دروس وعبر من تحويل القبلة بين النظرية والتطبيق،
عناصر الخطبة:
وسطية الأمة وشهادتها على جميع الأمة
التسليم المطلق والانقياد الكامل لله تعالى، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم
وحدة الأمة الإسلامية
تحويل حالنا مع الله
المقدمة: أما بعد:
الدرس الأول: وسطية الأمة وشهادتها على جميع الأمم
هذا الدرس يتمثل في قوله تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[ البقرة : 143]. وهنا إعجاز عددي في هذه الآية الكريمة ، فعدد آيات سورة البقرة 286 ÷ 2 = 143 ، هذا هو رقم هذه الآية ، فكأن الآية نفسَها جاءت وسطاً ، وكفى بها رسالة للأمة لتكون وسطاً في كل شئ.
والوسطية هنا تعني الأفضلية والخيرية والرفعة؛ فالأمة وسط في كل شيء، وسطية شاملة .. فهي وسط في الاعتقاد والتصور، وسط في العلاقات والارتباطات ، وسط في أنظمتها ونظمها وتشريعاتها ، وحري بالمسلمين أن يعودوا إلى وسطيتهم التي شرفهم الله بها من أول يوم ..نعم ، أمة وسطاً : مجانبة للغلو والتقصير ، لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ولا قصروا تقصير اليهود في أنبيائهم ، فخير الأمور أوسطها، وقال علي ـ رضي الله عنه ـ : “عليكم بالنمط الأوسط فإليه ينزل العالي، وإليه يرتفع النازل” .. فحري بمن تشددوا في الدين أن يعودوا إلى وسطية الإسلام . وحري بمن كفّروا المسلمين وفسّقوا المصلحين أن ينهلوا من وسطية الإسلام.
إن هذه الوسطية أهلت هذه الأمة ومنحتها الشهادة على جميع الأمم، وهذه الشهادة قسمان: شهادة على نفسها في الدنيا، وشهادة على غيرها في الآخرة.
فشهادتها على نفسها في الدنيا: أن يشهد بعضهم على بعض، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ!!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ” ( متفق عليه واللفظ لمسلم ) وفي رواية :” المؤمنون بعضهم على بعض شهداء، المؤمنون شهداء الله في أرضه” ؛ فشهادة الأمة في الدنيا سبب في وجوب دخول الصالح الجنة والطالح النار. وعَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَا مِنْ مَيِّتٍ تُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ” (مسلم) وفي راوية أخرى لمسلم عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ أَوْ بِعُسْفَانَ فَقَالَ يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَاسٌ قَدْ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَخْرِجُوهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا شَفَّعَهُمْ اللَّهُ فِيهِ”، وعَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ صُفُوفٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ ” قَالَ فَكَانَ مَالِكٌ إِذَا اسْتَقَلَّ أَهْلَ الْجَنَازَةِ جَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ لِلْحَدِيثِ. (أبوداود والترمذي وأحمد ) ، لذلك استحب العلماء تكثير الصفوف بحيث لا تقل عن ثلاثة، فلو كانوا ستة جعلنا في كل صفٍ رجلين.
