سرها فى بساطتها

عبلة كامل .. الممثلة ذات الألف وجه

 

تنسى نفسها أمام الكاميرا فتتحول الى كتلة من البراءة.                تكسوها البساطة ويغلفها التواضع وتعمقها الموهبة.

طاهر البهى

«التمثيل هو معايشة الناس وهمومهم، ، أعايش الناس طوال الوقت.. أراقب، أسجل، اختزن، لا اتعب ولا أمل من مراقبة الناس، لكن في لحظة واحدة انسى كل شيء، أو هكذا يخيل إليّ انني قد نسيت كل شيء، تلك اللحظة هي لحظة دوران الكاميرا، اركز فقط على الشخصية وإن كنت لا اعرف من أين أتيت بها!».. تلك كانت سطور تكشف عن عقل عبلة كامل الممثلة التي حيرت الجمهور والنقاد من فرط بساطتها وعفويتها.

وعبلة تستحق اهتماما اعلاميا أكثر، على الرغم من أنها تكاد تكون مخاصمة للاعلام..وكما قالت لى فى لقاء وحيد معها..أنه ليس هناك أجمل من أن تترك عملك يتكلم نيابة عنك..ولكننا قررنا ان نتكلم نيابة عنها وعن فنها الجميل.

جاءت عبلة كامل.. بملامحها المصرية الأصيلة ، و قوام ومواصفات بنت البلد الشعبية، الموجودة في كل محافظة مصرية، انها أشبه ببنات بحري اللاتي خلدهن الفنان التشكيلي السكندري محمد سعيد، او وجه فلاحة بسيطة في دلتا مصر. واذكر انني سألت عنها «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة، فقالت لي: «ان عبلة معجونة بماء الموهبة، وقد تنبأت لها ان تكون نجمة كبيرة منذ المشهد الأول الذي أدته أمامها في فيلم «يوم حلو.. يوم مر»، يوم ان قدمها لى المخرج خيري بشارة، واضافت فاتن حمامة: «ان عبلة تلقائية بنسبة 100%، وهي المدرسة التي اتبعها في أدائي التمثيلي».

الى هنا تنتهي شهادة فاتن حمامة بعبلة، لكن: هل كان طريق النجومية مفروشا بالورود أمامها؟..

بساطة

بالطبع لا.. فهي تحمل سمة جديدة في الأداء هي البساطة وتقمص الشخصية والدخول في جلبابها والرغبة الصادقة في إشعار المشاهد بانها ليست عبلة كامل، بل هي نفسها الشخصية التي تجسدها. في البداية اندهش المشاهد من تلك الطريقة البسيطة في الأداء التي تخاصم الطريقة المسرحية المنفعلة، ثم سرعان ما انبهر بها المشاهدون

 

لا.. بل ذهبت عبلة في اتجاه آخر مختلف كثيرا، اكثر تجاوبا مع شخصيتها مع ثقافتها، ومع بساطتها، ذهبت في اتجاه أدوار بنت البلد، كما في مسلسلها الرائع مع نور الشريف «لن أعيش في جلباب أبي»، او أدوار سيدة المجتمع الشعبي، كما في «عائلة الحاج متولي»، وراحت تبسط ادارتها وتسيطر على أدوارها بشخصية تكسوها البساطة ويغلفها التواضع وتعمقها الموهبة.

جوائز

وهي عبلة كامل التي نالت جوائز رفيعة منها جائزة احسن ممثلة في المهرجان القومي الرابع للسينما عن أول بطول مطلقة لها في فيلم «هستيريا»، التي تم تكريمها في معهد العالم العربي بباريس مع النجم الأسمر الراحل احمد زكي، وجاء ذلك بمثابة نفي قاطع للرأي الذي أطلقه البعض من ان عبلة هي ممثلة تلفزيونية وليست ممثلة سينما، وهو تصنيف ظالم تماما.

هى واللمبى!

