خبر الصباح .. تمارا الشلول
يمثل العمل بالنسبة للإنسان أهمية قصوى لكن تختلف أهميته ودرجة الحرص عليه بين الناس، فهناك من يعشق عمله ويرى فيه ذاته وطموحه ودوره الذي يؤديه في هذه الحياة، وهناك من يراه مطلباً يغطي احتياجاته الحياتية ومتطلباته خاصة مع ارتفاع أسعار المعيشة ومتطلبات الحياة الصعبة وكون أغلب طلابنا وأهاليهم من الطبقة الوسطى وبالتالي المبالغ التي يستطيع الأهل إعطائهم إياها لم تعد تكفيهم مما جبرهم على العمل أثناء الدراسة وبدورها أدت إلى انخفاض المستوى التعليمي لديهم وتأخرهم في التحصيل العلمي المبكر.
وما بين هذا وذاك يختلف الأمر كثيرا حين تجتمع الدراسة والحاجة إلى العمل في آن واحد سواء كانت هذه الضرورة تقتضي العمل على مدار العام أم في وقت الأجازة فقط، فما بين الصعوبات والتحديات التي قد تواجه الطالب في هذا المجال وبين الخبرات والمكتسبات التي يتحصل عليها من النزول إلى معترك الحياة والعمل توجد نماذج وتجارب متعددة ويعد العمل أحد أهم الركائز التي تُبني عليها الحضارات وكانت لها الاستطلاع التالي :
***** للضرورة أحكام!
ويتذكر ماهر المومني والذي يعمل محاسبا الآن، تلك الأيام التي مرت عليه في دراسته وكان يضطر فيها للجمع بين الدراسة والعمل قائلا: أنه كان يعمل في وقت الدراسة الجامعية في مطعم للأكلات الشعبية (فول _حمص_مسبحة) ويتقاض راتبا بالساعة فكان يعمل ما بين 6 إلى 8 ساعات يوميا الأمر الذي كان يجعله في حيرة بينه وبين متابعة تحصيله الجامعي بانتظام وعلىالرغم من ذلك كان يسعى جاهدا لمتابعة المحاضرات والحرص على عدم ضياعها حتى يتسنى له فهم المواد وبالتالي يسهل عليه المذاكرة وسرعة الفهم تعويضا لقلة ساعات المذاكرة.
أما والسبب الذي دفعه للعمل أثناء الدراسة هو الحاجة إلى توفير النفقات الخاصة وتحسر لو أن لديه القدرة المادية التي تكفل له الأنفاق على نفسه أثناء الدراسة حتى لا يضطر إلى العمل فالأفضل للطالب أن يتفرغ لدروسه ومحاضراته حتى لو عرض عليه عمل يدعم تخصصه في المجال العملي حسب رأيه.
ورغم هذه الصعوبات فإن الأمر لم يكن كله سلبيات وصعوبات – حسب قول ماهر - فقد عاد العمل وقت ذاك عليه بالنفع حيث تعلم الاعتماد على النفس والثقة بالذات واليقين بأنه ليس هناك شيء صعب أو مستحيل .
***** تأمين احتياجاته
وقال زياد الزعبي طالب اقتصاد في السنة الثالثة بأنه يعمل في أحد المحال التجارية في كل العطل الدراسية (انتصافية أو صيفية) منذ ثلاث سنوات بمعدل عشر ساعات يوميا، حتى أستطيع في نهاية الموسم تأمين الحد الأدنى من احتياجات السنة الدراسية القادمة ويعترف أن بعض أصدقائه يجدون حرجا من العمل في مثل هذه المرافق إلا أنه اضطراً إلى ذلك ويضيف بان قروض التسليف الطلابي التي تقدم للطلاب الجامعيين لا تكاد تكفي ثمن دخان فالعمل حقيقة لا بد منها خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
***** مميزات العمل
وأما عبد الرحمن الحموري أدب عربي والذي يعمل بأحد الفنادق (نادل) فقال: اجتهدت في الحصول على فرصة عمل حتى لا أصبح مثل الكثير من طلاب الجامعة الذين عجزوا عن إيجاد عمل منضمين إلى صفوف العاطلين طبعاً عن العمل والذين أصبحوا في تزايد مستمر والذين ينظر بعضهم إلى مثل هذه الأعمال علىأنها لا تصلح لهم اجتماعيا وأدبيا، ولذلك أردت أن أثبت لنفسي أني قادر علىالعمل في أي مجال مهما كانت طبيعته وبلا حياء لان العمل شرف.
وحول مجال العمل الذي يفضله أوضح عبد الرحمن بأنه يحب مجال التصحيح اللغوي وتحقيق التراث وبأنه يسعى هذا العام بجدية للبحث عن عمل في هذا المجال رغبة منه في كسب الخبرة حتى يكون مؤهلا لسوق العمل عند تخرجه نظرا لأن صاحب العمل يفضل دائما صاحب الخبرة على الخريجين الحديثين.
أما حسام جرادات أكد أن ظاهرة العمل والدراسة موجودة في بلدنا والسبب هو الوضع المادي المتوسط عند أغلب الشباب وعوائلهم فأنا لا زلت في السنة الثانية من جامعتي لأنني أعمل ليل نهار حتى لنفسي ولأهلي المصاريف ولا أجد أي وقت للدراسة ولذلك السنة الدراسية الواحدة أعيدها مرتين على الأقل وهذا ليس حالي بل هناك الآلاف مثلي.
ويرى أن مميزات العمل تتمثل في الاحتكاك بالمجتمع والتعرف عليه عن قرب بكل ما يحمله من مشكلات ومعوقات كل ذلك ينعكس على الحياة العملية داخل الجامعة.
***** لا للعمل نعم للراحة
على خلاف زملائه جميعاً يرى الطالب هيثم الذي لم يسبق له أن عمل من قبل بحجة أنه يعرض عليه عملاً ولم يسعى بنفسه للبحث عن أي عمل سواء خلال فترة الدراسة أو الإجازة ليؤكد أن لديه شروطاً في العمل الذي سيوافق عليه وأولها أن يكون العمل في مجال تخصصه وثانياً أن يكون ملائماً اجتماعياً حتى يرغب بالعمل فيه.
وعن إمكانية قبوله أو رفضه لعمل في مجال تخصصه بأجر زهيد أو حتى بدون أجر قال هيثم أنه إذا كان هذا العمل سيعود عليه بالنفع والخبرة في مجال تخصصه فانه ربما يقبل به وسيعتبره نوعا من أنواع التدريب العملي .
وأكد على ضرورة الاستمتاع بالإجازة واستغلالها في الترفيه والراحة بعد الدراسة مشيرا إلى انه ليست لديه أنشطة مميزة وغالبا ما يقضي الأجازة ما بين الخروج والمرح مع أصدقائه وبين سعيه لتعلم شيء جديد خاص بدراسته.