كما أن شهادة الجيران للميت شفاعة ، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” ما من مسلمٍ يموتُ فَيَشْهَدُ لهُ أربعَةٌ أهلُ أَبْياتٍ من جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ أنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ إلَّا خيرًا ؛ إلَّا قال اللهُ : قد قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ فيهِ ، وغَفَرْتُ لهُ ما لا تعلمُونَ .” [ صحيح الترغيب والترهيب – الألباني ]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ فُلاَنَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاَتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا ، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهاَ بِلِسَانِهَا ، قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَإِنَّ فُلاَنَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاَتِهَا ، وَأَنَّهَا تَصَدَّقُ باِلأَثْوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلاَ تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي الْجَنَّةِ. [ صحيح الترغيب والترهيب – الألباني ] . على أن عدد الشهود لا يقل عن اثنين، فعن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، قُلْنَا وَثَلَاثَةٌ؟ قَالَ: وَثَلَاثَةٌ قُلْتُ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: وَاثْنَانِ ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ الْوَاحِدِ” ( البخاري)، فأي امرئ شهد له أربعة من المؤمنين بالخير أو ثلاثة أو اثنان، فإن الله عز وجل يدخله الجنة، أما الواحد فلم يسألوه عنه؛ لأنهم أدركوا أنه إذا لم تقبل شهادة الواحد في أمور الدنيا، في التجارات والبيع والشراء، في الأراضي، فكيف تقبل شهادة الواحد على صلاح الإنسان، ليكون أهلاً لدخول الجنة؟! ولهذا لم يسألوه صلى الله عليه وسلم عن الواحد. لكن لا ينبغي أن نقطع لإنسان أنه من أهل الجنة، ولا نقطع لآخر أنه من أهل النار، بل إنك تعطي شهادتك وتفوض الأمر لله، فعَنْ جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ: ” أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ؟!! فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ”(مسلم)، وقد وقع كثير من العوام في هذا الخطأ الجسيم فيقولون: ( فلان مش هيورد على جنة ، وفلان هيروح النار حدف!!!!) وكأن معهم مفاتيح الجنة والنار يُدخلون من شاءوا ويحجبون من شاءوا !!!!
أما شهادة هذه الأمة في الآخرة فتكون على الأمم السابقة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ نَعَمْ ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ ، فَيُقَالُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ ، قَالَ : فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ سورة البقرة آية 143 ، قَال : وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ ” ( البخاري) فأمة محمد تشهد لنوح وغيره بأنهم بلغوا ونصحوا بموجب ما جاء في القرآن كما صرحت بذلك روايات أخرى للحديث.
أحبتي في الله: ولو جئنا إلى الجانب العملي والتطبيقي لهذا الدرس في واقعنا المعاصر؛ لوجدنا أن ما ذكرناه من الجانب النظري يعد رسالة قوية لكل فرد من أفراد المجتمع أن يحسن خلقه ومعاملته مع أهله وجيرانه وأحبابه وأصدقائه وبني جنسه ليشهدوا له بصلاحه وتقواه في وقت هو أحوج إلى جنة ومغفرة مولاه؛ وليعلم كل منا أن ذلك بالعمل وليس بالوصية، فلا تنفعك وصيتك للناس ليشهدوا لك بصلاحك عند وفاتك، كشهادة اثنين من الموظفين لك بحسن سيرك وسلوكك لتتسلم عملك!!!! ، ولكن ما جنيته طوال عمرك من أخلاق ومعاملة ستحصده عند وفاتك، وهذا يحتاج إلى وقت طويل ليترك أثراً أطول، كما قال حكيم: السيرة الحسنة كشجرة الزيتون لا تنمو سريعاً ولكنها تعيش طويلاً ، لأنك تموت بجسدك وروحك وتظل ذكراك باقية، وأثرك يدرُّ لك حسنات. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم ….. وعاش قوم وهم في الناس أموات
وقال أحمد شوقي:
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له: إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني
وقال الإمام ابن عطاء الله السكندري في حِكَمِه” رُبَّ عُمُرٍ اتَّسَعَتْ آمادُهُ وَقَلَّتْ أمْدادُهُ، وَرُبَّ عُمُرٍ قَليلَةٌ آمادُهُ كَثيرَةٌ أمْدادُهُ. فمَنْ بُورِكَ لَهُ في عُمُرِهِ أدْرَكَ في يَسيرٍ مِنَ الزَّمَنِ مِنْ مِنَنِ اللهِ تَعالى ما لا يَدْخُلُ تَحْتَ دَوائِرِ العِبارَةِ وَلا تَلْحَقُهُ الإشارَةِ.”
والمعنى: رُب عمر طويل ولكنه قليل البركة، والعكس صحيح، فرُب عمر قصير ولكنه كثير البركة والخير. ثم يقول:( فمن بورك له في عمره، أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة، ولا تلحقه الإشارة ). ومعنى هذا الكلام أنك لا تستطيع أن تحصى أو تحصر ما يحصل من نعم الله تعالى في عمر قليل ولكنه مبارك.
انظر إلى عُمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو المثل الأعلى. ففي عشرين سنة بعد نزول الوحي، غّير الدنيا، وبلغ رسالة الله للإنس والجن، وحوّل مسار التاريخ البشري كله إلى يوم القيامة -صلى الله عليه وسلم-. فهذا عُمرٌ مُبارك ما زال يفيض علينا بالخير كل يوم وكل ساعة؛ فكل صباح من صباحاته وكل ليلة من لياليه –بأبي هو وأمي- كان الخير يفيض منه إلى الناس والمثل والمعاني، وحتى الأشجار والأحجار والأشياء؛ فكل كلمة تحمل علمًا، وكل توجيه يصنع رجلاً، وكل قرار يفتح بابًا من أبواب الخير لا يغلق إلى قيام الساعة؛ فما أعظم البركات وما أوسع الأمداد، رغم قلة الأعداد.
ونرى أمثلة على نفس المعنى في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفي أئمة الإسلام، حيث تجد من الصحابة من عاش حتى الثلاثين أو الأربعين فقط لا غير، ولكنه ترك أثرًا واسعًا في الإسلام، وحقق في سنين قليلة الكثير والكثير، فمصعب بن عمير رضي الله عنه مات شابًا، ولكنه فتح يثرب، فتح دعوة قبل هجرة الرسول إليها، وترك في تاريخ الإسلام أبلغ الأثر. وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- كان خليفة على المسلمين ثلاث سنوات فقط، ولكن الله عز وجل حفظ به الإسلام، وهكذا.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إن الله تعالى قد ينزل البركة للإنسان في وقته بحيث يفعل في الوقت القصير ما لا يفعل في الوقت الكثير، ومن أعظم ما يعينك أن تستعين بالله عز وجل في جميع أفعالك؛ بأن تجعل أفعالك مقرونة بالاستعانة بالله؛ حتى لا توكل إلى نفسك، لأنك إن وكلت إلى نفسك وكلت إلى ضعف وعجز، وإن أعانك الله فلا تسأل عما يحصل لك من العمل والبركة.
كل الأمور تزول عنك وتنقضي إلا الثنــــاء فإنـــــــــه لك بـــــــــــاقي
ولو أنني خيرت كل فضيــــــــلة ما اخترت غير مكــارم الأخلاق
فانظر إلى نفسك هل أفدتها؟! هل أفدت مجتمعك؟! هل تركت أثراً صالحاً تذكر به؟!! هل حسَّنت أخلاقك وتعاملك مع الناس ليذكرونك بخير بعد وفاتك؟!! ألا فلنسارع جميعاً قبل أن نندم ولا ينفع الندم!!!
الدرس الثاني: التسليم المطلق والانقياد الكامل لله تعالى، ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم
فالمسلم عبد لله تعالى، يسلم بأحكامه وينقاد لأوامره بكل حب ورضا، ويستجيب لذلك، ويسارع للامتثال بكل ما أوتي من قوة وجهد، فأصل الإسلام التسليم، وخلاصة الإيمان الانقياد، وأساس المحبة الطاعة، لذا كان عنوان صدق المسلم وقوة إيمانه هو فعل ما أمر الله والاستجابة لحكمه، والامتثال لأمره في جميع الأحوال، لا يوقفه عن الامتثال والطاعة معرفة الحكمة واقتناعه بها، لأنه يعلم علم اليقين، أنه ما أمره الله تعالى بأمر ولا نهاه عن شيء، إلا كان في مصلحته سواء علم ذلك أو لم يعلمه. كما قال تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } ( الأحزاب: 36 ) هذه الطاعة، وذلك التسليم، الذي أقسم الله تعالى بنفسه على نفي الإيمان عمن لا يملكه في قوله تعالى: { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيما } [النساء: 65].
والصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ في أمر تحويل القبلة، أمرهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتوجه في صلاتهم ناحية المسجد الأقصى فتوجهوا وانقادوا، ولبثوا على ذلك مدة سنة وبضعة شهور، فلما أُمِروا بالتوجه ناحية المسجد الحرام سارعوا وامتثلوا، بل إن بعضهم لما علم بتحويل القبلة وهم في صلاتهم، تحولوا وتوجهوا وهم ركوع إلى القبلة الجديدة، ولم ينتظروا حتى يكملوا صلاتهم. فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ” بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء، إذ جاء رجل فقال: قد أنزل على النبي – صلى الله عليه وسلم – قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، فتوجهوا إلى الكعبة ” ( الترمذي ). لقد تحولوا وهم في هيئة الركوع من قبلة بيت المقدس إلى اتجاه البيت الحرام .. لقد علمونا ـ رضي الله عنهم ـ كيف نستقبل أوامر وتعاليم الإسلام .. بهذه الثقة في النهج، وبهذه الثقة في القائد ، قادوا وسادوا وساسوا الدنيا .. ؛ فما بالنا نحينا أوامر الإسلام وتعاليم القرآن، وشككنا في أحكام الشريعة وثوابت الدين وتنسمنا فساء الغرب!! ونقبنا في مزابل الغي والضلال!! إلى متى هذه الجفوة والفجوة بين المسلمين ومنهجهم ؟! وإلى متى نستجيب إلى كل أشباه الحلول ، ونرفض الحل الإسلامي؟!!! إذا كان هؤلاء تحولوا وهم ركوع فأين تحولك الآن؟!! وأين استجابتك لأوامر الرحمن؟!!!
وحيث إن آيات تحويل القبلة تتحدث عن الانقياد للمؤمنين وسفاهة اليهود وعصيانهم، فسأعقد لك مقارنة بين الفريقين في أمر الطاعة والانقياد ، قال تعالى عن المؤمنين: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور : 51)، وفي المقابل عصيان اليهود: { مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} ( النساء: 46)
وهذا مثال آخر: ” أتى النبي خبر قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس وأخبرهم ، فقام أبو بكر الصديق ، فقال وأحسن . ثم قام عمر بن الخطاب ، فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ” اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ههنا قاعدون ” ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، ودعا له به .” ( سيرة ابن هشام ) ، وفي المقابل أمر موسى بني إسرائيل بدخول بيت المقدس فــ { قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (المائدة : 24)
والتطبيق العملي في هذا الدرس أن تكون دائم الاستجابة والانقياد والخضوع لأوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع مجالات الحياة.
الدرس الثالث: وحدة الأمة الإسلامية:
المسلمون في الشرق والغرب يتجهون في الصلوات الخمس اليومية، وفي فريضة الحج إلى بيت الله الحرام، رغم اختلاف الألسنة والجنسيات والألوان، يجمعهم الدين الإسلامي الحنيف، وهذا ليعلم المسلم أنه لبنة في بناء كبير واحد مرصوص، وفي الحديث: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا”(متفق عليه) ، فالمسلمون يتعلمون من وحدة القبلة، وحدة الأمة في الهدف والغاية، وأن الوحدة والاتحاد ضرورة في كل شئون حياتهم الدينية والدنيوية؛ وهذا الذي حمل اليهود على حقدهم وحسدهم للوحدة الإسلامية في بلادنا، وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال: ” إِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا ، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا ، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإِمَامِ آمِينَ ” ( الصحيحة للألباني)، وتدبرت في هذه الثلاث فوجدت العلة واحدة وهي ( الوحدة والاجتماع في كل ) وهذا بلا شك يغضبهم ويحزنهم ويسوءهم.
