أما عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقد كتب إلى عمرو بن العاص قائلا : أما بعد فإنى قد فكرت فى بلدك و هى أرض واسعه عريضه رفيعه ، قد أعطى الله أهلها عددا و جلدا و قوة فى البر و البحر ، قد عالجتها الفراعنه و عملوا فيها عملا محكما ، مع شدة عتوهم ن فعجبت من ذلك ، وأحب أن تكتب لى بصفة ارضك كانى انظر إليها ، و السلام .
فكتب إليه عمرو بن العاص ك قد فهمت كلامك و ما فكرت فيه من صفه مصر ، مع أن كتابى سيكشف عنك عمى الخبر ، و يرمى على بابك منها بنافذ النظر ، وإن مصر تربه سوداء و شجرة خضراء ،بين جبل أغبر و رمل أعفر ، قد أكتنفها معدن رفقها (أى عملها ) و محط رزقها ، ما بين أسوان إلى منشأ البحر ، ف سح النهر(تدفقه) مسرة الراكب شهرا ، كأن ما بين جبلها و رملهابطن أقب (دقيق الخصر)و ظهر أجب ، يخط فيه مبارك الغدوات ،ميمون البركات نيسيل بالذهب ، و يجرى على الزياده و النقصان كمجارى الشمس و القمر ، له أيام تسيل له عيون الأرض و ينابيعها مامورة إليه بذلك ن حتى إذا ربا و طما و اصلخم لججه (أى اشتد) و اغلولب عبابه كانت القرى بما أحاط بها كالربا ، لا يتوصل من بعضها إلى بعض إلا فى السفائن و المراكب ، و لا يلبث غلا قليلا حتى يلم كأول ما بدا من جريه و أول ما طما فى درته حتى تستبين فنونها و متونها .
ثم انتشرت فيه أمه محقورة ( يقصد أهل البلاد الذين استذلهم الرومان ) ، قد رزقوا على ارضهم جلدا و قوة ،لغيرهم ما يسعون من كدهم (أى للرومان ) بلا حد ينال ذلك منهم ، فيسقون سها الأرض و خرابها و رواسيها ،ثم ألقوا فيهمن صنوف الحب ما يرجون التمام من الرب ، فلم يلبث إلا قليلا حتى أشرق ثم أسبل فتراه بمعصفر و مزعفر يسقيه من تحته الثرى و من فوقه الندى ،و سحاب منهم بالأرائك مستدر ، ثم فى هذا الزمان من زمنها يغنى ذبابها ( أى محصولها ) و يدر حلابها ( اللبن ) و يبدأ فى صرامها ( جنى الثمر ) ، فبينما هى مدرة سوداء إذا هى لجة بيضاء ، ثم غوطة خضراء ثم ديباجة رقشاء ، ثم فضه بيضاء ن فتبارك الله الفعال لما يشاء ، و إن خير ما اعتمدت عليه فى ذلك يا أمير المؤمنين ، الشكر لله عز و جل على ما أنعم به عليك منها ، فادام الله لك النعمة و الكرامة فى جميع أمورك كلها و السلام .
و قد ذكر الكثيرون من المسلمين الأوائل و غبرهم من فضائل و صفات مصر و أهلها الكثير و الكثير ، و ما يناله حاكمها من البركه و الرزق و الخير .

