جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|
|
|
|
|
كيف
يمكنك أن تنمى شخصيتك ؟
كيف تتعرف على من حولك من خلال مظهرهم و طعامهم و
بيئتهم و فصائل دمهم
..
إذا كنت ترغب فى التعرف على
سلوكيات و طباع من حولك و تحاول توقع
تصرفاتهم
و فهم شخصياتهم بالطريقة الصحيحة ، و تهتم
بتحليل الشخصيات
المختلفة ، و إتقان فن الإستماع للآ فكار
المخفية فى الكلام و كشف
الكذب ، و فى نفس الوقت تطمح إلى
معرفة نظرة الناس لك و أفكارهم عنك ،
فما عليك إلا أن تتابع
هذه السلسلة التى ستساعدك فى شحذ ملكة الفراسة
لديك ، و
أن تصبح على وعى أشمل و أدق بـ
متاهة الرسائل السلوكية و
التلميحات التى يصدرها الآخرون حولك ، و
خصوصاً تلك
المشفرة بـ سلسلة لا متناهية من الإشارات و الكلمات و
الحركات و التصرفات و أساليب الحياه و التعامل و المظهر
الخارجى بكل
تجلياته أيضاً ، و قبل الدخول فى أنواع تحليل الشخصية الإنسانية
لابد أولاً من التعرف على معنى
الشخصية .
لقد إختلف علماء النفس كثيراًُ فى تعريف
الشخصية ، حتى وصل عدد تعاريف
الشخصية إلى أربعين تعريفاً ، و يحددها بعض
الباحثين على أنها مجموعة الصفات الجسمية و العقلية و الإنفعالية و
الإجتماعية التى تظهر فى العلاقات الإجتماعية لـ فرد بعينه و تميزه عن
غيره .
و يرجع إهتمام العلماء و الباحثين بالشخصية الإنسانية إلى الواقع
العالمى المنكوس حيث بات الإنسان يعيش غريباً معزولاً عن أعماق ذاته ،
و يحيا مقهوراً من أجل الوسط المادى الذى يعيش فيه ، و لأن خلاص
الإنسانية الأكبر لا يكون إلا بالنمو الروحى و العقلى للإنسان ، و
تحسين ذاته و إدراتها على نحو أفضل و ليس فى تنمية الموارد المحدودة
المهددة بـ الهلاك .
و أكد الخبراء أن تنمية الشخصية لا تحتاج إلى مال أو إمكانات أو فكر
معقد ، و إنما الحاجة تكمن فى الإرادة الصلبة و العزيمة القوية ، و قد
علمتنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج و ضغوطه
الصعبة تكمن فى تدعيم الداخل و إصلاح الذات و إكتساب عادات جديدة ثم
يأتى بعد ذلك النصر و التمكين ، و هذا ما نستنتجه من الآية الكريمة (
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
مبادئ تنمية
الشخصية
يتم تنمية الشخصية على
الصعيد الفردى ، و تشمل أولاً التمحور حول مبدأ ، فإذا أراد
الإنسان أن يعيش وفق مبادئه ، و أراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه
إلى الحد الأقصى فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين ، فيضطر فى كثير
من الأحيان إلى التضحية بأحدهما حتى يستقيم له أمر الآخر ، و قد
أثبتت المبادئ عير التاريخ أنها قادرة على الإنتصار تارة تلو
الأخرى ، و ان الذى يخسر مبادئه يخسر ذاته ، و من خسر ذاته لا يصح
أن يقال أنه كسب بعد ذلك أى شئ .
و ثانياً : المحافظة على الصورة الكلية فـ
النهج الدينى فى بناء الشخصية يقوم على أساس الشمول و
التكامل فى كل الأبعاد ، و ليس غريباً أن نرى من ينجذب بشكل عجيب
نحو من المحاور و يترك باقيها دون أدنى إهتمام ، و حتى لا تفقد
الصورة الكلية فى الشخصية ينبغى النظر دائماً خارج الذات من أجل
المقارنة مع السياق الإجتماعى العام ، و النظر الدائم فى مدى خدمة
بناء النفس فى تحقيق الأهداف الكلية .
