الشيخ ابو إسراء

نلتقي لنرتقي نلتقي من اجل الانسانية نرقي بأنفسنا ونرتقي بمن حولنا نتعاون لنصلح انفسنا وندعوا غيرنا م

درس الخميس ٢٨. ٤. ٢٠١٦

حُكمُ الصَّلاةِ على الميِّتِ

الفرع الأوَّل: حُكمُ الصَّلاةِ على الميِّتِ الحاضرِ
الصَّلاةُ على الميِّتِ المسلمِ الحاضِرِ فرضُ كفايةٍ.
الأدلَّة:
أولًا: من الكِتاب:
قال الله تعالى: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ [التوبة: 84]
وجه الدلالة:
أنَّ النهيَ عن الصَّلاةِ على المنافقِ يُشعِرُ بالصَّلاةِ على المسلمِ الموافِقِ (1) . 
ثانيًا: من السُّنَّة
1- عن سَلمةَ بنِ الأَكوعِ رضي الله عنه: ((أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أُتي بجِنازةٍ ليُصلِّيَ عليها، فقال: هل عليه مِن دَينٍ؟ قالوا: لا، فصلَّى عليه، ثم أُتي بجِنازةٍ أخرى فقال: هل عليه مِن دَينٍ؟ قالوا: نعمْ، قال: فصلُّوا على صاحبِكم. قال أبو قتادة: عليَّ دَينُه يا رسولَ الله، فصلَّى عليه)) (2) .
وجه الدلالة:
قوله: ((فصلُّوا على صاحبِكم)) أمرٌ، وهو للوجوبِ (3) . 
2- عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ: ((قدْ تُوفِّي اليومَ رجلٌ صالحٌ من الحَبَش، فهُلمَّ، فصلُّوا عليه)) (4) .
وجه الدلالة:
في صلاةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ على النَّجاشيِّ إذْ لم يُصلِّ عليه أحدٌ من قومِه، وأمْرِه صلَّى الله عليه وسلَّمَ أصحابَه بالصَّلاة عليه معه، دليلٌ واضحٌ على تأكيدِ الصَّلاةِ على الجنائزِ، وعلى أنَّه لا يجوزُ أنْ تُترَكَ الصَّلاةُ على مسلِمٍ ماتَ (5) . 
ثالثاً: من الإجماع
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ حزم (6) ، والنوويُّ (7) ، وابنُ الملقِّن (8) ، والكمالُ بنُ الهُمامِ (9) .
الفرع الثَّاني: الصَّلاةُ على الميِّتِ الغائبِ
صلاةُ الغائبِ مشروعةٌ على مَن ماتَ ولم يُصلَّ عليه، وهو روايةٌ عن الإمامِ أحمدَ (10) ، واختيارُ الخَطَّابيِّ (11) ، وابنِ تيميَّةَ (12) ، وابنِ القيِّم (13) وابنِ عُثَيمين (14) والألبانيِّ (15) . 
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة 
1- عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: ((أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ، فكبَّرَ عليه أَرْبَعًا)) (16) .
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ نعَى النجاشيَّ في اليومِ الذي ماتَ فيه، وخرَج بهم إلى المصلَّى، فصفَّ بهم، وكبَّرَ عليه أربعَ تكبيراتٍ)) (17) .
وجه الدلالة:
أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ صلَّى على النجاشيِّ؛ لأنَّه مات ببن الكفَّارِ، ولم يُصَلَّ عليه (18) .
ثانيًا: أنَّه لم يكُنْ من هَدْي النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّته الصَّلاةُ على كلِّ ميِّتٍ غائبٍ؛ فقد ماتَ خلقٌ كثيرٌ من المسلمين وهم غُيَّبٌ، فلم يُصلِّ عليهم (19) .
ثالثًا: أنَّه لَمَّا مات الخلفاءُ الراشدون وغيرُهم لم يُصلِّ أحدٌ من المسلمين عليهم صلاةَ الغائبِ، ولو فَعَلوا لتواتَرَ النقلُ بذلِك عنهم (20) .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 28 إبريل 2016 بواسطة t1966a

عدد زيارات الموقع

9,134