نجم ونجم

أما محمد الحلو،فلا نستطيع أن نمر عليه مرور الكرام،فالمطرب الأصيل محمد الحلو هو فارس لا يستهان بقدراته في مضمار الغناء بمختلف ألوانه،فضلاً عن أنه يملك كل مقاومات الغناء الوطني الصادق والصوت الرخيم الحساس،بمقدرته الخارقة في استخدام فنون التنغيم الصوتي والحليات ـ العرب ـ وقوة صوته العميق، ولذلك جاءت تجاربه في الغناء الوطنى تجارب مكتملة وغاية في النضج..

يابوي..يابوي

يابوي يا مصر أما الواحد

بيحبك حب

وتجربته مع الشاعر المغوار أحمد فؤاد نجم في"أهيم شوقاً" وهي أغنية يعود كتابتها إلي حقبة الستينات،ولكنها قدمت في نهاية التسعينات بمستوى رائع من الكلمة واللحن والأداء ولكن من ينسى الفرسان:صلاح جاهين العبقري،الخال عبد الرحمن الأبنودى،المتمكن كمال الطويل،المجدد بليغ حمدي والفرسان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ،محمد رشدي،محمد قنديل والليدى نجاة الصغيرة،الشقية شادية،بنت البلد فايدة كامل،صعب جداً أن نحصر الأسماء،ومن هنا كانت المهمة الشاقة..

في نكسة1967 ضمدت الأغنية جراح الوطن،وشحذت الهمم استعداد لمعركة الثأر,وكان للعندليب عبد الحليم حافظ نصيب الأسد في الغناء للوطن في هذه الفترة،حتى أنه كان يبدأ كل حفل له بأغنية وطنية..

وعندما جاء الانتصار،واستعدنا كرامتنا،واكبت الأغنية النصر الكبير،حتى استلهم صناع الأغنية صيحة النصر في عمل غنائي مهم يعيش معنا حتى اليوم..

الله اكبر..الله اكبر..الله أكبر يسم الله بسم الله ..وآدان ع المدنة بسم الله بسم الله.

ولذلك.وبذلك.كانت الأغنية الوطنية من سيد درويش حتى اليوم هي ديوان حرية الوطن،وسجلاً صادقاً لتاريخه،ونقشاً على جدار معبد فرعوني لا يقدر الزمن على العبث به.

ثم...............

غابت الأغنية الوطنية في ظروف غامضة..بعد أن كانت هي المعبر عن الثورة المصرية والإرادة الوطنية،وعن التصاق المصرى بثرى وطنه.

قالوا..أنها غابت بغياب العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ..

وقالوا..أنها غابت بغياب الحلم القومى والرمز الوطنى والمشروع الذي نلتف من حوله والحقيقة.أو هكذا نراها.أن الغناء الوطني ضاع،عندما إنكسرت"الحضَّانة"التي تعيش فيها،عندما ثقب"أوزون"الرعاية..تاهت وتخبطت الأغنية الوطنية حينما سرق الوطن نفسه !

ضاع الوعي القومي عندما تركنا الناى والسمسمية. والدفاع الشعبي والتغني بحب الوطن,وتسابقنا نفترش الأرض لنبيع"اللبان"الأمريكاني، والبخور الهندى فيما يتم نهب الوطن من تحت أقدامنا!

كنا ضعفاء منهكين في قمة نشوتنا بالنصر..فاخُترقنا!

مات العندليب عبد الحليم حافظ،وانسحب الملحنون والشعراء الكبار..

فانهزم الغناء الوطني...

وهنا ولد ونشأ جيل جديد تربى, ربما لم يسمع أغنية وطنية في طابور الصباح المدرسي.

نسينا الوطن بعد أن اختلط علينا الأمر,وربطنا على سبيل الخطأ بين الوطن وبين رموز نلفظها ونرفضها!

عاقبنا الوطن بسبب أشخاص اقتربوا من مراكز السلطة،وتسللوا في غفلة من الزمن إلي بؤرة الضوء،ولكن نهبهم لأقواتنا كان يتم في جنح الظلام.

ولكن ليس هم الوطن..

أدركنا ذلك متأخرين,فنادينا عندما أشتد الكرب:

جواى بند هلك

يا ترى بتسمعني

بيني وبينك

أحزان ويعدوا

بينى وبينك

أيام وينقضوا

..و فينك !

طاهر البهى

 

المصدر: مقالات طاهر البهي / مجلة المصور القاهرية
taheralbahey

طاهر البهي الموقع الرسمي

ساحة النقاش

طاهر البهى

taheralbahey
الكاتب الصحفى مقالات وتحقيقات واخبار وصور حصرية انفرادات في الفن والادب وشئون المرأة تحقيقات اجتماعية مصورة حوارات حصرية تحميل كتب الكاتب طاهر البهي pdf مجانا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

252,915