يا أرض مصر فيك من الخبايا و الكنوز ، و لك البر و الثروة ، سال نهرك عسلا ، كثر الله زرعك ، و در ضرعك ، و زكى نباتك ، و عظمت بركتك و خصبت ، و لا زال فيك يا مصر خيرا ما لم تتجبرى و تتكبرى ، أو تخونى ، فإذا فعلت لك عراك شر ، ثم يعود خيرك.
ثانيا  :  تاريخ مصر العريق
مصر و خيتا بين الحرب و السلم
لقد مرت مصر بأوقات صعبه خلال تاريخها الا انها كانت سرعان ما تستعيد توازنها و تظهر دولة قوية توحد اراضيها و تقضي علي اعداءها و كانت احد الاوقات التي مرت بها مصر هي عصر الفترة الثانية و التي استمرت من انهيار الاسرة الثانية عشر و حتي اواخر الاسرة السابعة عشر حيث مرت مصر خلالها هذه الفترة بمحنة الهكسوس المحتلين لذلك كانت مصر تنتظر البطل الذي يستطيع ان يحرر مصر من اعداءها و يستطيع توحيدها.
وهو ما حدث فعلا عندما استطاع امير طيبه احمس ان يبدأ في توحيد جبهته حتي يتمكن من هزيمة الهكسوس و طردهم الي خارج البلاد الا انه لم يكتفي بطردهم و انما سعي الي تتبعهم من اجل القضاء عليهم نهائيا و بذلك تكون سياسة مصر الخارجية قد تغيرت منذ تلك الفترة حيث ان ازمة الهكسوس جعلت المصريين يحاولون تأمين المنطقة التي يأتيهم منها الغزو و التي وجدوا انها تشمل بلاد فلسطين و سوريا و لبنان لذلك بدأت مصر سياسة التوسع الخارجي في تلك  المنطقة من اجل الدفاع عن نفسها حتي لا تتكرر محنة الهكسوس مرة اخري.
و منذ قيام الدولة الحديثه بالاسرة الثامنة عشر و هي تسعي لتحقيق هذه النظرية الدفاعية و ان هذه النظرية رغم انها استطاعت ان تصد الاعداء عن مصر الا انها كانت ايضا السبب في الاحتكاك بعدة دول اخري و قد تكونت معها عداءات نتيجة للحدود المشتركة بينها و بين مصر و كان من بين هؤلاؤ الاعداء دولة ميتان و التي قامت معها صراعات و انتهت بعقد اتفاقية دفاع مشترك و ايضا دولة خيتا او خاتي و هي الدولة التي توسعت في بلاد الشام و بالتالي اصطدمت مصالحها مع مصر.
و اذا تحدثنا عن علاقة مصر بخيتا فإنه يجب علينا اولا ً ان نتعرف عن : 
الحيثيين:- 
من هم الحيثيين ؟ و اين موطنهم الاصلي ؟ و سبب توسعاتهم ؟ و كيف وصلت العلاقة للصرع مع مصر؟.
موطن الحيثيين :
تعد الاناضول او اسيا الصغري هي موطن الحيثيين و هي بها هضبة عالية ظهر الحيثيي عليها لاول مرة في المنطقة الشمالية الشرقية منها و تتميز هذه الهضبة ببرودتها خلال الشتاء لذلك اقام الحيثيون في شمالها حيث الاودية و القنوات فقاموا بالزراعة و التجارة التي كانت مع جيرانها من بلاد النهرين و قبرص و كانت تتميز هذه الدولة بالحديد و الاسلحة التي كانت تصنع منه.
اصل القبائل الحيثية :
لقد كان سكان الاناضول الاوائل هم نتاج هجرات و استقروا في هذه المنطقة و كانوا هندو اوروربيين و اطلق و اطلق عليهم تسمية ما قبل الحيثيين و يري البعض انه بالمقارنة بالحيثيين فإنهم لا يشبهونهم بينما استوطنت قبائل الحيثيين منذ الالف الثالث قبل الميلاد و كانت تربطهم صلات قربي بقبائل الكنتوم الاقعة في البلقان بالتالي يمكن ان نستنتج ان هذه القبائ اتت من سواحل البحر الاسود الي ان وصلت الي اواسط اسيا الصغري.
و لقد بدأت العصور التاريخية في الاناضول بعد ارسال حملة سرجون الاكدي لهذه المنطقة علي طلب من اهلها فقام بفتح بورشخاندا الا ان هذه المنطقه ظل يحكمها حكام محليين و كانت هناك علاقات تجارية بينها و بين اشور قبل قيام مملكتها الا ان بعد قيام اشور لم يكترث ملوكها لهؤلاء الحكام و سرعان ما بدأت هجرات هندو اوروربيه جديده و بدأت تظهر خمس لغات في المنطقة كان منها الحيثية و التي كانت تكتب بالحروف الهيروغليفيه لذلك عرفت باسم الهيروغليفيه الحيثية و ذلك يدل علي ان الحيثيين كانوا متأثرين بالحضارة المصرية.
و في النهاية بدأت الدولة الحيثية تظهر و قد قامت في الاناضول علي خمس مدن اساسية ( بورشخاندا – كوشيار – ينشا – زالباوينشا – خاتوشا ) و قد قامت صراعات بينها الي ان استقرت بقيام مملكة الحيثيين في القرن التاسع عشر قبل الميلاد و كانت العاصمة الاولي هي نيشا ثم بعد ذلك خاتوشا لما لها من موقع متميز.
و يمكن ان نلاحظ ان الحيثيين انقسم العصر التاريخي عندهم الي قسمين اساسيين:
عصر الدولة القديمه  - عصر الدولة الحديثه ( الامبراطورية )
من هنا بدأ المصريين ينظرون الي الوضع الخارجي حتي لا تتكرر مأساة الهكسوس لذلك نجد ان في ذلك الوقت كانت بلاد الشام و الاناضول و العراق بها عدة دول بدأت مصر في متابعتهم حيث كانت هناك دولة بابل في العراق و آشور فهي دولة ناشئة جديده بجوار بابل اما سوريا فكانت بها ثلاه ممالك ( مملكة يامخاد بشمال سوريا – مملكة فطنوم عند نهرالعاصي – مملكة حازور بجنوب الشام )
المصريين:-
و يمكن انا نلاحظ ان مصر لم تبدأ التوسع الخارجي فجأه و انما كانت هناك علاقات سلمية سبقت الناحية العسكرية و هي ترجع الي عصور قديمه.
ففي عصر الدولة القديمه عصر علي الجانب الشرقي من جنوب بحر مرمره علي احدي المقابر الملكية علي اجزاء حشبيه من كرسي مكسو بالذهب و يحمل في نقوشه القاب الملك ساحورع من الاسرة الخامسه.
و في عصر الدولة الوسطي عثر علي تمثال لمصري يدعي كري شرق انقره و يقال انه كان تاجر و تعامل مع الاشوريين المقيمين في الاناضول.
كما عثر في منطقة اخنه علي تمثال للمربيه المصية ساث نفرو و يذكر انها ذهبت هناك اما لبربية اطفال احد الامراء في الاناضول او لخدمة احد الموظفين المصرييين.
و في عصر الدولة الحيثه حدثت اضطرابات في لاثلال الخصيب بسبب الميتانيين الذين كنوا يكونون تحالفات ضد مصر الا ان في عهد تحوتمس الثالث عام 1504 ق.م حيث قام بحملتها الثامنه حيث تقابل مع الميتانييين و انتصر عليهم و تتبعهم حتي شرق الفرات و اقام هناك لوحة امام لوحة تحوتمس الاول و ادي هذا الانتصار الي انتصارات اخري دون الدخول في معارك مثل الاشوريين و البابليين و الحيثيين حيث رؤوا من الافضل ان يرسلوا الجزية للملك المنتصر
في محاوله لمهادنته و لكن اختلفت الاراء هنا :
يري البعض ان هناك معاهدة بين تحتمس و الحيثيين لترحيل عدد من سكان خيتا للنفوذ المصري.
بينما يري البعض ان هذه الجزية او الهدايا يقصد بها التعبير عن الود و السلام.
بينما انا اري ان الهدايا كانت تعني الخضوع لسلطة الفرعون اختياريا ً من اجل تجنب تهديده لهم لذلك و بالرغم من عدم انتصاره عليهم الا انهم ارادوا اتقاء محاولة الفرعون لغزوهم.
و في عهد امنحتب الثاني قام بحمله الي اسيا في العام التاسع من حكمه 1450 ق.م لتهدئة الاوضاع هناك و بعدها بدأ الملوك يتسابقوا لاحضار الهدايا لمصر.
و في عهد تحوتمس الرابع ابدي الحيثيين خطرهم تجاه شمال سوريا بينما في عهد امنحتب الثالث بدأت تظهر لدينا ما يعرف باسم رسائل تل العمارنه و هي التي تم العثور عليها عام 1887 و هي مصنوعه من الطين و تشتمل علي مجموعه من الرسائل من الديوان الخاص بأمنحتب الثالث و حتي ابنه اخناتون و كنت مكتوبه باللغه الحيثيه و منقوشه بالخط المسماري و كانت تتناول الحديث عن الهدايا و الهبات بين مصر و الحكام الاجانب.
و في عهد امنحتب الرابع نلاحظ تطور كبير في الاحداث حيث يتولي الحيثيين الملك شوبيليوما و هو احد اهم ملوك خاتي الين اسسوا الامرايطورية الحيثيه حيث انه قام بأرسال الهدايا و التهنئه لاخناتون بتوليه مصر و يطلب منه تجديد ما كان من علاقات مصريه حيثيه بينما كان الحيثيين بدؤا يحتكون بالميتانيين فرد اخناتون بحجز السفراء الحيثيين و هذا يدل علي اياي اخناتون بالخطر لكنه انشغل بمعبوده الديد و الذي اتضح جليا من خلال امير اورشليم للفرعون يقول: " .... ان جميع اراضي سيدي الملك قد فقدت ...."
بالتالي كانت رسائل تل العمارنه تدل علي ضعف سياسة مصر الخارجيه في تلك الفتره حيث نجد ملك قادش استعاد شمال سوريا و استولي ملك امور مع الحيثيين علي الموانئ الفينيقيه ، و بالرغم من ذلك لم يقم اخناتون الا بأرسال رسول لبحث الموقف في فينيقيا و الذي اكد الوقف بل و ما ازاد الامور سوءا ان ميتاني سقطت علي يد الحيثيين وقيام البدو بالثوره و استيلاءهم علي مجدو و اورشليم القديمه.
بالتالي اصبح الحيثيين في اوج قوتهم و بدأت حدود مصر تتقلص تدريجيا ً.
من هنا فقد انته حكم اخناتون بعد اضاعة ممتلكات مصر الخارجيه ليبدأ عصر جديد بتولي الملك توت عنخ امون الا انه لم يبقي طويلا فمات تاركاً زوجته عنخس امون التي لم تجد مممن هو يتزوجها لذلك ارسلت الي ملك الحيثيين رسالة تخبره فيها "....مات زوجي و ليس لدي ولد وقالوا عنك ان لك اولاد كثيرين و يمكنك ان تعطيني واحدا من اولادك و يمكنه ان يصبح زوجي ......"
