نشر العالم تورانس في عام 1980عن المجتمع اليباني أن المجتمع الياباني يتميز بعدد كبير من فائقي الإنجاز مقارنةً بباقي دول العالم وأرجع ذلك إلى ثقافة هذا المجتمع الميسرة للإبداع والتفكير الإبداعي ومظاهر الجد والدقة والنظام والجهد المكثف والتدريب على حل المشكلات بدءاً من مرحلة رياض الأطفال.
هكذا فقد استثمر اليابانيون في أطفالهم في السابق فأصبحوا مبدعي الحاضر.
فما هو الإبداع؟

وكيف نربي أطفالنا ليكونوا مبدعين في المستقبل؟

ما هي العوامل المؤثرة في الإبداع؟

الإبداع حسب الموسوعة الفلسفية العربية: هو إنتاج شيء جديد أو صياغة عناصر موجودة بصورة غير مألوفة في إحدى المجالات كالعلوم والفنون والآداب.
ويعرفه الباحثون على أنه قدرات واستعدادات يمتلكها الفرد نتيجة مشاهدات وخبرات وهو فعل لا يأتي من فراغ بل نشاط مقصود يسعى الفرد إلى تحقيقه لما فيه من فائدة له وللمجتمع، وقد يكون استجابة لحاجة أو لتحد يواجهه الشخص المبدع.
والإبداع قديم قدم الإنسان وقدم ظهوره على سطح الأرض فالله هو المبدع الأول الذي خلق هذا الكون بما فيه من سموات و نجوم وكواكب وغيرها وقد علَّم الله سبحانه وتعالى مخلوقاته الإبداع وألهمها لتصنع أعمالاً إبداعية كالنحلة التي تبني خليتها الشمعية، والإنسان الذي مارس الإبداع منذ القدم ليبتكر المعول حيث أن الحاجة أم الاختراع.
وفي ظل التقدم الحضاري المطرد تتسابق المجتمعات في جميع الميادين ووسيلتها في ذلك استثمار كل طاقاتها وإمكاناتها وثرواتها وعلى رأسها الثروة البشرية التي هي المحرك لكل القوى الأخرى فالجهد الذي يبذله الإنسان بشكل منتظم ومحسوب جعل التقدم العلمي في الوقت الحالي يحدث كل يوم بفضل ما يضيفه الإبداع العقلي.
لذلك نرى أن الهدف الأعلى من التربية في القرن الحادي والعشرين هو تنمية التفكير في جميع أشكاله لدى كل طفل، وتهيئة الفرص المثيرة للتفكير لأنه بمثابة تزويده بالأدوات التي يحتاجها حتى يتمكن من التفاعل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات أو المتغيرات التي يأتي بها في المستقبل.
العوامل المؤثرة في الإبداع:
حتى يكون الطفل مبدعاً لابد له من أسلوب تنشئة يتصف بالحرية والتشجيع وتوفير بيئة ثرية.
البيئة:

- غنية بالمثيرات والخبرات.
- تحث على التساؤل والاكتشاف.
- توفر أنشطة تعلم المهارات الأساسية للإبداع.
- خصبة تساعد على التخيل.
- تقدم نماذج وقدوات مثل (الخوارزمي، نيوتن).