وهذا ما سلكه اليهود مع الرسول في المدينة، حيث جمع الله به شتات المؤمنين، ووحدهم بعد تفرقهم امتثالا لقوله تعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} ( آل عمران : 103)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : “أن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، وذلك أن رجلا من اليهود مَرَّ بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هُمْ عليه من الاتفاق والألْفَة، فبعث رجلا معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعَاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبُه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجعل يُسكِّنهم ويقول: “أبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وأَنَا بَيْنَ أظْهُرِكُمْ؟” وتلا عليهم هذه الآية، فندموا على ما كان منهم، واصطلحوا وتعانقوا، وألقوا السلاح، رضي الله عنهم.”أ.ه
وفي العصر الحديث صرحوا بهذا الحقد والحسد على وحدة المسلمين واجتماعهم في كتبهم واجتماعاتهم ومؤتمراتهم، ففي بروتوكولات (حكماء صهيون) قالوا: إننا لن نستطيع التغلب على المسلمين ماداموا متحدين دولاً وشعوباً تحت حكم خليفة واحد ، فلا بد من إسقاط الخلافة و تقسيم الدولة الإسلامية إلى دويلات ضعيفة لا تستطيع الوقوف في وجهنا فيسهل علينا استعمارها . ويقول لورانس براون : “إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطراً ، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذٍ بلا وزن ولا تأثير”.
ولو نزلنا إلى أرض الواقع فإنه يؤسفني ويحزنني أن يتحد الغرب ويسمون أنفسهم الولايات المتحدة ، ونحن لا أقول دولاً بل جماعات وأحزاب وفرق شتى، ولقد زار أحد المسلمين معظم دول العالم فتعجب من وحدة الغرب واجتماعه وتفرق المسلمين واختلافهم فأنشد قائلاً :
تجولت في طول البلاد وعرضها ……. وطفت بلاد الله غربا ومشرقا
فلم أر كالإسلام أدعى لوحدة………ولا مثل أهليه أشد تفرقا
لذلك أراد حكيم أن يعطى أولاده درساً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة حين أحس بقرب أجله , فاجتمع أولاده حول سريره , وأراد أن يوصيهم بوصية تنفعهم قبل وفاته ، فطلب منهم أن يحضروا حزمة من الحطب , وطلب من كل واحد منهم أن يكسر الحزمة , فلم يستطع أي واحد منهم أن يكسرها , أخذ الحكيم الحزمة , وفرقها أعواداً , وأعطى كل واحد من أبنائه عوداً , وطلب منهم كسر الأعواد وهي متفرقة , فكسر كل واحد منهم عوده بسهولة . فقال الأب الذي هو الحكيم : يا أبنائي إياكم والتفرقة , كونوا كهذه الحزمة متحدين , حتى لا يقدر عدو على هزيمتكم .
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى………….. خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً ………..وإذا افترقن تكسرت أفرادا
إن التطبيق العملي في هذا الدرس يدعونا إلى أن نتحد ونتكاتف ونتعاون جميعاً من أجل بناء مجتمعنا، من أجل بناء وطننا، من أجل بناء مصرنا، من أجل بناء حضارتنا، بعيدين عن التفرقة، عن التشرذم ، عن التحزب، عن التشتت، حتى نحقق آمالنا، ويعلو بنياننا ، ونبلغ منانا، فنكون جميعاً أدوات بناء لا أدوات هدم!!
ومتى يبلغ البنيان يوماً تمامه…………..إذا كنت تبني وغيرك يهدم؟!!!
الدرس الرابع: تحويل حالنا مع الله:
نحن مأمورون بأن نقتدي بنبينا صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله؛ ولكن هناك أحداث فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من الله لغاية وحكمة تشريعية للأمة؛ فلو نظرنا إلى المناسبات الدينية عند المسلمين؛ فإنك ستجد – مثلا – الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة؛ وليس معنى ذلك أنك ستهاجر في كل عام عند مرور هذه الذكرى عليك؛ وإنما المطلوب منك هجرة الذنوب والمعاصي؛ وهذا ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:” لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ ” ( البخاري ومسلم)؛ وهكذا في بقية المناسبات الدينية!!
