اخبرنا الله عز وجل عن ادم وحواء انهم شركاء فى النهى
(فلا تقربا هذة الشجرة" واخبرنا ايضا انهم شركاء فى الوعيد "فتكونا من الظالمين"
ثم اخبرنا الله عز وجل انهم شركاء فى الحالة
"فوسوس لهما" - "فأزلهما الشيطان"
ثم اخبرنا الله عز وجل عن كونهم شركاء فى العقاب الالهى
"فقلنا اهبطوا منها جميعا"
.
ولكن عند التوبة - لم يخبرنا الله الا عن توبته على ادم عليه السلام
"فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه"
.
لماذا افرد الله ادم بالتوبة رغم ان حواء كانت شريكته فى كل الحيثيات واوضح الله انها تحمل نفس القدر من الذتب كما ادم وكذلك حملت نصيبها من العقاب فى الهبوط الى الارض ؟!!!
.
لماذا لم يشرك الله حواء فى التوبة مع ادم او يذكرهما معا فى التوبة كما ذكرهما معا فى المعصية ؟
.
الأولى: أن قوله تعالى: (( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )) (البقرة:37), ظاهره مختص بآدم (عليه السلام) ولا دلالة على دخول حواء فيه, فنحن وظاهر الآية ومن دون القرائن الخارجية لا شمول لها لحواء, ولولا ما ثبت من القرآن وما نقل من الديانات السابقة بحيث أصبح عندنا القطع في دين الإسلام توبة حواء أيضاً, لم يكن لنا دلالة من الآية بمجردها على ذلك.
إذ من الواضح أن تلقي الكلمات في آية سورة البقرة والاجتباء في قوله تعالى (( ثُمَّ اجتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيهِ وَهَدَى )) (طـه:122), مختص بآدم (عليه السلام) بل أن سياق آيات سورة البقرة وسورة طه وسورة الأعراف كلها مختص بآدم (عليه السلام) بالأصل, إنما ذكرت زوجه بالتبع.
قال ابن الجوزي: وإنما لم تذكر حواء في التوبة لأنه لم يجرِ لها ذكر لا أن توبتها ما قبلت (زاد الميسر1:58).
وقال القرطبي: الرابعة: إن قيل لـِمَ قال (عليه) ولم يقل عليهما وحواء مشاركة له في الذنب بإجماع وقد قال: (( وَلا تَقرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ )) (البقرة:35), و (( قَالا رَبَّنَا ظَلَمنَا أَنفُسَنَا )) (الأعراف:23), فالجواب أن آدم لما خوطب في أول القصة بقوله: (( اسكُن )) (البقرة:35), خصه بالذكر في التلقي فلذلك كملت القصة بذكره وحده (تفسير القرطبي 1:325).
وقال الثعالبي: وإنما خص الله تعالى آدم بالذكر في التلقي والتوبة وحواء مشاركة له في ذلك بإجماع, لأنه المخاطب في أول القصة فكملت القصة بذكره وحده (تفسير الثعالبي1:223).
وكلامهم واضح باختصاص الخطاب بآدم (عليه السلام) وعدم دخول حواء فيه وأن كنا نخالف الثعالبي والقرطبي في مشاركة حواء لآدم (عليه السلام) في التلقي, بل أن التلقي والاجتباء كان مختصاً بآدم (عليه السلام) نعم هي شاركته في التوبة, ولكن بعد أن علمها آدم (عليه السلام) الكلمات.
فإذا وضح ذلك يتضح أن النقض الذي حاوله المستشكل لا موضع له بعد أن كانت الآية مختصة بآدم (عليه السلام) ولا تشمل حواء, إذ لا يتم ما أراد إلا إذا كان ظاهر الآية يشملهما معاً.
وأما قول بعض المفسرين بدخول حواء في الآية للتغليب فليس هو من ظاهر الآية بل لما ثبت من الخارج من قوله تعالى: (( قَالا رَبَّنَا ظَلَمنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَم تَغفِر لَنَا وَتَرحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ )) (الأعراف), ولما ثبت بالقطع من دين الإسلام بأن التوبة شملت حواء أيضاً, فلا دلالة للآية بما هي على التغليب ودخول حواء فيها, بل ثبت من خارج .
ونحن نطالب بالدليل على دخول أبي بكر في آية التوبة فالكلام نفس الكلام في قوله تعالى: (( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَم تَرَوهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )) (التوبة:40) فأنها بما هي حسب دلالة ظاهرها مختصة برسول الله (صلى الله عليه وآله) لأفراد الضمائر فيها ولا تشمل شخصاً آخر, والادعاء بأنها تشمل أبا بكر (لو سلمنا بوجوده في الغار!!) بالتغليب يحتاج إلى قرائن خارجية نقلية أو عقلية تثبت شموله بالسكينة وتأييد الجنود وفي ذلك خرط القتاد.
بل قام الدليل على العكس بعدم شموله بالسكينة وتأييد الجنود في الآية بعد المقايسة مع الآيات الأخر التي ورد فيها ذكر لنزول السكينة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمؤمنين معه كما في قوله تعالى: (( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤمِنِينَ وَأَلزَمَهُم كَلِمَةَ التَّقوَى )) (الفتح:26), وقال تعالى: (( ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَم تَرَوهَا )) (التوبة:26).
