ثارت بعض الآراء على العقيد نشوى التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهى تضبط احد المتحرشين وتلقنه درسا في الادب حيث قالوا انها تخطت الحدود وان ذلك ضد حقوق الانسان وانه لابد لها ان تتعامل بكل حنان و مراعاة شعور المتحرش لأنه في النهاية انسان وان الشرطة كانت قاسيه متناسيه حقوق المتحرشين .
الا ان الواقع لو ان كل متكلم عن هذا الموقف وبهذه الكيفية لو كانت ابنته او اخته او زوجته تعرضت للتحرش لكان له تصرف اخر ولم يكن ابدا ينادى بان تأخذه الرأفة او الحنان الذى ينادون به في تلقى المتحرش و تهنئته و الاهتمام به لأنه في النهاية انسان ولكنه للأسف لم يرقى حتى لان يكون انسان فمن تحكمت فيه رغبته الحيوانية دون مراعاة الله في خلقه لكان افضل ان يبقى من فصيلة غير فصيلة الانسان .
التحرش الذى تنامى في بلادنا لابد ان يقابل بكل حزم و قوه لا تعرف الضعف والا لن نجد امانا لبناتنا في المستقبل مع ما يعانى الأطفال منه الان حين يكبرون و يصبحون شبابا لا يجدون ما يقدرون به على الزواج .
في احدى شوارع لندن و بالتحديد شارع أكسفورد النابض بالحياة كما يسمونه وإذ بفتاه تسير في الشارع بملابس لو كانت هنا لا يمكن توقع ماذا كان سيحدث لها وبالمختصر لم اكن أتوقع ان تخرج من الشارع التي كانت فيه معافه ولو ان الكثيرون كانوا سيقولون ان ملابسها هي التي دفعتهم لذلك او ان مشيتها مثيره او انها هي التي تريد ذلك او كل الكلام العاري من الصحة الذى يقوله المتحرشون دفاعا عن انفسهم و هم يريدون ان يعاقبوا الفتيات و يعطونهم درسا في التزام الادب من وجهة نظرهم بعقاب كل فرد كما يرى من وجهة نظره .
وللأسف أيضا نظرت الى الأجانب ولم اجد من ينظر اليها ولو حتى بطريق الصدفة ولا بالنظرات المختلسة اذ اكتشفت اننى فقط الذى ابحث عن ردود أفعال الناس كما اجد هذه الصورة في بلادنا بل يتباهى المتحرشون بتحرشهم تباهيا برجولتهم واثباتا لذاتهم على التأثير في الجنس الاخر.
متى نصل الى التفكير في انفسنا و ترك الاخرين اذ اننا لا نفكر في انفسنا بقدر ما نفكر في الاخرين ونضعهم نصب اعيننا ان نغيرهم ولعل تغيير انفسنا هو الأولى قبل ان نفكر ليس فقط في تغيير الاخر وانشغالنا به وانما بالاعتداء على حريته وكرامته و التحرش به بدعوى تعليمه الأدب .. الذى لا نعرفه في الواقع .
