لسيارات الأجرة مشاكل أمنية عدّة؛
مثل الغش في العداد، وأخذ أجرة مضاعفة من الإخوة العرب والسياح الأجانب ومشاكل التراخيص والسوق خارج منطقة التغطية وغيرها. لكن موضوعنا اليوم يتعلق بالتحرش اللفظي و/أو الجسدي بالراكبة التي يفترض أن السائق مؤتمن عليها منذ استقلت سيارته كوسيلة للنقل الداخلي وحتى وصولها إلى مبتغاها. وبالتالي فاعتداؤه عليها يضاعف المسؤولية الدينية والأخلاقية والقانونية تجاه فعله الغادر.
ظاهرة تحرش طائفة من سائقي سيارات الأجرة ضعاف النفوس بالراكبات ليست ظاهرة جديدة لكنها استشرت مؤخراً مع انتشار الفساد الأخلاقي وتحرر الفتيات وتفسّخ المجتمع. وهي ظاهرة مسكوت عنها لا تتناولها الدراسات أو الأبحاث أو حتى المقالات الصحفية، ربما لحساسيتها أو اتصالها بمفاهيم الشرف من جهة، ولسكوت الضحايا من الفتيات عن الإخبار أو التبليغ الأمني عن تجارب قاسينها أثناء تنقلهن بسيارات الأجرة من جهة أخرى. ولكسر جدار الصمت وتنبيه أخواتنا الماجدات كتبت هذه النصائح:
أولاً: حاولي اختيار سيارة الأجرة المناسبة بالنظر مباشرة إلى السائق عبر الزجاج الأمامي لمركبته، حدسك سوف يساعدك ... العمر والشكل العام مهم، والأضواء الملونة أو بهرجة الإكسسوارات داخل قمرة القيادة لا تُشعر بالأمان.
ثانياً: قبل أن تستقلي سيارة الأجرة اقرئي اسم المكتب المدون على الباب الأمامي المجاور لباب السائق، كذلك اقرئي واحفظي رقم اللوحة الرقمية الأمامية أو الخلفية للمركبة وفقاً لموقعك من سيارة الأجرة المتوقفة. دعي السائق يشعر أنك تقومين بذلك.
ثالثاً: اجلس في المقعد الخلفي إلى اليمين لتكوني على جهة رصيف المشاة إن اضطررت إلى النزول لطارىء.
رابعاً: فور أن تستقلي السيارة اكتبي رسالة خلوية عاجلة إلى والدك أو إحدى الصديقات المخلصات، وبترتيب مسبق معه/ معها، سجلي فيها رقم سيارة الأجرة. وبطبيعة الحال فالرسالة توثق وقت صعودك إلى وجهتك، ولو ألم بك خطر ماّ، أو اشتبكت مع السائق، فالأغلب أنك سوف تغادرين سيارة الأجرة على عجل ويمنعك ارتباكك من تسجيل رقم سيارته. أما لو –لا قدر الله- وقعتِ ضحية اختطاف أو ما شابه فسوف يتم ملاحقة الجاني بتتبع رقم سيارته. كما أنك لن تضطري للسكوت على التحرشات أو الأهانات البسيطة، فما عليك سوى تقديم بلاغ إلى أقرب مركز شرطة ليقوم الأشاوس هناك بملاحقة السائق وتوقيفه. أغلب الظن أن السائق سيء النية يردعه ملاحظته لك عند تدوينك الرقم.
خامساً: قد يحاول السائق التودد إليك في الحديث؛ مثلاً؟ "هل أنت طالبة جامعية؟" أين تدرسين؟" "هل أنت من الأردن؟" الجو جميل اليوم، هل لديك خطط للمساء؟" لا تجيبه على أياً من أسئلته وإلا اعتقد أنك معجبة به، وبادريه: "هذه أسئلة تخصني وحدي، انتبه للطريق". فإن ألح عليك بالأسئلة أو المحاولات، اذكري له رقم لوحة سيارته واخبريه أنك لن تترددي في الإبلاغ عنه إذا استمر في مضايقتك.
