فى الوقت الذى تدعو فيه الدولة ،المواطنين إلى ترشيد الإستيراد؛ لتوفيرَ العُملة الأجنبية؛ لإستيراد سلع مُهمة لشعب ، كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة ،و الإحصاء عن مُفاجأة مِن العيار الثقيل ؛فقد تم إستيراد بيرة ، و ويسكى ،ونبيذ فوار ،ومشروبات روحية أخرى بقيمة أكثر مِن 202.9 مليون جنية خلال عام 2016م-هذه مُسميات دلع للخمور،فما يسكر كثيره ، فقليله أيضًا حرام، أى أن الخمرة الغير مُركزة "الشمبانيا"حرام أيضًا- ، هذا التصرف يعتبر تناقض فج مِن الدولةِ التى تطالب المواطنين بترشيد الإستهلاك !
الخمور حرام شرعًا ؛فقد قال الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة:90] .
وقال أيضًا رسول -الله صل الله عليه وسلم- : "لعن الله الخمر، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومُبتاعها ، وعاصرها ، ومُعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وآكل ثمنها ."
ومِن ناحيةِ أخرى تقوم الشرطة ،والجيش بتطهير الدولة مِن الحشيش ،والبانجو،وباقى أصناف المُخدرات ........وتسمح لشاربى الخمور بشربها فى الخماراتِ جهارًا نهارًا،بالرغم مِن أنها مُحرمة بطريقة مُباشرة كما ذكرت فى الفقرة السابقة، والبانجو والحشيش،وصائر أنواع المُخدرات ........مُحرمة بناءًا على تحريم الخمر؛ لأن البانجو، والحشيش، وباقى المُخدرات ..... لهم نفس أضرار الخمور فبالقياس على الخمور حُرم البانجو، والحشيش ، وباقى أنواع المُخدرات !
فأرجو أن لا يكون هناك تناقض فى عمل الدولة،فإذا كانت تقوم بالقبضِ على الحشاشين؛ فيجب أن تقومَ بالقبض على الخمورجية أيضًا ، كما يجب على الدولة أن تلتزمَ بما تفرضه على المواطن ، فإذا دعت المواطن إلى ترشيد الإستيراد ؛فيجب أن تقومَ الدولة بترشيد الإستيراد أولًا .
ويجب على الأجهزة الرقابية أن تمنعَ أى مشهد فنى به خمور ؛ لأن شرب الخمور فى الأفلام ، والمُسلسلات يعتبر ترويجًا لها ، ومِن ثَم العمل على زيادة أعداد شاربيها !
ينبغى أن تحاربَ السينما الفواحش ، بدلًا مِن ترويجها ، وبالتالى زيادة أعداد الفاسدين ، والفاسدات ؛ للمُحافظة على المورد البشرى ، الذى يعتبر أهم الموارد التى تمتلكها الدول .
(ملحوظة : لقد كتبت ذلك المقال ، ونشرته على الإنترنت يوم الأحد الموافق 30أبريل 2017م )
