العلاقات الإنسانية
من كتاب الإدارة التعليمية أصولها وتطبيقاتها د. محمد منير مرسي
المحاضرة الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين
مفهوم العلاقات الإنسانية :
ويقصد بها عملية تنشيط واقع الأفراد في موقف معين مع تحقيق توازن بين رضائهم النفسية وتحقيق الأهداف المرغوبة.
ومن هنا يمكن أن نفهم أن الهدف الرئيسي للعلاقات الإنسانية في الإدارة يدور حول التوفيق بين إرضاء المطالب البشرية الإنسانية للعاملين وبين تحقيق أهداف المنظمة ولهذا فإن الهدف الرئيسي للعلاقات الإنسانية يتضمن إرضاء أو إشباع الحاجات الإنسانية وما يرتبط بها من دوافع وتنظيم غير رسمي ورفع الروح المعنوية وتحسين ظروف العمل والوضع المادي للعاملين.
وعرفت العلاقات الإنسانية بأنها الأساليب والوسائل السلوكية التي يمكن عن طريقها استثارة دافعية العاملين وحفزهم على المزيد من العمل المثمر المنتج.
ولذا يمكن القول أن العلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات طيبة أو عبارات مجاملة تقال للآخرين وإنما هي بالإضافة إلى ذلك تفهم عميق لقدرات العاملين وطاقاتهم وإمكاناتهم وظروفهم ودوافعهم وحاجاتهم واستخدام كل ذلك لحفزهم على العمل معا كجماعة تسعى لتحقيق هدف واحد في جو من التفاهم والتعاون والتعاطف.
مجالات العلاقات الإنسانية:
1- تهيئة المكان المناسب المريح للعمل.
2- الأمن والطمأنينة.
3- الشعور بالانتماء.
4- النجاح والتقدير .
5- المكانة الاجتماعية.
6- تحقيق الذات.
أسس العلاقات الإنسانية :
1- الاهتمام بقيمة الفرد.
2- المشاركة والتعاون.
3- العدالة في توزيع العمل .
4- التحديث والتجديد والتطوير .
والطريقة الأساسية التي تساعد على إيجاد جو مرضي وتكوين علاقات إنسانية جيدة في المدرسة:
-احترام شخصية العاملين الذين يعمل معهم مدير المدرسة ، واحترام شخصيتهم له مظاهر عديدة:
ـ الاهتمام بهم وبمشكلاتهم.
ـ إعطاء حق الاعتبار التام لآرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم وذلك نابع من اجتماعات هيئة التدريس.
ـ تشجيع أوجه النشاطات الاجتماعية التي تساعد على إقامة علاقات صداقة بين أعضاء هيئة المدرسة وبين إدارة المدرسة.
ولا يقتصر هذا الاحترام على شخصية المدرس فحسب بل يتعداه أيضا إلى احترام شخصية الطلاب ، فكل من في المدرسة يجب أن يحس بأنه مرحب به وأنه جزء من برنامج المدرسة كما يجب أن يعامل كل طالب معاملة عادلة ، وأن يحس أن إدارة والمدرسين أصدقائه وليسو مجرد أشخاص يوجهون كل جهودهم لتشكيله وفق نمط معين من السلوك.
ولا شك أن مثل هذه الروح تتطلب طرقا خاصة تتعلق بمدير المدرسة أما طلابه فعليه أن يسمع لرغباتهم وشكاواهم ، وان يوجد وسائل الاتصال التي يمكن عن طريقها سماع آرائهم ، وأن يشجع جمع البيانات الكافية عن كل منهم حتى يمكن للمدرسة أن توجههم التوجيه المناسب.
فالإدارة المدرسية يجب أن تقدر أهمية مساعدة المدرسين والطلاب في حل مشكلاتهم الشخصية وأن تعاونهم على التغلب على هذه الصعاب ومعالجتها.
ولا شك أن مدير المدرسة بحله للمشكلات الشخصية للمدرسين يساعد على إيجاد جو عاطفى وروحي طيب للطلاب ، إذ تنعكس حالة المدرسين النفسية على الطلاب.
معرفة الدافعية إلى العمل :
وتقوم الدافعية إلى العمل في أساسها على ما يسمى بالتسلسل الهرمي للحاجات الإنسانية لماسلو "Maslowa" ويقسمها ماسلو إلى خمسة
أنواع هي :
الحاجات الفسيولوجية ( مثل الأكل والشرب والنوم والراحة) ( الحاجات الأساسية ).
- الحاجة إلى الانتماء إلى المؤسسة .
- الحاجة إلى الأمن والطمأنينة .
- الحاجة إلى التقدير والمكانة الاجتماعية.
- الحاجة إلى تحقيق الذات.
ويمكن ترجمة هذه الحاجات إلى دوافع تدفع الإنسان إلى العمل والنشاط ويمكن أن تكون هذا الدوافع مادية وغير مادية كما جاءت في نظرية العاملين لهرزبرج " Herzberg" العوامل الدافعية والعوامل الوقائية والصحية.
