جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عقلة الإصبع
يحكى أن حطابا لم يعد يستطيع أن يطعم أطفاله السبعة لشدة فقره وضعف صحته فعزم الأبناء على أن يذهبوا إلى الغابة ويجمعوا الحطب ليساعدوا أباهم المريض وأمهم المسكينة من دون أن يعلما ووافقوا بعد تردد شديد على أن يرافقهم أصغر الأشقاء عقلة الإصبع . وانطلق الصغار في أعماق الغابة بحثا عن الأغصان الجافة وأخذ عقلة الإصبع يلقي بكسرات الخبز أثناء سيرهم حتى لايضلوا الطريق أثناء عودتهم للمنزل وحينما أقبل الليل بدأ الصغار في البكاء من الخوف فقال عقلة الإصبع لاتخافوا أنا أعرف الطريق لكن العصافير كانت قد أكلت كسرات الخبز وأدرك عقلة الإصبع أنهم ضلوا الطريق في الغابة وكان صوت الريح يثير الرعب في قلوبهم فجمع عقلة الإصبع إخوته وطلب منهم أن يستريحوا وسوف يقوم على حراستهم لكنهم لم يلبثوا طويلا حتى سمعوا صوت أبويهم وهما يناديان عليهم وفي الحال قاد عقلة الإصبع إخوته ناحية الصوت ولما اجتمع شمل الأسرة قال الأب لقد حضر اليوم صديق ليا وأعطاني باقي ثمن قطعة أرض صغيرة بعتها منذ زمن طويل ولن نفترق بعد اليوم أبدا فرح الأولاد وهللوا لكن عقلة الإصبع قال بهدوء لأبيه المال سوف ينفذ يوما ما ياأبي ربما بعد أسابيع أو حتى أعوام نحن نريد أن نتعلم ياأبي شيئا يفيدنا بحياتنا القرية التي نعيش بها فيها مدرسة وفيها صناع مهرة في الصباح نذهب الى المدرسة وبعد انتهاء الدراسة نتعلم حرفة مفيدة ومن يدري فقد يكون أحدنا مدرسا أو نجارا أو ترزيا وبذلك نفيدك ونفيد أنفسنا جينما نكبر ويتقدم بك العمر ونكون سندا لك وعونا ونساعد بعضنا البعض نحن أخوة ونحب بعضنا كثيرا ونعطف عل بعضنا والحب يجمعنا ويربطنا أنا وأخوتي وخاصة أختي الصغيرة أحبها كثيرا انت وامي من زرع بقلوبنا الحب والحنان والعطف وعلمتنا ان نساعد بعضنا ونحب بعضنا ونطيع الله عزوجل ولانعصيه أبدا وربيتنا على الصدق . فرح الأب كثيرا بكلام ابنه وقال من الغد سوف أصحبكم الى المدرسة وبعد المدرسة سوف أعرفكم على بعض أصدقائي أصحاب الحرف المختلفة وانت يابني ماذا تريد أن تكون بالمستقبل قال عقلة الإصبع سوف اذهب الى المدرسة ياوالدي وسأحرص على تعلم دروسي جيدا ولأني أعرف الغابة جيدا فقد أصبح مرشدا سياحيا أو مدرسا للجغرافيا والتاريخ وضحكت أروى الصغيرة واخذت تقفز الى احضان والدها وانا يا بابا أريد أن أكون طبيبة ناجحة كي أعتني بك أنت وماما وأساعد الأطفال الصغار ضحك الوالد وانهمرت دموعه وضم أطفاله الصغار بين ذراعيه بحب وعطف واحس برغبة بالبكاء لانه رأى كل هذا الحب من أطفاله ورغبتهم بمساعدته وانتم ايها الصغار حينما تكبرون لاتنسوا فضل ابويكم عليكم وانهم ضحوا بكل غالي وثمين وبصحتهم وعمرهم من أجل سعادتم ومن أجل أن تكونوا اعضاء مهمين في المجتمع ودمتم بسعادة وخير ولكم أطيب محبتي
ساحة النقاش