الاسلام دين الله الذى ارتضاه لعباده من لدن آدم عليه السلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها هو منهج ربانى من لدن خبير عليم.
ولقدجاء الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بشريعه غراء تنظم كافه امور الحياه ،فرساله النبى محمد رساله عامه شامله كامله.
غير ان الاسلا م أفترى عليه بين فريقين الاول يدعوا الى دوله مدنيه ،والثانى يدعوا الى دوله دينيه ،وكان التاريخ يعيد نفسه من جديد فمنذ زمن غير بعيد ،افترى على الاسلام بين دعاه الاستراكيه وبين دعاه الرأسماليه ،وكان الاسلا م مجرد رد فعل لكليهما.
وبين مؤيدى الدوله المدنيه ودعاه الدوله الدينيه يتم الاعتداء على الاسلام،فالاسلام لم يعرف ابدا دوله رجال الدين ،او الدوله الكهنوت ،كما ان تطبيق مبادىء الشريعه لا ينتفى معه ابدا مدنيه الدوله .
الا ان المفاهيم لدى الكثير عن جهل أوعمد مغلوطه ،فهناك من ينادى بمدنيه الدوله لازاحه الدين ،وفى المقابل هناك من ينادى بالدوله الدينيه ،ليتمكن هو دون غيره من ان يكون قابطا على الامر .لا يسمح لمن هودونه ان يتكلم او بيدى رأيه. وبين كلاهما يعتدى ويفترى على الاسلام .
فالدوله فى رحاب الاسلام هى دوله مدنيه ،تطبق فيها الديمقراطيه على أفضل وجه لها،فهى دوله العداله ،والكرامه ،وتكافؤ الفرص،دوله قيمه المرء فبها ما يحسنه وما يجيده.
فعلى كل من الطرفين ان يقفوا وقفه ليتدبروا أمرهم ،وليعلم الجميع انه لا تعارض ابدا بين مدنيه الدوله ،وبين تطبيق منهج الله فى الارض.
فعلى اولئك الذين يرفضون مدنيه الدوله ،ان يعودوا لتاريخ الدوله فى الاسلام ،سيتبين لهم انها لم تكن ابدا غير دوله مدنيه ؛لا ظلم فيها لأحد من مواطنيها.العدل قوامها ،والمساواه دعامه بنائها.
وليعلم دعاه الدوله المدنيه ان شريعه الاسلام شريعه لا تتعارض البته مع كفاله الحقوق والحريات ،وان الدوله فى رحابها ماهى الا دوله مدنيه.
فلماذا هذه الحرب البارده بين الفريقين، والتى توشك ان تتحول الى حرب طاحنه ،ان لم يتعقل الفريقان ،ويحكما مصلحه الاوطان على مصلحه لهم يبغونها.وليعلم الكافه ان التشريع الاسلامى من أعظم التشريعات على الاطلاق وله من المقومات ما يجعله صالحا لكل زمان ومكان ،ولا نزاع فى ان من يقرأالتشريعات التى جاء بها الاسلام عن طريق الكتاب والسنه وباقى المصادر التى سارت فى نطاق الكتاب والسنه ،يدرك أنه تشريعات رائعه وشامله،وقد أعترف بذلك أكثر المفكرين على اختلاف أديانهم وأجناسهم.
يقول:الرئيس الفرنسى فاليرى جيسكار ديستان فى خطابه الذى ألقاه بجامعه القاهره 14/ديسمبر /1975 .بمناسبه منحه الدكتوراه الفخريه من هذه الجامعه مايلى:"علينا ان نتذكر انه على الرغم من ان القانون المصرى يستمد أصوله من القانون الفرنسى ،فان الاسلام قد أخرج أول محاوله عرفها العالم لتأسيس القانون الدولى"
فرفقا بمصر يا زعماء الفريقين،ولا تحكموا الاهواء وحكموا مصلحه البلاد فهى الاولى ،فلا تجعلوا من المعارك الانتخابيه بينكم ،وسيله للاعتداء على البلد وعلى الدين.وليسمع كلا منكم للآخر وستجدوا انكم تقفون على أرضيه واحده .فقط نحوا خلا فاتكم جانبا .ومصالحكم الشخصيه. بقلم محمود طاهر
ساحة النقاش