حسن القرشي، 33 عاما أحد أصحاب الإعاقة، كافح لمدة سنوات لتطوير مهاراته من أجل العمل كغواص في محافظة البحر الأحمر التي تقع في الجنوب الشرقي من مصر، من عمله لم يكن يستطيع أن يكتسب المال ولكنه استطاع أن يوفر حوالي 30 ألف جنيه، إلى ذلك اليوم الذي تعرض فيه إلى حادث تحت الماء، حيث أنقذه الأطباء أنقذه بمعجزة ولكن للأسف لم يستطع الاحتفاظ بساقيه.
يقول حسن "عندما ذهبت في عملي اليومي كغواص، لم أكن أعرف أن هذا اليوم هو يومي الأخير كغواص، انتهيت من جولتي تحت الماء، وهممت في العودة إلى منزلي للحصول على بعض الراحة مع عائلتي. ولكن بدلا من ذلك انتهى بي الأمر للدخول إلى المستشفى، حيث لم أكن استطيع حتى الوقوف إلى أن جاء الطبيب وقال لي إنني أحتاج إلى معجزة لإنقاذ حياتي. وبسبب مسؤولياتي تجاه بناتي لم يكن لدي متسع لأن أشعر باليأس، ولفترة من الوقت بحثت عن وظيفة لعدة أشهر، مما قضى على معظم مدخراتي، وفشلت كذلك في في تشغيل مشروع نت كافيه، مما أدى بي إلى مزيد من الديون لبعض الأقارب والجيران"
وحسن هو واحد من ما يقرب من 12 مليون شخص ذوي الإعاقة في مصر الذين يعانون من نظرة المجتمع لهم، فضلاً عن عدم وجود المهارات العملية اللازمة التي تمكنهم من الدخول إلى سوق العمل، وبالتالي لا يستطيعون أن يعيشوا حياة أفضل. ويمكن أن يعود ذلك إلى محدودية عدد البرامج التدريبية المناسبة وفقاً للاحتياجات والظروف الخاصة بهم.
وبالنظر إلى هذه الحقائق وفي إطار الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (UNPRPD)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والصندوق المصري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT-TF)، ومنظمة العمل الدولية (ILO) تم إطلاق مشروع مشترك بعنوان "مهارات ووظائف للأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في سبتمبر 2014.
ويهدف هذا المشروع إلى دعم دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل من خلال استخدام حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع التركيز بشكل خاص على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة في ستة محافظات وهي القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، البحر الأحمر، الدقهلية، والمنيا.
وقد نجح المشروع في فتح أبواب الأمل للعديد من الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة في المناطق النائية، وكان حسن ضمن المجموعة الأولى للتدريب على صيانة الكمبيوتر، وفي الواقع فقد كان شغفة بالتكنولوجيا عامل حافز له من أجل تأثيث غرفة في منزله كمركز لصيانة الكمبيوتر. وللمرة الأولى، أحس أنه قادر على منح حياة كريمة لأسرته ودفع القروض التي كانت عليه، وقد كانت حالة حسن نموذجا ساعد الكثير من الآخرين على اتخاذ المزيد من الخطوات لتغيير اتجاهاتهم في الحياة.
يقول حسن "لم أكن أشعر بخيبة أمل من إعاقتي، ففي الواقع كنت غاضباً من الإمكانيات في المجتمع والتي تعوق قدراتي، وللمرة الأولى عندما انضممت الى التدريب، فقد كنت محاطا بمزيد من الأفكار الإيجابية والمدربين الموهوبين".
"كافة الإشارات كانت توحي لي بأنني على الطريق الصحيح جميع علامات السماء التي أنا على الدرب الصحيح، وأستطيع الآن الغوص في محيطات المعرفة، وكسب رزقي ومنح بناتي مستقبل أفضل".
إن نجاح المشروع يعتمد على قوة الشراكات بين القطاعين العام والخاص حيث يقوم فيها كل الأعضاء والمنظمات في المجتمع بتوحيد جهودها وتعزيز موجات التغيير الإيجابي في المجتمع.
ولذلك، فإن التأثير المستدام للمشروع، من خلال جهود المدربين في منظمات المجتمع المدني المحلية، حيث تخرج كل شهر مئات من أمثال حسن الذين تمكنوا من ايجاد سبل للخروج من العجز عن طريق الإيمان بالمساواة والتمكين من ايجاد وظائف جديدة أوالاستثمار في الأعمال الجديدة والمشاركة في بناء مجتمعاتهم.