بقلمِ - محمد حمدى
يعدُ الإسرافُ فى تناولِ ، وشراءِ الطعامِ مِنْ مشاكلِنا الإقتصادية -المُجتمعُ العربى- ؛ فالكثير يشترى الطعام ، ويتناوله بلا حساب ، والأدهى مِن ذلك أن ثقافة التغذية ضعيفة ، أو مُنعدمة عند بعض هؤلاء المُسرفِين.....
بلا أدنى شك أن الأراضى الزراعية تنتجُ كميةُ مُحدودة مِن الحاصلاتِ الزراعيةِ ، و كذلك هو حال المزارع الحيوانيةِ (دواجن ، و أسماك ،و مواشى ،و نحل .....) فهى لها إنتاج مُحدود أيضًا، وحال مصانع إنتاج المُنتجات الغذائيةِ مثل حال الأراضى ، والمزارع الحيوانية......
إقبال الكثيرُ على شراءِ ، وتناول الطعام بلا حساب ، يضغطُ على أصحابِ المزارعِ ، والأراضى ، والمصانعِ ......مما يضطرهم إلى زيادةِ خطوط الإنتاج ، وزيادة مساحة الأراضى ، والتوسع فى مزارعِ الإنتاج الحيوانى ، و قد يصل الأمر إلى إستخدامِ الهرمونات ؛ لزيادةِ الإنتاج ، والتى تصيب -الهرمونات-الإنسان ، والحيوان بمشاكلِ صحية مُستقبلية !!
أثبتت الدراسات ، والأبحاث العلمية ، والطبية أن الإسراف فى تناول الطعام له مخاطر صحية عديدة (سِمنة ،و ضغط ،و سُكر ، و مفاصل ، و سرطان ،و قلب ......)؛ لذا يجب علينا الإعتدال فى تناول الطعام !
الإسراف فى شراءِ الطعام ؛يعمل على زيادةِ الطلب على السلع الغذائية، وقلة المعروض مِنها؛ وبالتالى زيادة الغلاء ، لكن الإعتدال ؛يعمل على زيادة المعروض ، وقلة الطلب ؛ وبالتالى ثبات الأسعار عند حد معقول؛ يناسبُ الجميع .
مجتمعات العالم الأول ، والثانى لديها إعتدال كبير فى إستهلاك الطعام ؛ نظرًا لثقافتِها العالية ؛ لذا ينبغى علينا إستغلال وقت الفراغ فى التثقيفِ ولاسيما وأن الإنترنت مُتاح لجميع، وخصوصًا وأن ديننا الإسلامى يدعونا إلى الإعتدالِ ، وطلب العلم ، وغيرهما مِن وجوهِ الخير .
المكتبات العربية تشتكى مِن قلةِ زائريها ، والأدهى مِن ذلك هو أن العربى الجالس على الإنترنت قد لا يستفيد مِن كنوزِ المعلومات التى به ، ويكتفى بمُشاهدة الأشياء التى ربما تكون غير نافعة ، وضارة (عُنف ،و جنس ،و تبادل السباب على شبكات التواصل الإجتماعى) .
لابد مِن الإعتدال فى إستهلاك الطعام ؛ مِن أجل ثبات الأسعار ، ومِن أجل صحة، وعافية دائمة ؛ الصحة نعمة لا تُقدر بثمن .
مواردنا الإقتصادية محدودة ؛ فالأنهار كما هى ، ومساحة الأراضى الزراعية بالمقارنةِ بالزياداتِ السكانية قليلة ......
وفى الختامِ أود أن أكتبَ : "ثقافة الإسراف فى إستهلاكِ الطعام ، عادة سيئة لدى البعض ، يدفعُ ضريبتها الجميع ، فى صورةِ زيادة أسعار السلع ؛ جراء قلة المعروض مِن السلعِ ، وزيادة الطلب عليها" .
عدد زيارات الموقع
139,481