الا ان الملك الحيثي شك في جدية الطلب فأرسل رسل يستطلع الامر فاحتجت الارمله فشل الامر في النهاية.
من هنا فقد انتهت الاسرة الثامنة عشر بعد ان قام حور محب بعقد هدنه او معاهده مع الحيثيين و بعد ذلك تظهر اسرة جديده هي الاسره التاسعة عشر حيث نجد الملك سيتي الاول من اوائل ملوك هذه الاسره و قد حاول استعادة بعض النفوذ المصري في اسيا و بخاصة في جنوب سوريا حيث عمل الحيثيون علي اثارة الولايات المصريه علي الثورة ضد مصر الا ان سيتي الاول استطاع في انزال هزيمه بالمتحالفين و قطع تحالفاتهم الا ان الحيثيين عملوا علي وقف تقدم الحيش المصري الا انهم لم يستطيعوا ذلك و كان في ذلك الوقت مورسيليس الثاني هو الملك الحيثس فعمل علي اخضاع المناظق السورية الحيثيه ثم خلفه مواتلي الذي عمل علي تنظيم المقاطعات الحيثيه مما جعل سيتي يذهب مره اخري و حارب في قاش ضد الحيثيين و استطاع هزيمتهم الا انه لم يعيد شمال سوريا الا انهم تراجعا لكن سيتي قام بحملته الثالثه و قابل الحيثيين شمال قاش و ادت المعركه الي معاهده و اصبح لمصرنفوذ في جزء من شمال سوريا. 
من هنا فإن حروب سيتي الاول عملت علي اعادة نفوذ مصر كما كان عليه في السابق .
و بعد وفاة سيتي الاول يستولي رمسيس الثاني الا انه وجد الموقف في اسيا خطير جدا حيث بدأت تنمو قوة الحيثيين و بدأ مواتلي يتقدم نحو الجنوب تجه قادش و كان الجيش الحيثي ضعف الحيش المصري في العده و العتاد الا ان الصراع كان ضروري حول سوريا وكان الحيثيين هم الاكثر سعيا لهذا الصراع و كان من الغريب ان يقبل رمسيس الثاني التحدي فخرج في العام الخامس عام 1285ق.م و دخلوا في صراع حيث تساوت القوه في المعركه و تكبد الطرفين خسائر فادحه ثم اعقب ذلك هدنه الي ان قام الحيثيين بتجميع عشرين شعبا ً للقضاء علي مصر الا ان رمسيس لم يستطع ان يقوم الا بختراق الجيش الحيثي لكنه لم ينتصر لذلك اضطر الحيثيين في النهايه الي التراجع تاركين اكبر جزء من سوريا تحدت التهديد المصري و حاول الحيثيين التدخل لتأليب المدن التابعه لمصر في فلسطين الا ان ازمة الخلافه علي العرش ادت الي اضعاف ملك الخيثيين حيث وفاتة مواتلي ادت لتولي ابن اورشي تيشوب الا انه كان صغير فتولي الملك خاتوسيليس الثالث و كان مشهور بالحكمه و الذكاء لذلك شهدت الدوله الحيثيه ازدهار فانتهز رمسيس الفرصه و عمل علي معاقبة مدن فلسطين المواليه للحيثيين كما عمل علي الاستيلاء علي تونيب الا ان الحيثيين حاولوا استعادة مجدهم و لكهنم اكتشفوا وجود قوه ثالثه تحاول السيطره علي المنطقه و هي اشور حيث استولت علي جزء كبير من ميتان القديمه ثم بدأت تهدد الممتلكات المصريه و الحيثيين لذلك شعروابالخطر و لجؤا الي التفاهم و نصح معاوني خاتوسيليس علي عقد معاهدة سلام مع مصر.
من هنا يمكن القول بأن هذه المعاهده هي نتيجه لعدم استطاعة اي من القوتين المصريه و الخيثيه الفضاء علي الاخري لذلك انتهت بالمعاهده وقد تم تسجيل هذه الحروب و المعاهده في معبد الكرنك و الاقصر و الرمسيوم و ابوسمبل علي ثلاث برديات .
و تقول المصادر التاريخيه ان الملك خاتوسيليس الحيثي قام بارسال مبعوثين الي قصر المك رمسيس وعرضوا عليه مشروع معاهدة تحالف بين مصر و خاتي و كان المشروع مسجل بالخط المسماري علي لوحة من الفضه و قد قبل رمسيس من حيث المبدأ تلك المعاهده الا انه قام بكتابة نص باللغه المصريه علي لوح من الفضه و في النهايه تم اعداد صيغة نهائيه قام الملك بالتوقيع عليها عام 1270 ق.م و بعده تم كتابتها علي لوحة اقيمت علي احد جدران معبد الكرنك.
و قد اختلفت الاراء حول هذه المعاهده:
البعض يري انها اول معاهده في التاريخ
البعض يري انها الاولي من نوعها الا ان هناك عهود سابقه لم تحترم بنودها
اما انا فأري ان هذه الاتفاقيه ليست الاولي و انما كانت هناك اتفاقات كثيره سابقه و ان اول معاهده حورمحب من قام بها الا ان هذه المعاهده اكتسبت اهميتها بأنها و ردت الينا كامله و ان بها بنود نعمل بها في السياسة الان.    
اما بالنسبه الي المعاهده فقد تضمنت عدة عناصر نستخدمها في عصرنا الحالي فيما يعرف بالعلاقات الدبلوماسيه الا انها كانت ذات اصول فرعونيه حيثيه. 
 