سادساً: لا تتحدثي على جهازك النقال حديثاً قد يثير فضوله أو يجعله يتجرأ على التحرش بك، كأن تضحكي بصوت مرتفع أو تغازلي صديقك أو تليني بالقول لأحد.
سابعاً: إذا ضايقك السائق أو حاول التحرش بك افتحي باب السيارة لتردعيه، ولكن لا تقفزي أثناء سيره بأي حال حتى لا تتعرضي للإصابة. عنّفيه بقوة ورددي على مسامعه رقم لوحته وهدديه بالإبلاغ عنه وبما ينتظره من عقوبة، انظري إلى عينيه مباشرة بقوة ولا تظهري خوفك.
ثامناً: إذا تابع تحرشه وبدت عليه علامات الخطورة الجرمية ولم يكترث لمقاومتك، وقد يكون سكراناً أو واقعاً تحت تأثير المخدرات، فكحلّ أخير واستثنائي قد تضطري إلى استخدام سكينك ذو النصل القصير (سكين مبرد الأظافر يستعمل للدفاع وطول نصله غير مخالف للقانون) استليه واطعنيه بقوة في رقبته. هذا الهجوم كفيل بشل حركته وإصابته بجروح تمنعه من متابعة تحرشه. يساعدك في ذلك وضعية جلوس السائق وصعوبة التفافه بسرعة لأخذ زمام المبادرة.
تاسعاً: إعطه الأجرة بعد توصيلك إلى المكان الهدف، إن رفض إعادة الباقي لك، طالبيه به وهدديه بالإبلاغ عنه إن أصر على غيّه.
عاشراً: في كل الأحوال لا تتخلِّ عن حقك في الإبلاغ عن أي تجاوز لسائق سيارة الأجرة. وتذكري أن مركز الشرطة يحميك ويحيل الجاني إلى الإدعاء العام والقضاء. أما سكوتك فهو يشجع الجاني على متابعة جرائمه مع راكبات أخريات. عاقبيه واردعي من يحمل فكره الجرمي وساهمي في تأمين وسائط المواصلات العامة لك ولقريناتك من ماجدات الأردن.
وللموضوعية، فإن ما ذكر لا يشكل إدانة لكل سائقي سيارات الأجرة، فالكثير منهم –بل أكثرهم- مواطنون صالحون. وبعضهم يتعرض لحوادث أمنية تؤثر على حياتهم مثل الافتراء والظن والإتهام نتيجة لاصطحابهم مجرمين أو مشبوهين في سيارات الأجرة وتوريطهم في أدوار جرمية على حين غرة، كالسائق الذي أوقفه رجل يحمل بضائع واستقل سيارته فأوصله إلى هدفه، ولم يعرف أن الراكب قد قام لتوه بسرقة هذه البضائع من محل قريب وأن أحد المارة قام بتسجيل رقم سيارة الأجرة اعتقاداً منه أن السائق شريك اللص. وقد أُوقف السائق وتعرض للمضايقات إلى أن قُبض على اللص واعترف بجريمته وبُرِّىء السائق.
وللحد من تجاوزات سائقي الأجرة يقع على عاتق رجال المرور مهمة متابعة مركباتهم والتأكد من صحة أوراقهم الثبوتية ومن وجود بطاقة الترخيص في مكان بارز تراه الراكبة في الكبينة الخلفية، وإلغاء الإغلاق الأوتوماتيكي (سنترلوك) لأبواب السيارة الخلفية. وعلى رجال الأمن العام متابعة والتحقيق في الشكاوى الواردة إليهم في هذا الشأن، وإحالة من يثبت إدانته إلى المدعي العام لاتخاذ كافة الإجراءات المناسبة بحقه ومنعه مستقبلاً من حيازه رخصة سوق مركبات النقل العام.
أتمنى لكِ انتقالاً داخلياً آمناً مع سائق محترم يخاف الله .... وأن يبعد الله عنك أي مكروه.