و يرى الدكتور على بادحدح فى كتابه (
الطريق إلى الشخصية المؤثرة )
ضرورة الإلتزام بـ العهود الصغيرة ، فـ قطرات الماء حين تتراكم
تشكل فى النهاية بحراً ، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً ، كذلك الأعمال
الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلاً عظيماً ، و قد أثبتت
التجربة أن أفضل السبل لـ صقل شخصية
المرء هو إلتزامه بـ عادات و سلوكيات محددة صغيرة ، كأن يقطع على
نفسه ان يقرأ فى اليوم جزءاً من القراءن او يمشى نصف ساعة مهما
كانت الظروف و الأجواء بحيث يكون الإلتزام ضمن الطاقة و صارماً فإن
( أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل ) .
و من أهم مبادئ تنمية الشخصية عمل ما هو
ممكن الآن ، و ذلك بالإفتراض أن الإنسان لم يصل إلى القاع بعد ، و
ان الأسوأ ربما يكون فى الطريق ، و هو ما جعله ينتهز الفرص و لا
ينشغل بالأبواب التى أُغلقت ، و لابد أيضاً من الإعتقاد أن التحسن
قد يطرأ يوماًَ لكن لا ندرى متى سيكون ، و لكن ذلك لا يعنى
الانتظار حتى تتحسن الظروف .
و شدد خبراء النفس على مجموعة من الوصايا الصغرى تحدد طريقة
مسارالإنسان فى حركته اليومية ، و هى بمثابة مبادئ ثابتة ، و تشمل :
*
السعى لمرضاة الله
تعالى دائماً *
*
إستحضار النية الصالحة فى عمل مباح
*
* عدم
المجادلة فى الخصوصيات *
*
النجاح فى المنزل أولاً
*
*
المحافظة على اللياقة البدنية
*
* عدم
ترك عادة الرياضة مهما كانت الظروف
*
* عدم
المساومة على الشرف أو الكرامة
*
*
الاستماع للطرفين قبل إصدار الحكم
*
*
التعود على إستشارة أهل الخبرة
*
*
الدفاع عن الأشخاص الغائبين
*
*
مشاركة الزملاء و تسهيل نجاحهم
*
* وضع
أهداف مرحلية قصيرة *
*
توفير شئ من الدخل المادى للـ طوارئ
*
*
إخضاع الدوافع للـ مبادئ
*
*
تطوير المهارات كل عام *
أما تنمية الشخصية على صعيد
العلاقات مع الآخرين ، فتتمثل فى تحسين الذات أولاً بتقدير شعور
الآخرين و تفهم مطالبهم ،
فـ
الأب الذى يريد من أبنه أن يكون باراً مُطالباً بأن يكون
أباًعطوفاً أولاً ، و الجار الذى يريد من جيرانه أن يقدموا له يد
العون يجب أن يبذل لهم يد العون ، و ذلك تحت شعار البداية من عندى
، و بالإشارات غير اللفظية أى بالتصرف الذى يعبر عن تقديرنا و حبنا
للآخرين بشكل غير مباشر يفهمونه ، مثل عيادة المريض أو تقديم يد
العون فى أزمة أو باقة ورد فى مناسبة أو حتى الصفح عن زلة فهو فى
الغالب أشد و أعمق تأثيراً فى النفس البشرية .
و ذكر الدكتور عبد الكريم بكار فى كتابه ( تنمية الشخصية ) أن
الإنسان يحتاج إلى تقصير المسافة بينه و بين الآخرين و تكوين
علاقات صداقة تقرب القلوب إلى بعضها ، فقد اثبتت الدراسات أن الذين
يفقدون شخصاً يثقون به و قريباً منهم لهم اشد عرضة للاكتئاب ، بل و
إن بعض صور الإضطراب العقلى تنشأ من مواجهة الأنسان لـ مشاق و
صعوبات كبرى دون من يسانده ، لذلك إن وجد الإنسان ذلك الأخ الحميم
فليحسن معاشرته ، و ليؤد حقوقه ، و ليصفح عن زلاته ، إلى جانب
الإعترف و التقدير ، فالإنسان مهما كان عبقرياً و فذاً و ناجحاً
فإنه يظل متلهفاً لمعرفة إنطباع الناس عنه ، و كثيراً ما يؤدى
التشجيع إلى تفجير أفضل ما لدى الأمة من طاقات كامنة و كذلك فعل
النبى صلى الله عليه وسلم ، حيث وصف أصحابه بصفات تميزهم عن غيرهم
، فإكتشاف الميزات التى يمتلكها الناس بحاجة إلى نوع من الفراسة و
الإبداع ، و قبل ذلك الإهتمام |
|
|
ساحة النقاش