الطعن في أصحاب النبي.. إثم كبير هل هناك فرق بين آل البيت وآل محمد صلي الله عليه وسلم؟ المقصود بآل البيت هم الذين ينتسبون إلي بيت الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم ولقد اختلف أهل العلم في تحديد أهل البيت. فذهب فريق منهم عطاء وعكرمة وابن عباس إلي أن أهل البيت هم:" زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم خاصة لا رجل معهن. لأن البيت أريد به المساكن. والله تعالي يقول:"وأذكرن ما يتلي في بيوتكن" "الأحزاب 34" وذهب فريق ثان إلي أن المراد بآل البيت هم: علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة وبه قال:أبوسعيد الخدري ومجاهد وقتادة والزمخشري. وذهب فريق ثالث إلي أنهم أولاده وأزواجه والحسن والحسين وعلي منهم لمعاشرته فاطمة وملازمته النبي صلي الله عليه وسلم. وقال السيوطي: هؤلاء هم الأشراف حقيقة في سائر العصور. وهو ما عليه الجمهور. وهذا ما رواه مسلم عن زيد ابن أرقم قال:" قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"أما بعد.. أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك بينكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به.. إلي أن قال:"وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" قالها ثلاثاً. أما آل محمد: فقد اختلف أهل العلم ايضا في تحديدهم. فقال بعضهم: أمته وقال بعضهم الآخر: بل هم المتقون من أمته واستدل اصحاب هذا القول بحديث:" آل محمد كل مؤمن تقي" ولكن الصحيح أن آل محمد هم أهل بيته صلي الله عليه وسلم. خاصة لا سيما إذا تبين لنا أن الحديث الأخير موضوع وهذا ما نقل عن الشافعي وأحمد وبعض الفقهاء المعاصرين. وفي جميع الأحوال فإننا مأمورون بحب آل البيت والوصية بهم وعدم بغضهم لقوله صلي الله عليه وسلم: استوصوا بأهل بيتي خيراً فإني خاصمكم عنهم غداً ومن أكن خصمه خصمه الله". : تحت الزعم بأنهم رجال ونحن رجال وأن لكل زمن رجاله. هل يعد من قبيل النقد وحرية التعبير الطعن في اصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أو القدح في أوصافهم؟. : إن الطعن في أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أو القدح في أوصافهم جرم عظيم وإثم كبير. لأنهم هم الذين تحملوا أمانة الدعوة ونشروها في بقاع الدنيا. وهم الذين نصروا الإسلام وناصروه. وهم الذين استطاعوا قهر أعداء الدين الفرس والروم. فهم أعظم درجة عند الله. كما وصفهم المولي عز وجل في كتابه العزيز:"فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم" "آل عمران 195". ويقول صلي الله عليه وسلم:" الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي. فمن أحبهم فبحبي أحبهم. ومن ابغضهم فببغضي أبغضهم. ومن آذاهم فقد آذاني. ومن آذاني فقد أذي الله فيوشك أن يأخذه الله". ويقول ايضا: لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" وبهذا فمن يسبهم أو يقدح في أوصافهم أو يسيء إليهم تحت زعم أنهم بشر ونحن بشر وأن حرية التعبير مكفولة فقد أخطأ وافتري إثماً عظيماً. لأنهم ثقات عدول. وأين نحن منهم؟.
عدد زيارات الموقع
9,134