التشريع الإسلامى والغرب
وعندما نتتبع الغربيون نجد أن من يتعرف منهم على التشريع الإسلامى سرعان ما يبدى إعجابه به وإجلاله له
يمكن أن نسوق بعضا من الشواهد على ذلك:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى سنة 1923 عقد بلاهى ( فى هولندا ) مؤتمر للقانون المقارن ، وكان نصيب الشريعة الاسلاميه فى هذا الموتمر ضئيلا ، لم ي...تجاوز لفته فى بحث الدكتور" على بدوى " الذى كان موضوعه )العلاقة بين الاديان والقوانين )
وقد انتبه اعضاء المؤتمر رغم هذا لما فى البحث من تشويق واثاره للتعرف على مزيد من التشريع الاسلامى ، فوافق المؤتمر بالاجماع على اقتراح بان تشمل الدوره التاليه للمؤتمر دراسة للشرع الاسلامى كمصدر للقانون
ومن ثم انه رغم أن الاشارة الى التشريع الإسلامي لم يتجاوز غير لفته في بحث الدكتور على بدوى كما اسلفنا القول .
مع ذلك انبهر الاعضاء بجمال التشريع الإسلامي وجاء اجماعهم أن تكون الدورة المقبلة للمؤتمر دراسة مفصله عن الشريعة الاسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في سنة 1937 انعقدت الدورة الجديدة للمؤتمر سالف الذكر ودعي لشهوده ممثلان عن الازهر الشريف فاختار الازهر صاحبي الفضيلة الشيخ محمود شلتوت والشيخ عبد الرحمن حسن
وقدما في المؤتمر بحثين ، الاول عن المسؤولية المدنية والجنائية في نظر الاسلام ، والثاني عن علاقة القانون الروماني بالشريعة الاسلامية ...
وقد لاقت هذه الدارسة كل الاعجاب والتقدير ،فأصدر المؤتمر القرارات التالية :
1_ اعتبار الشريعة الإسلامية مصدرا من مصادر التشريع العام .
2_اعتبار الشريعة الإسلامية حي صالحة للتطور.
3_تسجيل البحث الأول في سجل المؤتمر واعتباره مرجعا فقهيا.
4_ اعتبار التشريع الإسلامي قائما بذاته وليس مأخوذا من غيره ( استجابة للبحث الثاني الذى برهن على ان الشريعة الاسلامية ليست امتدادا للقانون الروماني .)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى عام 1948 انعقد مؤتمر المحامين الدولي واشتركت فيه 53 دوله وكانت الشريعة من أهم الموضوعات التي تدارسها المحامون.. واوصى المؤتمر بضرورة تبنى دراسة الشريعة الإسلامية دراسة مقارنه.
ـــــتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفى سنه 1951 خصصت كلية الحقوق جامعة السوربون بباريس اسبوعا لدراسة الفقه الإسلامي ،
وكان نقيب المحامين بباريس رئيسا للمؤتمر وفى جلسته النهائية ،واختتم أعمال المؤتمر بكلمة قال فيها:
"لا أرى كيف أوفق بين ما كان يصور لنا عن جمود الشريعة الاسلامية وعدم صلاحيتها كأساس لتشريعات متطورة ،وبين ما سمعته في هذا المؤتمر مما يثبت بغير شك ما عليه الشريعة الإسلامية من عمق ،وأصاله ،ودقه ،وكثرة تفريع ،وصلاحيته لمقابلة جميع المشكلات ............
كانت تلك كلمات نقيب محامين باريس حينما اطلع بعض الشيء على التشريع الإسلامي .. ولنتأمل كلماته بعنايه ونقف عليها جيدا ليتبين لنا أن كثيرا ممن يهاجمون التشريع الإسلامي لم يصل اليهم بعد العلم الكافي بما فيه من كمال وصلاحيه.
ومن ثم فنحن يقع علينا تبعة التقصير ذلك لأننا لم نقرأ جيدا عن شريعتنا ومن ثم لم نتمكن من التعريف بها . فتجد الجاهل بها يعاديها " الانسان عدو لما يجهله"
..........................
والاجمل القرارات التي اتخذتها كلية الحقوق بجامعة السوربون في ختام الاسبوع "
1- مبادئ الشريعة الاسلامية لها قيمة قانونية تشريعية لا يمارى فيها .
2-اختلاف المذاهب يحوى ثروة تشريعيه هي مناط الاعجاب ،ومنها يستجيب الفقه الإسلامي لجميع مطالب الحياة .
وألقى المؤتمر باللائمة على فقهاء ، الاسلام لأنهم لم يسيروا سيرة عصر النهضة الذى كان الاجتهاد بارزا فيها .
.....................................
كانت تلك بعضا من النماذج التي تبين أن كل من يتعرف على شريعة الاسلام يثنى عليها ويشهد لها ولا شك أن هناك من الشهادات الكثيرة من غير المسلمين للإسلام ولنبيه بما يشهد بالفضل ، ولكنى أحببت أن أذكر هنا في هذا المقام موقف رجال القانون الغربين وتحول موقفهم من تجاهل الشريعة الاسلامية الى الاعجاب بها ،وهذا التحول كان وليد التعرف على الشريعة الغراء ......فلنبذل أقصد جهد في التعريف بها ........
كما أن عرض موقف القانونين الغربين من التشريع الإسلامي يتناسب وحديثنا عن الشريعة وتطبيقها كقانون يحكم سلوك الافراد . ويحقق مصالحهم في العاجل والآجل .
<!--
ساحة النقاش