بناء وتطبيق برنامج علاجي لاضطراب التلعثم
ذي المنشأ النفسي
لدى أطفال المرحلة الابتدائية
أطروحة مقدمة إلى
مجلس كلية التربية (ابن الهيثم) في جامعة بغداد
وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة
في
علم النفس التربوي من قبل رنا عبد المنعم كريم العباسي
بإشراف
الأستاذ الدكتور الأستاذ المساعد الدكتور
ناهدة البدري غسان حسين سالم
1425هـ 2004م
مشكلة البحث وأهميته:
اضطراب التلعثم هو أحد الاضطرابات التي يصاب بها بعض الأطفال, والمقصود به هو تقطع في انسيابية الكلام من خلال فترات توقف، أو إعادة أجزاء
(Fish, 1974, P115)
لهذا الاضطراب مجموعة أسباب وعوامل منها التكوينية الفسلجية العصبية, أو عوامل نفسية أو عوامل اجتماعية وجذور بيئية. وبصورة عامة فقد أهتم هذا البحث باضطراب التلعثم ذي المنشأ النفسي, عند شريحة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (7-12) سنة, وهي الشريحة العمرية التي سيتناولها البحث والتي تمثل أطفال المرحلة الابتدائية.
وللتعرف على إمكانية التخلص من هذا الاضطراب عند هذه الشريحة العمرية, جاء البحث الحالي ببرنامج علاجي يحاول التقليل أو يزيل بعض هذا الاضطراب بوساطة عدد من الجلسات العلاجية التي تختلف في مضامينها الواحدة عن ألأُخــرى, ومدة البرنامج العلاجي هي شهر ونصف, إذ بلغ عدد الجلسات (10) جلسات بواقع (3) جلسات أسبوعياً مدة الجلسة (75) دقيقة, وإن هذه الدقائق متنوعة النشاطات والهدف من هذا التنوع هو ضمان عدم انزعاج وملل الطفل خلال مدة الجلسة العلاجية, وبعد(10) أيام من الجلسة العلاجية الأخيرة هناك جلسة تقويمية الغرض منها التعرف على اثر البرنامج العلاجي بعد انتهاء جلساته العلاجية
أهداف البحث:
1- بناء برنامج علاجي لإضطرابات التلعثم (ذي المنشأ النفسي) لدى أطفال المرحلة الابتدائية.
2- علاج اضطراب التلعثم ذي المنشأ النفسي لدى أطفال المرحلة الابتدائية (عينة البحث).
حدود البحث:
يقتصر البحث الحالي على عينة مشخصة من أطفال المرحلة الابتدائية, والمصابين باضطراب التلعثم ذي المنشأ النفسي, بواقع (4) أطفال ممن تتراوح أعمارهم بين (8-12) سنة, وهم من أطفال مدرسة الأبطال الابتدائية في مدينة الدورة من محافظة بغداد، وخلال المدة التي أُنجز فيها البحث.
إجراءات البحث:
عينة البحث:
تم استخدام عينة قصدية واحدة تتألف من أربعة أطفال متلعثمين في برنامج البحث الحالي, استمر ثلاثة منهم إلى نهاية البرنامج وانسحب احدهم في منتصف فترة البرنامج العلاجي, تراوحت أعمارهم بين (8-12) سنة, وتمت معاينة وتشخيص هؤلاء الأطفال على إنهم مصابين باضطراب التلعثم ذي المنشأ النفسي من قبل طبيب نفسي
أداة البحث:
لغرض تحقيق أهداف البحث الحالي قامت الباحثة ببناء برنامج لعلاج اضطراب التلعثم ذي المنشأ النفسي لدى أطفال المرحلة الابتدائية, يتألف هذا البرنامج العلاجي من (10) جلسات علاجية بواقع (3) جلسات أسبوعياً, مدة كل جلسة (75) دقيقة, وبعد مرور (10) أيام على انتهاء الجلسات العشرة كانت هنالك جلسة تقويمية للتأكد من إن البرنامج العلاجي كان ذو فائدة في تخلص أطفال عينة البحث من تلعثمهم.
قامت الباحثة بعرض هذا البرنامج العلاجي بصيغته النهائية التي أعدتها على مجموعة من الخبراء للتأكد من صلاحية البرنامج العلاجي في علاج اضطراب التلعثم ذي المنشأ النفسي لدى أطفال المرحلة الابتدائية, فكانت أجابتهم إن البرنامج جيد وجاهز للتطبيق, وكان سؤالهم الوحيد هو كيف ستقيس الباحثة مدى تحسن الأطفال في جلسات البرنامج العلاجي؟ إذ ستكون الإجابة في الفصل الثالث من البحث الحالي.
نتائج البحث:
أشارت نتائج البحث الحالي إلى:
ظهور تحسن واضح في نطق أطفال عينة البحث وهذا ما تشير إليه الإحصاءات الموضحة في الفصل الثالث من هذا البحث. وبهذا يمكن القول إن هنالك فروق باتجاه التحسن يتضح أثرها في إزالة اضطراب التلعثم ذي المنشأ النفسي قبل
تم معاينة وتشخيص الأطفال من قبل د. حيدر عبد المحسن علي, بورد نفسية مقيم في مستشفى الرشاد للأمراض العقلية.
تطبيق البرنامج العلاجي وبعده لدى أطفال عينة البحث والذين هم من أطفال المرحلة الابتدائية.
التوصيات والمقترحات:
استكمالاً للجوانب الضرورية ذات العلاقة بهذا البحث فقد أوصت الباحثة بعدد من التوصيات والمقترحات وهي كالأتي:
التوصيات:
1. ضرورة الاهتمام بمرحلة الطفولة من كافة النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية, لأنها مع بعضها فضلاً عن عوامل أخرى تُكون شخصية الفرد المستقبلية, وهذا الاهتمام لا يكون من قِبل الأُسر وحسب وإنما أيضاًً تشترك فيه المدرسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.
2. من الجيد أن تكون للأطفال مطالعات خارجية ( قصص الأطفال) لأنها تساعد على تعليمهم النطق الجيد, وتزيد معلوماتهم, وتوسع مداركهم. والحرص على عدم الاكتفاء ببرامج التلفاز وأجهزة الحاسوب واللعب الإلكترونية. التي تجعل من الطفل أداة للتحريك فقط.
3. زيادة عدد الصفوف الدراسية, وذلك لجعلها تضم عدداً أقل من الطلبة يسهل على المعلم مراقبتهم, والتعرف على نقاط القوة والضعف لدى كلٍ منهم.
أما عن أهم مقترحات البحث الحالي فهي:
1- القيام ببناء برامج علاجية للاضطرابات النفسية التي قد تصيب الأطفال, ومنها التبول اللاإرادي, والعدوانية.
2- القيام بدراسات استطلاعية، تبحث في مشاكل الأطفال النفسية, ومن ثم بناء برامج علاجية لها.