فلو كان أبو بكر موضعاً لنزول السكينة كما كان المؤمنون مع النبي موضعاً لها لورد ذكره في الخطاب صريحاً, وهذا الموضع هو معقد استدلال الشيعة بعدم نزول السكينة على أبي بكر لو كان هو الموجود في الغار .
وبعبارة أخرى: أننا نستدل بقياس استثنائي وهو كلما نزلت السكينة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى المؤمنين معه ذكرهم القرآن صريحاً, فإذا ورد مورد نزلت السكينة مع النبي (صلى الله عليه وآله) آخرين ولم يذكرهم القرآن دل ذلك على أن الموجودين معه ليسوا مؤمنين وإلا لذكروا.
فكان على المستشكل أن يأتي بآيات فيها وقوع التوبة لآدم مع آخرين معه حتى تتم المقايسة مع الآية المعنية المنفردة ظاهراً بالتوبة عليه (عليه السلام), ثم الاستدلال بثبوت توبة حواء معه وأن لم تذكر ليتم له ما أراد من أثبات التغليب بنزول السكينة على أبي بكر.
الثانية: ومما مضى يظهر أن آدم وحواء (عليهما السلام) وأن اشتركا في النتيجة وهي قبول التوبة والهبوط إلى الأرض وذلك لعدم الإنفكاك في الخارج لأنهما خلقاً ليعيشا معاً ولكن آدم (عليه السلام) أختص بنزول الكلمات والاجتباء بنص القرآن, وكذا أختص رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنزول السكينة وتأييد الجنود وأن أشترك معه صاحبه في الغار أياً كان بالنجاة من كفار قريش وذلك لعدم الانفكاك في الخارج وملازمة نجاة النبي (صلى الله عليه وآله) مع نجاة صاحبه.
فإنا وأن قطعنا بالتوبة على حواء وسلمنا أن التوبة تشملها ولو بالتغليب ولكنه اشتراك في النتيجة لا أكثر, كما أننا نعلم بنجاة النبي (صلى الله عليه وآله) وصاحبه في الغار, ولكن أين الاشتراك في النتيجة من الاختصاص بالسكينة وتأييد الجنود!! منقول
5 ساعة · إعجاب · 2
سؤال وكيف وسوس الشيطان لهما بعد ما طرد من الجنه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف المفسرون في الكيفية التي وسوس بها الشيطان لآدم وحواء -عليهما السلام- فقال ابن مسعود وابن عباس وجمهور العلماء: أغواهما مشافهة.
ودليل ذلك قوله تعالى: (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ) [الأعراف:21]. تفسير القرطبي ج1 ص 214.
وقال البيضاوي: واختلف في أنه تمثل لهما قفاولها بذلك، أو ألقاه إليهما عن طريق الوسوسة، واختلف كيف توصل إلى الوسوسة إليهما بعدما قيل له: (فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) [الحجر:34].
فقيل: إنه مُنع الدخول على جهة التكريم، كما كان يدخل مع الملائكة، ولم يمنع أن يدخل ذليلاً حقيراً ابتلاء لآدم وحواء، وقيل: قام عند الباب فناداهما. وقيل: دخل في فم الحية حتى دخلت به.
وذكر القرطبي عن عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال: دخل إبليس الجنة في فم الحية، وهي ذات أربع كالبُخْتِيَة من أحسن دابة خلقها الله تعالى بعد أن عرض نفسه على كثير من الحيوان فلم يدخله الجنة، فلما دخلت به الجنة خرج من جوفها إبليس، فأخذ من الشجرة التي نهى الله آدم وزوجه عنها، فوسوس لحواء أولا حتى أكلت منها، ثم أغوى آدم، وقالت له حواء: كل فإني أكلت منها، فلم تضرني، فأكل منها فبدت لهما سوآتهما، وحصلا في حكم الذنب، فقال الله لآدم: اهبط إلى الأرض التي خلقت منها، ولعنت الحية، وردت قوائمها في جوفها، وجُعِلت العداوة بينها وبين بني آدم، ولذلك أمرنا بقتلها... ثم قال: وقالت طائفة: إن إبليس لم يدخل الجنة إلى آدم بعدما أخرج منها، وإنما أغوى بشيطانه وسلطانه ووساوسه التي أعطاه الله تعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم".
وعلى هذا، فإن أهل التفسير قد اختلفوا في الكيفية التي وسوس بها الشيطان لآدم عليه السلام، ولعل الراجح من أقوالهم في ذلك هو ما صدَّر به كثير من المفسرين هذه الأقوال، وهو قول ابن مسعود وابن عباس: أن الوسوسة كانت مشافهة.
واستدلوا لذلك بقوله تعالى: (وَقَاسَمَهُمَا) والمقاسمة ظاهرها المشافهة، وإن دخوله إلى الجنة بعد الطرد منها كان دخول الذليل المحتقر.
والله أعلم.الكيفية التي وسوس بها الشيطان لآدم وحواء - إسلام ويب -