 
البروتوكول :
و هو يعني ان يتم ذكر اسم المكين كأطراف المعاهده كما يتم تبادل اللوحتين كما حادث الان في الاتفاقيات الدوليه.
الشروط:
اتفق المكين علي السلام و الاخوه و ان تسود العلاقات الطيبه و العمل علي احترام حدود الاخر "....ان امير خيتا العظيم الشأن لن يتعدي ابدا علي ارض مصر او يأخذ شيئا منها...."
و هناك اختلاف في الاراء حول الحدود بين المملكتين :
يري البعض ان المعاهده لم تذكر الحدود بين المملكتين
بينما يري البعض ان هناك منطقه تقع بين المنطقتين يدعي كل ملك انها تخصه
و انا اري ان الحدود لم تذكر لان المعاهده كانت اشبه بتحالف فلا داعي لذكر الحدود. 
التأكيد علي تنفيذ الاتفاقات السابقة.
بنود المعاهده :
 و يقضي علي مساعدة كل طرف للاخر اذا جاء اي عو الي ارض الحيثيين او المصريين.
رد الفارين:
و تتحدث عن رد كل من جاء من عند الطرف الاخر فو جاء رجل من ارض رمسيس الي ملك الحيثيين فلين يستقبله و سيرده و العكس صحيح. 
 
