.......... سَينـاءُ تَتَحـدَّثُ عَنْ نَفْسِهــا
.
.
أنــا الشُّـؤْبُـوبُــةُ الجَـيْـــداءِ و البيـــداءُ عُـنــوانـي
عَــروبُ كِـنــانَـةَ الـرَّحْـمَـنِ عُـرْجـونـاً من القـانـي
سَـليلةُ مَـنْ بَنـى الهَــرَمَ و ذاكَ الطــودُ برهـانـي
غِـــرارُ الهِنْـــدِ تَعْـرِفُنـي و رَبُّ الكَــــونِ يـرعـانـي
.
شَـرِبْنــا مِنْ سُقـَـى اليَعْبـــوبِ أزْمـانــاً من الأزلِ
و لـنْ تَسْعـى بـداوتُنـا لِمـاءِ القـاصِـي و الـدَّانـي
فَــإنْ جـارتْ نُيــوبُ الأرضِ و الرَّمْضـــاءُ تَـسْتَـعِــرُ
فـمـا الجَهْـراءُ تهجـونـي و مـا الأحقــاف تعصانـي
.
أنـا الرَّمَّـــاحَـةُ الشَّهْبــاءِ و الصَّمْصــامُ صِنْــوانــي
أجـــوبُ الَّليـلَ كـالأشْبــاحِ و الأرمـــاحُ تخشانـي
فــإنْ هــاشَتْ بنــا الأُمَـــمُ فلنْ تَقْهَـــرْ بـوادينــا
و إن جــاشَتْ بنــا الهِمَــمُ فَـلَنْ يَـرْتَـــدَّ بُرْكـانـي
.
فَيــا رأسَ الـــرَّدى مَهْـــلا أتـَعْــرِفُ من تُنـازلَهـــا
أتَعْلـــمُ أنَّ ضـاريَتــي تُـدَمْـــدِمُ حَوْمــةَ الجـانــي
و أنَّ خـوالِـــــدَ الأحْـبــــاشِ إرثٌ مـن كِـنــانتِنــــا
و ذاكَ الأسْمَـــرُ المَيْســونُ دونَ الخَلْـقِ يرعـانـي
.
سَلُـونـي إنْ تبـاكى الليلُ من صاخـاتِ أسـوانــي
على الأطــلالِ و الغَــزَلِ و قـلب العاشق العـانـي
و آرامُ الهَـــوى تَـنْـعـى كِــــرامَ الـوَجْــــدِ مِـن أزلٍ
مضـى كـالرِّيــحِ معتصماً _ مضى و الضيـم آتانـي
.
كَـفَـى يــا رَنَّــةَ العيــــدانِ تَغْـريـــداً بأشْجـانــي
فَنـُــوقُ الرَّحْــلِ تَحْتَــدِمُ حَسيسـاً حيـن تلقانـي
على وتـــر الهــوى عينــاً لِمَنْ دونِ الوَمــىَ داري
و إنـي للجــوى رِدْفٌ و كــأسُ العشـقِ أدمـانــي
.
سلــوا قـلبـي عُبـابَ الوَجْـــدِ و الآرابُ تَـرْتَحِــــلُ
كـمـا الأَطْيـــارِ أسْرابـــاً و لم تـسـعـى لأفنانــي
و لحـظي في الدجى ماضٍ كَرُمْحٍ أدْرَكَ المـــأوى
يُبـاغِـتُ صَهْــوةَ الجــانـي و لن تَهْتـَــزُّ أجفـانــي
.
أنـا مَـنْ باغَـتَ العنقــاءَ و الـرَّقْشــــاءُ تَـعْـرِفُنــي
و ذاكَ الـوَغــدُ مَـدْحــوراً بـِــذاتِ الصَّـلـفِ آتــانـي
سَـرى كـالأوسِ مستتراً شَـــريــداً بين أقـرانــي
فـلــمْ تَرْضَـــخْ لـه عَيْــنٌ و لن تثنيــهِ حـيـتــانـي
.
فيــا من عـــاسَ وادينــا بِـــزَوْدٍ العابثِ الفــانـي
حـَــــذارٍ فـالــرَّدى أمــرٌ لمـن يَفْجُـــرْ بأكـنـانــي
فَسَلْ صُهيونَ عَنْ أمْري و سَلْ سَيناءَ عَنْ زَمْـري
و سَلْ كَيْـفَ الهـوى يَحْبو لذاكَ الأسمـرُ الحانـي
.
.
بقلمي ... فارس الأشعار دكتور رؤوف
.