العمل هو هدف خلق الانسان فهو العبادة فى حد ذاتها و العمل هو ما صنعه الله تعالى اولا بخلق الكون و منذ ان ترك أبينا ادم الجنه و هبط الى الأرض كان العمل اساس الحياه و على قدر العمل على قدر الجزاء وعلى قدر الجهد على قدر العائد و توالت الاجيال جيلا بعد جيل ترتغع امما و تنحدر اخرى تصعد ثقافات و تنخفض ثقافات ما من حضارة تتحقق الا بسواعد بنى ادم وما من رفاهيه الا ووراءها انسان ساهم فى صنعها و ما حباه الله للانسان من عقل لتوجيه الانسان نحو الابتكار والابداع كان هو اساس خلق رفاهية المجتمع الا ان الكثيرين لا يستعملون هذه المنحة التى حيدها الانسان بارادته و منع عن نفسه عوائد كثيرة كانت ستتحقق اذا اعطى لعقله الفرصه ان يفكر .
ان حديثنا عن العمل لابد ان يتعدى النصائح للناس ان يعملوا بقدر ما هو واجب علينا قبل ان ننصحهم بالعمل ان ننصحهم بان يفكروا من اجل ابداع مرتقب و حضارة لا تريد من الناس ان يكونوا تروسا تدور على محاور بقدر ما تريد بناء تلك المحاور التى تدور عليها تلك لتشكل منظومه تتفاعل فيها الاراء والافكار و تتنامى فيها قيم العمل الجماعى المشترك و التعاون من اجل تحقيق صالح المجتمع و تتعاظم فيها القدرة على الاتصال للوصول الى الحقائق و طرق حل المشكلات دون رفض للاخر او التعصب لرأى.
ان العمل هو بصمة الانسان التى تخلد ذكراه بعد موته و هو مقدار ما ساهمت شخصيته فى افادة مجتمعه و النهوض به و العمل .و نظرا لان بصمة الانسان لاتتشابه بين انسان واخر لان الاختلاف اساس الحياه كان العمل المقدم مختلف ايضا.
ان الانسان ارقى من ان يكون وجوده للطعام و الشراب و قضاء الحياه ما بين ميلاده و مماته فيما لا ينفع لا نفسه و لا الاخرين و ثواب العمل الذى يقوم به قد جعله الله له فى الدنيا و الاخرة حتى يستمر العطاء حتى ولو راى الانسان ان يوم القيامه قد جاء و قد كان فى يده شجرة ليزرعها فيزرعها .. انها اسمى ايات العمل والامل .
العمل الغير مشروط حتى و ان لم يوجد جزاء دنيوى
و الامل فى جزاء الله تعالى و حسن ثواب الاخرة .