تثبيت المعاهده :
لاعطاء حق القداسه الي المعاهده كان يجب استدعاء كل المعبودات ذكورا و اناثا للشهاده عليها من مصر وخاتي.
"......اما عن هذه الكلمات فإن الفا من الالهه الذكور و الاناث من بلاد خيتا و معهم الفا من الهه مصر الذكرو الاناث شاهدون معي علي هذه الكلمات...."
ملحق:
الاتفاق علي تبادل المهاجرين السياسيين اي اذا هرب رجل او اكثر الي خاتي يقبض عليهم و يعودوا الي رمسيس و لكن لا يتعرضا لعقاب منه. 
ختم المعاهده:
تم نقش علي اللوحه الفضيه صوره ست يحتضن ملك الحيثيين في داخل دائرة و مكتوب حولها ختم ست امير السماء و علي الوجه الاخر تم حفر صورة معبودة الحيثيين ابنة ارض فيزا ملكة ارانا.
من هنا فقد عادت المراسلات بين البلدين و بعد 13 عام من المعاهده اراد خاتوسيل ان يوثق الصلة حيث تم الاتفاق علي ان يتزوج رمسيس من ابنة خاتوسيل و سميت ماعت نفرو رع ، و ظلت المعاهده مع الحيثيين ساريه طوال حكم رمسيس الثاني لمدة 46 عام و حتي خلفه مرنبتاح و الذي ارسل شحنه حبوب الي الحيثيين الذين واجهتهم مجاعه.
و انا اري ان سبب هذا الصراع المصري الحيثي هو سياسة مصر التي انتهجتها من بداية الدولة الحديثه حيث اثرت محنة الهكسوس في سلام مصر لذلك كان عليها ان تحذر من اعداءها و بخاصة الاسيويين لذلك نجد ان مصر بأتت تتوسع في منطقة فلسطين وبلاد الشام و بالتالي بدأت تظهر لمصر اعداء جدد لم يكونوا سيواجهونها اذا بقت مصر داخل حدودها.و لعل اهم هؤلاء الاعداء هم الميتان و الحيثيين الا ان الحيثيين استطاعوا ان يستغلوا اوقات ضعف مصر في السياسه الخارجيه و يقوموا بتوسعات و تحالفات ادت لانهيار السياسه المصريه في اسيا و بالتالي نجد ان مصر كن يجب ان تتولاها اسره جديده تستطيع ان تحقق انتصارات تستطيع ان تعيد المجد المصري في اسيا و لم يحدث هذا الا بقيام الاسره التاسعه عشر حيث حروب سيتي الاول التي اعادت الممتلكات المصريه و اكمل رمسيس الثاني هذه المهمه الا انه اصطدم بقوه الحيثيين الذين استطاعوا ان يتمنوا من الموقف و يبنوا جيش كبير يساوي ضعف الحيش المصري ووضعوا خطه للايقاع بمصر وفعلا كادوا ن يوقعوا بمصر الا ان رمسيس استطاع بذكاء ان يتخلص من ذلك و يدعي الانتصار رغم انه لم ينتصر و لم يكسب اراضي الا انه استطاع ان يوقف اي تقدم للحيثيين وجعلهم يتكبدون خسائر فادخه و التي تكبد مثلها ايضا لذلك لم يكن امام الطرفين الا السلام لذلك تم عقد المعاهده و التي تتميز بكونها اول اتفاقيه مكتوبه كامله و يمكن ان نستنتج بأن العالم في وقتنا الحاضر يسير وفق بعض قوانين هذه المعاهده مثل تبادل الفارين و البوتوكوبات الدبلوماسيه وغيرها من هنا فإن هذا الصراع المصري الحيثي الذي انتهي بالمعاهده ما هو الا دليل علي قوة عسكريه و حضارة متقدمه و فكر واعي من قبل الحكام المصريين لانهم بذلك استطاعوا ان يحافظوا علي مكانة مصر و حضارتها التي نتناولها في عصرنا الحاضر.
اهم المراجع:
                  اولا ً : المراجع العربيه
احمد امين سليم ، تاريخ العراق – ايران – اسيا الصغري، الاسكندرية 2000.
سليم حسن ، مصر القديمه  ، الجزء السادس ، القاهره 1992.
سيد توفيق ، معالم تاريخ و حضارة مصر الفرعونيه ، القاهره 1993.
رمضان عبده علي ، تاريخ الشرق الادني القديم و حضاراته من      فجر التاريخ حتي مجئ الاسكندر الاكبر ، الجزء الثاني ، القاهره 2002.
رمضان عبده علي ، تاريخ مصر القديم ، الجزء الثاني، القاهره.
محمد شفيق غربال ، مصر في العصور القديمه ، القاهره 1998.
نبيله عبد الحليم ، مصر القديمه بتاريخها و حضارتها ، اسكندريه 1991.
نبيله عبد الحليم ، معالم التاريخ الحضاري و السياسي في العصر الفرعوني ، اسكندرية 1988.
 