الحوافز :
وتتمثل في التقدير والاستقلال والإنجاز، المسؤولية ، التقدم والرقي ، والعوامل الوقائية والصحية وتتمثل في الراتب ، الأمن ، والظروف المادية للعمل ، العلاقة مع الزملاء والرؤساء ، والإشراف ، والاستقرار ، العوامل الأولى تتفق مع تحقيق الذات في نظرية الحاجات لماسلو والعوامل الثانية تتفق مع حاجات ماسلو الدنيا.
العمل مع الجماعة:
ويتم عن طريق :
أ- تقليل الخلافات بالإقناع والاقتناع والحصول على اتفاق جماعي .
ب- التعاون لا التنافس.
ويستطيع رجل الإدارة بطرق مختلفة أن يساعد مجموعته على الوصول إلى اتفاق أو إجماع بشأن اتخاذ القرار ، كما يساعد على تقارب الجماعة والتفاعل بهم ويجعل الفرد يساهم في اتخاذ القرار بالطرق التالية:
1- تجنب المجاملة والتعرف على إمكانات كل فرد.
2- أن تكون صلته بمرؤوسيه صلة رسمية لكن إنسانية في نفس الوقت قائمة على الاحترام .
3- أن يبتعد عن الانتقادات الشخصية.
4- أن لا يغتر بالسلطة الممنوحة له ويسيء استغلالها.
ديناميات الجماعة:
بناء الجماعة وتركبيها والعلاقات التي تحكمها والتفاعل السلوكي والاجتماعي بين أفرادها تساعد رجل الإدارة على توجيه الجماعة توجيها سليما.
الاعتبارات التي تساعد على تماسك الجماعة وتفاعلها:
أ ـ توفير الاتصال الفعال:
نقل المعلومات والبيانات الباب المفتوح.
الاتصال الأتوقراطي :يتميز بالبطء في الأداء عيوبه عزل ألأفراد عن بعضهم البعض ، يضع على الرئيس ( وحيد الاتجاه). العبء لكن الاتصال فردي.
الاتصال الديمقراطي تبادل الآراء ويتميز
الاتصال المتبادل بالسرعة في الأداء.
ب ـ المشاركة :
عملية نفسية سلوكية تساعد الأفراد على إشباع حاجاتهم من حيث المكانة والتقدير الاجتماعي وتحقيق الذات ، وتجعل الفرد يحس بنفسه وأهميته وهذه المشاركة تسهم بطريقة مباشرة بإيجاد العلاقات الإنسانية وترتبط ارتباطا طرديا بها.
ج ـ التشاور :
يعد مظهر عمليا للمشاركة ويترتب عليه إبداء الرأي والنصيحة.
د ـ الاهتمام بالنواحي النفسية والاجتماعية:
يترتب على المشكلات في العلاقات الإنسانية مشكلات نفسية واجتماعية وقد يترتب على عدم معالجتها مظاهر سلوكية تشير إلى ضعف العلاقات الإنسانية مثل ( التغيب ، الانقاطع ، المرض ، انخفاض الأداء ، الشقاق ، الخلافات ، النزاع ، الشكاوي ، وكثرة التظلمات .
ـ الروح المعنوية :
الجو العام الذي يسيطر بين الجماعة ويوجه سلوكها ، وأنها واضحة على وجود العلاقات الإنسانية في المنظمة ن أي هناك ارتباط بين الروح المعنوية والعلاقات الإنسانية وهذا الارتباط ارتباط طردي بمعنى كلما ارتفعت الروح المعنوية أدى إلى ارتفاع نسبة العلاقات الإنسانية الجيدة بينهم.
المظاهر العامة التي يمكن الاستدلال بها على مستوى الروح المعنوية :
أ ـ مستوى الأداء والإنتاج.
ب ـ مدى استمرار العاملين في العمل.
ج ـ مدى غياب العاملين وانقطاعهم عن العمل.
د ـ مدى ما يسود بين الأفراد من شقاق ونزاع وخلاف .
هـ ـ مدى كثرة الشكاوي والتظلمات.
ـ الصراع :
مرتبط بسوء التفاهم والخلافات والمنازعات بين الجماعة وهذا مرتبط بالحياة البشرية إلا أنها في حاجة ماسة إلى التكيف وأن المسؤولين يقللون ويعاجلون حدة الصراع بين العاملين حيث أظهرت درجة كفاءة المنظمة والصراع يرتبط ارتباطا عكسيا مع العلاقات الإنسانية بمعنى كلما ارتفعت درجة الصراع بين العاملين في المدرسة كلما أدى ذلك إلى انخفاض العلاقات ألإنسانية بينهم.
ويتطلب إيجاد الجو المدرسي الصحيح أن يكون مدير المدرسة ( صفاته):
1- الشخصية المتكاملة.
2- أن يكون ودودا محبا للعاملين وان يجيد العاملين العمل معه.
3- الإخلاص في العمل .
4- أن يتميز بالحكم الصائب.
5- القدرة على كسب ثقة الآخرين.
6- القدوة في العمل.