وفي نقلة أثارت الكثير من الجدل فاجأت الجمهور والنقاد بنوعية من الأفلام الكوميدية الشبابية، خاصة أفلامها مع النجم الضاحك محمد سعد، التي قدمت فيها نوعا مغايرا تماما للأعمال التي اعتاد عليها الجمهور. صحيح ان أعمالها التلفزيونية الجادة كانت تنتزع الضحكات من جمهور المشاهدين، لكنها في أفلامها السينمائية الأخيرة قدمت الكوميدي «الفارص»، أي الصارخ، ومن هنا كان اعتراض بعض النقاد بدعوى تأثير مصداقية أدوارها الاجتماعية التلفزيونية، لكن عبلة ردت بأن الممثل ممثل، بل انه من الأفضل أن يلعب كل الأدوار حتى لا يحترق جماهيريا.

خطوة..خطوة

لكن معظم النقاد يحترمون في مشوار عبلة أنها نجحت بسياسة الخطوة خطوة من مشهد إلى فيلم إلى دور صغير في مسلسل، ثم دور اكبر حتى وصلت إلى البطولة السينمائية والتلفزيونية واخيرا إلى البطولة المطلقة.

وعبلة تستطيع ان تقنعك وهي تؤدي دور ام مشاكسة لنجم كوميدي هو محمد سعد، كما في فيلم «اللمبي»، وتضحكك وهي تؤدي دور إغراء في فيلم داود عبد السلام «سارق الفرح»، عندما لعبت شخصية فتاة ليل، خاصة وهي تتدلل قائلة: «يوه.. يخرب بيت الضيق»، بالاضافة الى دور الفتاة المعتدى عليها في فيلم رضوان الكاشف «عرق البلح»، ثم تعود مرة أخرى الى أدوار فتاة الليل في فيلم يسري نصر الله «مرسيدس».

بائعة الكشرى

ومنا لم يضحك من قلبه على شخصية «فاطمة» بائعة الكشري في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، الذي ذكرنا بشخصية «رقية» في رائعة أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ «ليالي الحلمية»، التي جسدت فيها شخصية المتأرجحة بين العقل والجنون، ومن قبلها دورها في افضل أعمالها على الإطلاق مسلسل «الشهد والدموع»، الذي جسدت فيه شخصية الفتاة الإيجابية التي تحاول أن تساعد زوجها على الاستقلال والاعتماد على النفس، إلى أن تمردت على هذا الإطار وقدمت أولى لمحاتها الكوميدية في فيلم رأفت الميهي «سيداتي آنساتي»، أمام النجم محمود عبد العزيز، ثم شخصية الفتاة التي ترتبط عاطفيا مع عسكري بالأمن المركزي محمد هنيدي، في فيلم خيري بشارة «قشر البندق»، ثم ادوارها في فيلم «الستات» و«حب في الثلاجة» للمخرج سعيد حامد (الحبيبة التي تهجر يحيى الفخراني).

مسرح

إلى أن جاءتها اكبر نقلة في حياتها الفنية، وكان ذلك على المسرح وامام النجم محمد صبحي، وورق لينين الرملي في مسرحية «وجهة نظر»، التي جسدت فيها شخصية فتاة كفيفة، ثم اتبعتها بمسرحية «الحادثة» أمام اشرف عبد الباقي، وتوالى النجاح مع أعمال مهمة: «هوانم جاردن سيتي» و«سواق الهانم» وحتى الإعلانات التلفزيونية كان لها فيها تجربة في إعلان لمسحوق غسيل، وإن كان البعض قد انتقد ذلك من نجمته المفضلة.

 

 

 

المصدر: طاهر البهى مجلة حواء
taheralbahey

طاهر البهي الموقع الرسمي

  • Currently 100/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 320 مشاهدة

ساحة النقاش

طاهر البهى

taheralbahey
الكاتب الصحفى مقالات وتحقيقات واخبار وصور حصرية انفرادات في الفن والادب وشئون المرأة تحقيقات اجتماعية مصورة حوارات حصرية تحميل كتب الكاتب طاهر البهي pdf مجانا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

240,189