والتطبيق العملي في هذا الدرس من هذه المناسبة ( تحويل القبلة ) هو : تحويل حالنا مع الله؛ تحويل حالنا من العقائد المنحرفة والخرافات الضالة والشعارات الخادعة إلى العقيدة السليمة المستقيمة.
تحويل حالنا من ارتكاب المعاصي والخنا والمسكرات المخدرات والجرائم والفجور إلى العبادة والطاعة والعمل ليوم النشور.
تحويل حالنا من الكسل والخمول والتسكع إلي السعي والكسب والاجتهاد وابتغاء الرزق.
تحويل حالنا من الظلم والقهر والاستبداد، إلى العدل والحرية والمساواة.
تحويل حالنا من التشرذم والتحزب والتشتت والاختلاف إلى الوحدة والاتحاد والاعتصام والائتلاف.
تحويل حالنا من الحقد والغل والحسد والبغصاء لبعضنا البعض، إلى الحب والنقاء والإيثار والإخاء والتراحم فيما بيننا، ولا سيما ونحن مقبلون على شهر كريم؛ وقد سئل ابن مسعود : كيف كنتم تستقبلون رمضان ؟ قال : ما كان أحدنا يجرؤ على استقبال الهلال وفي قلبه ذرة حقد على أخيه المسلم”.
وبالجملة تغيير وتحويل شامل جمعه الله في قوله:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }( الرعد:11)،{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}( الأعراف: 96)
أفيقوا يا أيها المسلمون….ألا فلنتحول كما تحول الصحابة في حادث تحويل القبلة . نتحول بكل قوة وثقة ورشاقة إلى منهج الإسلام بكلياته وجزئياته ، كما تحول الغر الميامين وهم ركوع ..ولا تقل بعد شهر !! في أول رمضان!! بعد الامتحان!!! بعد الزواج!!! بعد بعد بعد!!! فقد تأتيك المنية وأنت على معصية الله فتحشر عليها!!
أحبتي في الله: حين تؤمن بأن الله قادر على تحويل حالك من حال إلى حال ستعيش وأنت مستغنيا عن الدنيا وما فيها؛ انظر كيف حالك مع الله ؟؟ أما زلت تحب الدنيا ؟!!.. أما زلت تحب الشهوات ؟!!.. أما زلت ترتكب المنكرات؟!!..أم أنك تحب الله .. وتحب كلامه .. تحرم حرامه وتحل حلاله!!! وليكن هذا السؤال يتردد في داخلك دوما .. في كل وقت وحين ..كيـف حالك يا قلبي مع الله ؟؟ هل أنت مستعد للموت اليوم على حالك هذه ؟؟ ..بل الساعة .. بل هذه اللحظة … الآن الآن الآن ..تلك همسات أوجهها لي قبل أن أكتبها…. لكن ..لنقف مع أنفسنا دوما .. ولنحاسب أنفسنا قبل الحساب!!
هذه بعض الدروس من تحويل القبلة وهناك دروس كثيرة لا يتسع المقام لذكرها؛ ولا تسعفها هذه الوريقات في هذه الدقائق!!
منها: مكانة النبي عند ربه سبحانه وتعالى. ومنها: امتحان المؤمن الصادق واختباره.
ومنها: حرص المؤمن على أخيه وحب الخير له، فحينما نزلت الآيات التي تأمر المؤمنين بتحويل القبلة إلى الكعبة، تساءل المؤمنون عن مصير عبادة إخوانهم الذين ماتوا وقد صلوا نحو بيت المقدس، فأخبر الله ـ عز وجل ـ أن صلاتهم مقبولة.
ومنها: التمايز ومخالفة أهل الكتاب.
ومنها: استمرار عداوة اليهود للإسلام والمسلمين.
ومنها: الربط بين المسجدين وأن قدسيتهما وحرمتهما واحدة.
وفي الحقيقة كل درس يحتاج إلى جمعة كاملة، وحسبي ما ذكرت، وأسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينه رداً جميلاً، وأن يُحَوِّل قلوبهم وأجسامهم وكل جوارحهم نحو طاعته، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.