                             ثانيا : المراجع المترجمه
جيمس هنري برستد ، ترجمة حسن كمال ، تاريخ مصر منذ اقدم العصور الي الصر الفارسي.
دونالدربيد فورد ، ترجمة بيومي قنديل ، اخناتون ذلك الفرعون المارق، اسكندرية 2000.
كنت .ا.كتشن ، ترجمة ماهر جويجاتي ، تاريخ مصر القديمه ، القاهره 1993.
 
ثالثا المراجع الاجنبيه:-
Caleries nationales, Ramsis legrand, paris 1976.
Christian desoches noble court, Ramsis II and his time, canda 1986.
Christian desoches noble court, Ramsis soane Agyptens, germany 1997.
Cyril Aldered , Akhenaton king of Egypt , London 1988.
Domanic Montserrat , Akhenaten the heretic king, cairo 1989.
Francis fevre, Akhenaton et Nefertiti , berline 1998.
Francis fevre, thoutmosis III, france 1996.
Francis fevre, Akhenatone Nefertiti, Milano 1987.

 

أقلّالمزيد

المصدر: تاريخ مصر
tanis10

إدارة صان الحجر التعليمية Powered by Mr Hassan Metwally

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 139 مشاهدة

إدارة صان الحجر التعليمية

tanis10
الموقع الرسمى لإدارة صان الحجر التعليمية مدير الإدارة / د . عادل قائد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

31,581