الشيخ ابو إسراء

نلتقي لنرتقي نلتقي من اجل الانسانية نرقي بأنفسنا ونرتقي بمن حولنا نتعاون لنصلح انفسنا وندعوا غيرنا م

درس الخميس ٥. ٥. ٢٠١٦
أحكام شَهْر شَعْبَان

الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه..وبعد..لماذا سُمي شعبان بهذا الاسم؟ قال ابن حجر - رحمه الله -: "وسمي شعبان؛ لتشعبهم في طلب المياه أو في الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام،... وقيل فيه غير ذلك". فتح الباري (4/251).ما هو هدي النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- في صوم شعبان؟ ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم شعبان كله، فعنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ". [رواه أحمد (26022)، وأبو داود (2336) والنسائي (2175) وابن ماجه (1648)]. ولفظ أبي داود: " أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ" [صححه الألباني في صحيح أبي داود (2048)] .وثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: " لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّه". [البخارى(1969)]، فظاهر هذان الحديثان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم شهر شعبان كله، وورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم شعبان إلا قليلاً، فعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَت: " سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا". [رواه مسلم (1156)]. وفي رواية عنها - رضي الله عنها -: " كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا".قال الحافظ: إن حديث عائشة [يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث أُمّ سَلَمَة " أَنَّهُ كَانَ لا يَصُوم مِنْ السَّنَة شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَان" أَيْ: كَانَ يَصُوم مُعْظَمَهُ. وَنَقَلَ التِّرْمِذِيُّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قَالَ: جَائِزٌ فِي كَلام الْعَرَب إِذَا صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يَقُولَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ. [فتح البارى (4/252)].وقال الطِّيبِيُّ: يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم شَعْبَان كُلّه تَارَة وَيَصُوم مُعْظَمَهُ أُخْرَى لِئَلا يُتَوَهَّم أَنَّهُ وَاجِب كُلّه كَرَمَضَانَ، ثم قال الحافظ: وَالأَوَّل هُوَ الصَّوَاب] اهـ يعني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يصوم شعبان كاملاً، واستدل له بما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: وَلا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، وَلا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ، وَلا صَامَ شَهْرًا كَامِلا غَيْرَ رَمَضَانَ. [مسلم (746)]، وبما رواه البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: مَا صَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا كَامِلا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ [البخاري (1971) ومسلم (1157)]. وقال السندي في شرحه لحديث أم سلمة: " يَصِل شَعْبَان بِرَمَضَان" أَيْ: فَيَصُومهُمَا جَمِيعًا، ظَاهِره أَنَّهُ يَصُوم شَعْبَان كُلّه... لَكِنْ قَدْ جَاءَ مَا يَدُلّ عَلَى خِلافه، فَلِذَلِكَ حُمِلَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَصُوم غَالِبه فَكَأَنَّهُ يَصُوم كُلّه وَأَنَّهُ يَصِلهُ بِرَمَضَان اهـ قال ابن عبد البر: "واستحب ابن عباس و جماعة من السلف - رحمهم الله - أن يفصلوا بين شعبان ورمضان بفطر يوم أو أيام، كما كانوا يستحبون أن يفصلوا بين صلاة الفريضة و النافلة بكلام، أو قيام أو مشي، أو تقدم أو تأخر من المكان. [الاستذكار (371/3)]. ما هو فضل الصوم في شعبان؟ عن أسامةُ بنُ زيد - رضي الله عنهما - أنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: (( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)). رواه النسائي، وحسنه الألباني. هل صحت أحاديث
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2016 بواسطة t1966a

عدد زيارات الموقع

9,134