التشجيع:
- الشعور بالحب والتقبل.
- تعزيز أي عمل وعدم السخرية منه.
- الوصف الدقيق لعمل الطفل.
- تقدير الجهد المبذول.
- تقبل الأخطاء ومنح فرص جديدة.
- وضع معايير واضحة لتقييم الإبداعات.
- التركيز على الإنجاز وليس على النتيجة.
- البعد عن التقليد والمجاراة.
الحرية:
- توفير جو ديموقراطي يسمح للطفل بالتعبير عن مشاعره واحتياجاته.
- إتاحة الفرص للطفل لابتكار ألعابه وتأليف حكاياته.
- توفير جو من المرح والمتعة والسعادة.
- توفير مكان متسع وآمن للعب يسمح له بالجري والانطلاق.
- احترام حقوق الطفل.
فلاش:
الطفل عندما يقوم بأداء الحركة أو النشاط يكون مدفوعاً باهتمام داخلي فهو لا يركز على النتيجة بقدر تركيزه على الفعل.
دور المربي في تنمية الإبداع عند الطفل:
لا يمكننا أن نغفل دور المربي في المدرسة في تنمية وتحفيز الإبداع عند الطفل لذلك لا بد لنا من ذكر الجوانب الإيجابية والسلبية لهذه العملية المهمة في حياته: </SPAN>
محفزات:
- تقدير جهود الطفل الإبداعية واحترام أفكاره وحلوله غير المعتادة.
- توفير الفرص للطفل كي يتعلم ويكتشف دون تهديد. - تشجيع المنافسة. - توفير فرص التعلم الذاتي. - توفير جو يسوده القبول والحب. - قبول استنتاجات الطفل وتفسيراته. - إتاحة الفرصة لإطلاق خيال الطفل. - تشجيع الطفل على ابتكار ألعابه وتجربتها.
معوقات:
- تراكم عوامل الإحباط والفشل والسخرية.
- تقييد الطفل بمعوقات إدراكية وبصرية وتعبيرية. - عدم توفير فرص التحدي. - طرق تعليمية تقليدية. - بيئة متسلطة. - تصويب مستمر ومباشر للاستنتاجات. - جهل المربي بطرق اكتشاف وتنمية الإبداع. صفات الطفل المبدع:
لقد أثبتت الدراسات الحديثة إن أفضل وقت يتعلم فيه المخ هو خلال السنوات العشر الأولى من عمر الطفل وذلك لعدة أسباب منها:
- النمو السريع للوصلات العصبية.
- قدره عالية على التكيف مع الظروف السائدة.
- قدر من قوة الملاحظة.
- تطوير القدرات بطريقة أسهل من السنوات التالية.
لذلك يبدأ المربي بتنمية الإبداع عند الطفل في سن مبكرة حيث تكون الوصلات العصبية عند الطفل ذو السنتين مساوية للوصلات العصبية عند الراشد أما في سن د*** الروضة (3 سنوات) فيكون عدد من الوصلات العصبية مساوٍ لضعف عدد الوصلات عند الراشد، حيث تتكون بسرعة 3 بليون وصلة في الثانية خلال الفترة من الولادة وحتى سن 10 سنوات وتستمر في الوجود والعمل باستخدامها واستثارتها وربطها بوصلات جديدة، أما إذا أهملت فإنها تضعف ولا تعمل وتضمحل لذلك يطلب من المربي ضرورة أن يغير تصوره لفكرة التعلم فالكثير من الفترات الحاسمة أو الحساسة والتي تسمى بنوافذ الفرص تقع في هذه المرحلة العمرية المبكرة، حيث تكون القشرة المخية أنشطة ما يمكن وتكون احتمالية تعلم الطفل لمهارة ما أعلى ما يمكن. كما يمتلك دماغ الطفل مرونة عالية حيث أن بناء الشبكة العصبية وإعادة بناءها في حالة التلف سريع جداً عبر مرحلة الطفولة المبكرة.
ويتمتع الطفل المبدع بصفات عديدة أهمها:
- حب الاستطلاع. - الاستقلالية. - الإثارة نحو كل جديد. - استخدام جميع الحواس في الملاحظة. - الطاقة العالية. - الميل للفن والجمال. - القدرة على التحليل والتركيب والتقييم. - التركيز على الإتقان. - روح الفكاهة.

ماذا لو أتيحت الفرصة للأطفال في مرحلة مبكرة للإبداع:
إن العناية بالطفل وإطلاق طاقاته وتهيئة الجو المناسب لها لا يكون فقط بمن نعتقد أنهم أطفال مبدعون أو موهوبون وإنما يكون بتقديم خدمات لكل الأطفال في أربع مستويات:

1. مستوى الاكتشاف والبناء.
- تقديم الخدمات التعليمية الأساسية لكل طفل.
- توفير المفاتيح الأساسية للتعلم الأساسي.
- توفير الأنشطة التي تسمح لجميع الأطفال باكتشاف مهاراتهم واهتماماتهم وإشباعها.
- كما تسمح للمعلم بمعرفة الطفل واهتماماته وخصائصه.
2. مستوى الاستطلاع والاستكشاف.
- تقديم الخدمات لكثير من الأطفال.
- توجيه الأطفال إلى استكشاف وتفحص اهتماماتهم ونقاط القوة لديهم.
- التأكد من دافعيتهم وكفاءتهم وارتباطهم بمجال معين.
- إطلاق الحرية للاشتراك في مجال دون الآخر.
- مساندة مجموعة من المصادر المدرسية والخدمات الاجتماعية.
- فرص لإنتاج مشاريع ذات كفاءة عالية.
3. مستوى الحماس والأداء.
- يقدم لبعض الأطفال.
- التعليم متفرد ويستجيب لنقاط القوة الخاصة ومهارات كل طفل.
- يفهم الطفل من خلال المتوقع منه في هذا المجال.
4. مستوى الجد والتعلق بالمجال.
- يقدم إلى قليل من الأطفال.
- يكون الفارق بينهم وبين الأطفال العاديين كبير جداً.
- التخطيط لفرص حقيقية لاستثارة قدراتهم للوصول إلى مستويات مرتفعة من الناتج الإبداعي.
بكس:
في المملكة العربية السعودية يتراوح عدد الموهوبين والمتفوقين ما بين أربيعين إلى ستين ألف موهوب معظمهم من الأطفال والشباب وهم يحتاجون إلى مزيد من الرعاية والاهتمام وفتح المجالات أمامهم للعمل الإبداعي والاختراع لأنهما مقياس مهم من مقاييس التقدم والحضارة في عالمنا المعاصر.
وأخيراً عزيزي المربي راقب بعناية واهتمام ما يبديه طفلك من اهتمامات وما يستهويه من هوايات وما يعتاده من قراءات وإطلاعات وما يمتلكه من مواهب خاصة، وسجل بكل دقة ما يقوم به من إنجازات فريدة وأصغ جيداً إلى أفكاره ولاحظه وهو يلعب ويمرح. فالمستقبل في يده وهو يملك صنعه بثقة ولنفسه وهو الآن برعم بين يديك تستطيع تشكيله ومساعدته على صنع هذا المستقبل من خلال حبك له وفهمك لطموحه ومواهبه وحسن توجيهه وإرشاده وتنشئته

المصدر: souba
  • Currently 29/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
8 تصويتات / 300 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2010 بواسطة souba

ساحة النقاش

Ma7sob

souba
محمد محسوب »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,011