authentication required

بقلم-محمدحمدى
يؤدى الصراع، والعنف دومًا إلى الشقاء، والضنك ،والأمثلة فى الحياة العملية على ذلك كثيرة ؛فأينما تكون تجد أن الصراع ،والعنف يؤدى إلى الشقاء ،وسأسرد لكم قصة قصيرة مِن الواقع، بدون ذكرأسماء ،أو عناوين ؛مِن أجل عدم التشهير، كما عودتكم دائمًا فى قصصى القصيرة ؛فالمغزى مِن سرد القصة هو الأخذ بالعبرة فقط.....
فحدث أن شابًا غنيًا ذو مهابة ،حينما بلغ الثالثة والعشرين مِن عمره تزوج بفتاة غنية مِن القرية ،وكانت الفتاة مثله غنية، وذات مهابة ،وعاشا فى سعادة ،وأنجبا ثلاثة ذكور ربوهم على الجدية، والصرامة ،والحزم ؛لكى يكونوا رجالًا بمعنى الكلمة ،ولكن الطريقة كان مُبالغ فيها بعض الشئ؛مما نتج عنه حُب النفس ،والكِبر،والغِلظة !
ومرت الأيام ،وتزوج هؤلاء الثلاثة الواحد تلو الأخر ،وأنجبوا جميعًا ،ولكن الأوسط أنجب ذكرًا ،نحيلًا، ضعيف البصر،وضعيف الشخصية؛ فأخذت العائلة تعامله بالشدة التى تربوا عليها ؛مِن أجل أن يجعلوا مِنه رجلًا، ذو شخصية قوية، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهى السُفن ؛إذ تأثرت نفسية الولد بشكل سلبى !
كان هذا الطفل يذوق المرار ألوانًا؛ بسبب القسوة التى كان يُعامَل بها حتى تفوقه فى الدراسة كان محل سخرية مِن الأعمام الذين كانوا يقولون لأبنائهم :"ابن عمكم الأهطل أحسن مِنكم ! "تأثرالولد بهذه المُعاملة؛ فبعد أن كان مِن الأوائل فى الإبتدائى، والإعدادى حينما دخل الثانوية العامة تراجع مستواه بشكل غريب فقد رسب فى الصف الأول الثانوى ،وظهرتغيرملحوظ فى سلوكه فشرب السجائربشراهة ،وبالغ فى النوم، والتحدث فى التليفونات !
ذادت القسوة عليه مِن الجميع ماعدا الأم ؛فتأثرت حالته سوءًا أكثر ،وقد دخلت عليه الأم ذات مرة ؛فوجدته يبكى بُكاءًا ،مُرًا ،وأنفه تشخب دمًا مِن شدة الحزن، والبكاء ،واضعًا النظارة بجانبه على الوسادة ،والكتاب مُبلل بالدموع، وقطرات الدم بجانبه على السرير؛ إذ رسب للمرة الثانية فى الصف الأول الثانوى؛ زدات القسوة عليه ،والضغط ؛فدخل إلى دوامة الأمراض العقلية، وأُصيب بالوسواس القهرى ،والصراخ ليلًا ؛بدأت الأم تنظر إليه على أنه مجنون ،ففقدَ الفتى كُل شئ حتى أمه ،فقرر أن يترك البيت، وساحَ فى الشوارع، وتعرضَ للإهانة ،والضرب حتى فقدَ عقله تمامًا، وصار يمشى فى الشوارع بلا عقل !
تم إيداعه فى مُستشفى الأمراض العقلية ،والنفسية بالعباسية ،وحينما علمت الأم بحاله أخذت تسير فى الشوارع ،وتحكى عما كان يحدث فى منزل العائلة ،وفى ذات يوم تعرضت لحادث مرورى أودى بحياتها ،و زاد مُعدل السُكر فى الدم لدى الأب حينما علم بما حدث لزوجته ،وأُصيبَ بالعمى ،والشلل، ومات بعد زوجته بعِدة أشهر، و صارت حياة المنزل جحيمًا لا يُحتمل بعد أن أصبحوا ،وأمسوا حديث القرية ،والقرى المجاورة .
وحينما بلغَ الأبناء جميعًا مرحلة الشباب، وأرادوا أن يتزوجوا رفض الأهالى أن يزوجوا بناتهم لأحد مِن هؤلاء الشباب؛ فتحول جميع شباب المنزل بلا إستثناء إلى طريق المُخدرات ،وباعوا كُل شئ ،وتسببوا فى موت والديهم ، وكُل هذا ؛بسبب القسوة، والإفتراء على الضعيف .
وبعد سرد هذه القصة نخرج بالعِبرالتالية :
1-البطش بالضعفاء يعد سببًا فى خراب البيوت .
2-أفضل ،وأنسب مُعاملة هى الوسط بين الشدة ،واللين .
3- الرفق فى التعامل ، هو سر السعادة ، والإستقرار .
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 148 مشاهدة
نشرت فى 3 أغسطس 2024 بواسطة starstar200

عدد زيارات الموقع

90,667