أني اعلم أنك في حالة من الضيق و التوتر بسبب أقتراب وقت الامتحانات ، لكني أحببت أن أهديك باقة من الكلمات التي اقتطفتها من بستان الأخوة ، فأنت الآن طالب و غدا مطلوب ، فكما أن المجتمع وفرة لك مطالبك ، من مدرسة و كتب و علم ، ففي الغد مطلوب منك أن تقدم للمجتمع ، أخي الطالب إذا ما نظرنا في حال مجتمعنا لشهدنا أنه يتطور ، و نريد أن يكون لك بصمة في تطور و رقي المجتمع ، فجميع الأنظار تتجه إليك ، لا نريد النجاح بل نريد التفوق ، ولن يأتي ذلك إلا بالاجتهاد ، يقول سقراط : ومن دام اجتهاده أتاه التوفيق.

أخي الطالب لا يعقل أن تجمع بين الراحة اليوم و الراحة في المستقبل ، فإذا أردت أن يكون لك مجد مزدهر ، فأبذل ما في وسعك لبناء مستقبل رائع .

أنا ضد المقولة التي تقول ( عند الامتحان يكرم المرء أو يهان ) ، لأن الطالب العربي لا يهان ، كيف يهان و أجداده علماء برعوا في مجالات كثيرة ، ربما الذي سوف يكون محل شفقة هي ورقة الامتحان ، لان الطالب سوف يكون لكل سؤال بالمرصاد .

أخي الطالب لا تلجأ للغش أبدا ، لأنك بذلك سوف تنال في المستقبل منصب لا تستحقه ، و بهذا سوف تفشل في منصبك مها طال بك الزمان ، وتفشل المؤسسة التي سوف تعمل بها ، و سوف يصاب المجتمع بخلل ، و يقل التطور و الازدهار لان هناك أشخاص لا يستحقون مناصبهم ، فالإنسان الذي لا يعمل بعلمه كالشجرة المورقة لا ثمر لها ، ناهيك أنك سوف تتعود على الكسل ، و تلجأ للغش حتى في التجارة ، يقول الكاتب مسرحي إغريقي (سوفوكليس) : أفضل أن أفشل بشرف على أن أنجح عن طريق الغش .

و اخيرا تذكر نصيحة ابو تمام حين قال :

لا تحسبن المجد تمرا انت آكله…لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر